مهرجان دبي السينمائي السنوي يصبح كل عامين

Read Time:7 Minute, 57 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_ منذ أن أشعل شمعته الأولى في السادس من ديسمبر من عام 2004، لم يدخر«مهرجان دبي السينمائي» جهداً في دفع عجلة السينما العربية إلى الأمام، حتى اعتبره الكثيرون واحداً من أهم الأحداث السينمائية في العالم بأسره، مقدماً منصة إبداعية ثرية لكل صناع السينما في العالم لعرض أفلامهم من خلاله، وموفراً دعماً هائلاً للفيلم العربي والخليجي حين أطلق في عام 2006 جائزتي المهر للإبداع السينمائي العربي والخليجي، وللفيلم الإماراتي بشكل خاص حين أطلق في عام 2010 جائزة المهر الإماراتي..مع إطفاء المهرجان لشمعته الرابعة عشر في ديسمبر من العام الماضي، أعلنت اللجنة التنظيمية للمهرجان خبر تبنيها لاستراتيجية جديدة سيتم بمقتضاها عقد المهرجان كل عامين بدلاً من كل عام، كما جرت العادة في السنوات الأربعة عشر الماضية، هذا الإعلان أثار تساؤلات عديدة من عشاق المهرجان والمهتمين والمتابعين والذين اعتبروا وجوده في عالم صناعة السينما العربية دافعاً وزخماً لمسار هذه السينما المتعثرة أصلاً.الآن، وموعد انعقاد المهرجان يصل للذروة، «سيدتي» تحاول في التحقيق الآتي الحصول على أجوبة، وسماع اقتراحات وملاحظات مهتمين واختصاصيين، هل سيختفي مهرجان «دبي» كما اختفت مهرجانات عربية أخرى؟ أم هي خطة استرجاع لمسيرة مقبلة قد تكون أكثر قوة وفائدة على جميع الأصعدة؟أخشى من تكرار سيناريو «مهرجان أبو ظبي»
في البداية، توجهت «سيدتي» بالسؤال إلى الفنان والمخرج الإماراتي د. حبيب غلوم والذي أجاب قائلاً: «أولاً، أنا أتمنى أن يكون المهرجان بالفعل مؤجلاً وليس مُلغى، على غرار ما حدث مع «مهرجان أبو ظبي السينمائي» في بداية عام 2014 حين تم الإعلان عن تأجيله، وها قد مرت أربع سنوات والمهرجان لم يعد، لذا فالخوف كل الخوف من إلغاء «مهرجان دبي»؛ نظراً لما يملكه من تأثير كبير على صناع السينما في الخليج وفي الوطن العربي ككل، وما يزيد الأمر أسفاً أن مهرجان الخليج السينمائي الذي كان يقام في دبي، قد تم دمجه في عام 2013 مع مهرجان «دبي» ليصبح أحد أقسامه، فيما سمّي بمسابقة المهر الخليجي، وهو ما يعني أنه في حال تأكيد إلغاء مهرجان «دبي»، فإننا بذلك سنكون قد خسرنا مهرجانين كبيرين كانت تعول عليهما السينما الخليجية بشكل كبير في مسيرة تطورها.ولكني أستطيع أن أقول ومن خلال رؤيتي إن هناك بوادر طيبة ربما تبشر بعودة المهرجان، ولعل أبرزها ما حدث مع مهرجان «دبي» لمسرح الشباب، والذي كان قد أُعلن أيضاً أنه سيقام كل عامين، وهو ما حدث بالفعل حيث توقف المهرجان في العام الماضي، ولكنه عاد في هذا العام ليبث في نفوسنا الأمل بعودة محتملة لمهرجان «دبي» السينمائي في العام المقبل».وبالنسبة لتأثير غياب المهرجان على الساحة السينمائية الخليجية، فقد أضاف د. حبيب غلوم: «إن غياب المهرجان يعد بمثابة خسارة فادحة، لما كان يقدمه من عون للعديد من الطاقات الإبداعية البارزة في الخليج العربي، لذا فإن عودة المهرجان ضرورة حتمية لكل صناع السينما في الخليج، وفي كل الوطن العربي، فنحن بحاجة إلى زيادة المهرجانات والفعاليات الفنية والثقافية وليس إلغاءها، لذا فلا مجال أبداً للعودة إلى الوراء».وفي السياق ذاته، تحدثت الفنانة المصرية بشرى لـ«سيدتي» قائلة بأنها حزينة للغاية بسبب توقف المهرجان لهذا العام، ،وتتمنى أن يكون توقفاً مؤقتاً، لما له من تأثير سلبي ملموس على السينما العربية ككل، فتوقف أي مهرجان ناجح يضر بصناعة السينما بكل تأكيد، فما بالنا بتوقف مهرجان بحجم وقيمة «مهرجان دبي السينمائي» والذي يعد أحد أهم محركات صناعة السينما في المنطقة؟!وأجابت رئيسة عمليات مهرجان الجونة السينمائي على السؤال حول مدى تأثير غياب «مهرجان دبي « على باقي مهرجانات المنطقة، وخاصة «مهرجان الجونة السينمائي» قائلة، إنه ربما يرى البعض أن هناك تأثيراً إيجابياً سينعكس على مهرجان الجونة السينمائي بعد توقف مهرجان «دبي»، حيث سيتحول نظر المستثمرين والرعاة وصناع الأفلام إلى «الجونة»، ولكن ذلك وبلا شك سوف يشكل عبئاً كبيراً على مهرجان الجونة الذي لن يستطيع تحمل عبء دعم السينما بمفرده، دونما دعم كافة المهرجانات والمؤسسات الفنية الموجودة بالمنطقة.وحول ما إذا كان لديها معلومات بخصوص عودة المهرجان في العام القادم من عدمه، أجابت بشرى: «بالفعل، لدي معلومات من بعض الأصدقاء المقربين أن هناك توجهاً لتخصيص جزء كبير من ميزانية المهرجان لدعم صناعة السينما في دولة الإمارات وفي المنطقة ككل، ولكن هذا لا يعني بالضرورة توقف المهرجان نهائياً، بل ربما هناك مجرد تعديلات في الشكل العام له».

