حياة ووفاة قاسم أمين

Read Time:3 Minute, 5 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوربية…_يعدُّ قاسم أمين المولود في مدينة الإسكندرية المصريّة في الأول من شهر ديسمبر/ كانون الأول سنة 1863 من أبٍّ تركيٍّ وأمٍ مصريةٍ واحدًا من أعلام الفكر والأدب والإصلاح في العصر الحديث، التحق قاسم أمين بمدرسة الحقوق بالإسكندرية وكان من أوائل خرّيجيها سنة 1881، ثمّ عمل محاميًا في مكتبٍ للمحاماة، وكانت النقلة الفكريّة في حياته عند ابتعاثه لإكمال دراسة الحقوق في فرنسا، وهناك تعرّف إلى المجتمع الفرنسي الذي أثر لاحقًا في فكره السياسي، وعاد إلى القاهرة سنة 1885 بعد إتمام دراسته حيث تقلَّد العديد من المناصب القضائية إلى أن أصبح مستشارًا، وهذا المقال يسلط الضوء