تعقيب ما يدعم كلام بشرى هو تصريح كان قد أدلى به عبد الحميد جمعة، المدير السابق للمهرجان، على هامش الدورة الماضية حين قال: «أنا أطالب بوجود صندوق إماراتي من أجل دعم السينما الإماراتية خاصة في ظل وجود مواهب وكوادر حقيقية تستحق الدعم»، وهو ما يبدو أنه بات قريباً من التنفيذ بالفعل.متفائلة جداً بعودة هذا المهرجان وتحدثت المخرجة السعودية هند الفهاد والفائزة بجائزة لجنة تحكيم «مهرجان دبي السينمائي» «جائزة المهر الخليجي للفيلم القصير» عام 2015 عن فيلمها «بسطة» قائلة: «لا شك أن توقف المهرجان كان بمثابة صدمة كبيرة بالنسبة لي، نظراً لمكانته الخاصة في قلبي؛ حيث سبق أن فزت من خلاله بجائزة أعتز بها كثيراً، هذا إلى جانب كونه أهم مهرجان سينمائي في المنطقة من وجهة نظري؛ لذا أتمنى أن لا يتعدى الأمر مجرد توقف مؤقت وأن يعود المهرجان بشكل طبيعي في عامه القادم نظراً لحاجتنا الماسة كفنانين له».وتابعت قائلة: «إن فيلمها «بسطة» قد فاز أيضاً في العام الماضي بدعم صندوق «إنجاز» من «مهرجان دبي»، إلى جانب خمسة مشاريع أخرى، ومازلنا ننتظر التنفيذ. وستكون خسارة فادحة للسينما العربية في حال عدم عودته».حول التأثير الذي أحدثه «مهرجان دبي» في الحركة السينمائية الخليجية خلال الأعوام الماضية، قالت هند: «إن المهرجان كان له تأثير بالغ في حالة الحراك السينمائي التي حدثت في الخليج مؤخراً، وفي جلب أهم الأفلام العالمية والعربية إلى الجمهور الخليجي، وهو ما أحدث حالة من التواصل والانفتاح على الآخر، كما ساهم بشكل كبير في تصدير السينما الخليجية إلى العالم، وأنا شخصياً متفائلة للغاية بعودة المهرجان عما قريب واستمراره في دعم السينما الخليجية والعربية على حد السواء».أمر مؤلم للغاية المنتج السينمائي التونسي حبيب عطية قال: «مازلت حتى الآن لا أفهم سبباً منطقياً لهذا التوقف المفاجئ للمهرجان، والذي كان من المهرجانات الهامة للغاية بالنسبة لي شخصياً، ليس فقط بسبب الأفلام الكثيرة والجيدة التي تعرض من خلاله، بل لكونه ملتقى يجمع محبي وممارسي الفن من جميع بلدان العالم، وهو ما أكسبني شخصياً خبرة كبيرة، سأفتقدها بالطبع إذا استمر توقف المهرجان لأبعد من ذلك». وتابع منتج فيلم «خلينا هكا خير»، والحاصل على «جائزة المهر العربي القصير» من مهرجان دبي عام 2016 قائلاً: «إنه أمر مؤلم للغاية أن ترى توقف مهرجانات بحجم مهرجان «أبو ظبي» و«مهرجان «مراكش» ومهرجان «دمشق»، وأخيراً مهرجان «دبي»، وهو ما يطرح سؤالاً هاماً حول ما إذا كنا جادين في خلق حالة من الحراك السينمائي في منطقتنا العربية، أم أن المهرجانات بالنسبة لنا «سجادة حمراء»، و«مؤتمرات صحفية»، سرعان ما نملّ منها؛ لأننا نهتم بالمظهر لا الجوهر.نحن نحتاج إلى المهرجانات السينمائية حاجتنا للماء والهواء، لدعم صناعة السينما ودعم المشاريع الجديدة والمواهب الشابة التي تخرج إلى النور من خلال هذه المهرجانات، وتنطلق منها إلى العالمية مما يعود بالنفع على فننا العربي. أشكر الله على عودة مهرجان «مراكش» لهذا العام، وأتمنى أن يحظى مهرجان «دبي» بالنهاية السعيدة».الكاتبة والمخرجة الإماراتية نجوم الغانم، والحاصلة على جائزة المهر الإماراتي لأفضل فيلم طويل عن فيلمها «آلات حادة» من مهرجان «دبي» 2017 قالت لـ«سيدتي»: «لقد عشنا الصدمة عندما سمعنا أن المهرجان سيكون كل سنتين، وما يخفف تلك الصدمة هو أننا مازلنا نحمل في قلوبنا الكثير من الآمال على أن يعود المهرجان في أقرب وقت، نحن نتفهّم وجهة نظر الإدارة بأن يكون المهرجان كل عامين، لكننا لا نستطيع تخيل فكرة إلغائه نهائياً، وأتمنى أن يعود المهرجان كعهده السابق وبقوته وبفريقه الذي أسسه، وأن لا تطول فترة التوقف؛ حتى لا يفقد المهرجان بريقه ورونقه عندما يعود؛ لأن نجاح المهرجان هو نجاح لكل فناني العرب، وليس الإمارات والخليج فحسب. وبرغم مشاركة أفلامي في مختلف المهرجانات العالمية والعربية، وحصولها على العديد من الجوائز والتكريمات، إلا أنني لا أنسى سعادتي بحصد جائزة «المهر الإماراتي» من مهرجان «دبي» في العام الماضي، فلمهرجان بلدي مكانة خاصة بقلبي، وأتمنى أن أشارك فيه مجدداً عند عودته، وأن أستمر في حصد الجوائز من خلاله من جانبها، حاولت «سيدتي» التواصل مع الإدارة الحالية للمهرجان، ولكن تعذر ذلك نظراً لعدم الإعلان الرسمي عن هيكل الإدارة الجديدة للمهرجان حتى كتابة هذه السطور، لذا تواصلنا مع المدير الفني السابق للمهرجان الفنان مسعود أمر الله آل علي، الذي وجّه الشكر لـ«سيدتي» على حرصها على عودة المهرجان في أقرب وقت. وعن سؤالنا حول إدارة المهرجان الجديدة أجاب أنهم أدرى الناس حالياً بما يحتاجه المهرجان، وهو ما احترمته «سيدتي».
وختاماً، لا شك أن أغلب صناع السينما العربية يعتبرون أن السينما قد منيت بخسارة فادحة يوم توقف هذا المهرجان الكبير، ولعلّ عزاءهم الوحيد هو تلك الآمال المعقودة على عودة المهرجان قريباً كما أعلنت اللجنة التنفيذية للمهرجان في وقت سابق، ومازال الكل ينتظر ما الذي تخبئه الأيام القادمة لهذا المهرجان..

نجوم كرمهم المهرجان

عمر الشريف (2004)، مورجان فريمان، عادل إمام. مصطفى العقاد (2005) شاروخان (2006)، يوسف شاهين، داني غلوفر (2007)، فاتن حمامة، أميتاب باتشان (2009، صباح، شون بين (2010)، جميل راتب 2011، محمود عبد العزيز (2012)  نور الشريف (2014)صامويل جاكسون (2016)، باتريك ستيوارت، عرفان خان، وحيد حامد(2017)..نجوم عالميون استضافهم المهرجان: كيت بلانشيت، توم كروز، بن أفليك، جورج كلوني، سلمى حايك، ريتشارد جير، جايك جيلينهال، كولين فاريل، إيمي بلانت، فانيسا ويليامز.

ماذا قدم DIFF خلال 14 عاماً بالأرقام؟

  • دعم أكثر من 140 مشروع فيلم عربي عبر الملتقيات والندوات وبرامج الدعم.
  • دعم أكثر من 300 فيلم عربي في مراحلها النهائية من خلال مبادرة إنجاز.
  • منح أكثر من 255 جائزة مهر، و27 جائزة لإنجازات الفنانين.
  • عرض 1986 فيلماً عربياً وأجنبياً على مدى 14 عاماً.
  • وصل عدد حضور المهرجان عام 2017 إلى ما يزيد على 000، 60 متابع من مختلف دول العالم.
  • شهد المهرجان عام 2017 تسجيل أكثر من 4000 وسيلة إعلامية وخبراء الصناعة من جميع أنحاء العالم.
  • شهد المهرجان على مدار تاريخه العديد من المبادرات مثل: 2006 إطلاق «مكتب السينمائيين».
  • | 2007، إطلاق «ملتقى دبي السينمائي».
  • | 2008 إطلاق «سوق دبي السينمائي».
  • توافد على «سوق دبي السينمائي» عام 2017، 4000 من محترفي الصناعة من 62 دولة، حيث يعتبر السوق هو الذراع التجارية للمهرجان..

أفلام عالمية عرضت في Diff

Darkest Hour, Michael Clayton, Nine, The King’s Speech, Life of Pi, The Theory of Everything, Miss Sloane, Rogue One: A Star Wars Story, Mission Impossible, Ghost Protocol..

سيدتي

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post دفاعاً عن محمد بن سلمان
Next post ذكرى هدنة الحرب العالمية الأولى في بلجيكا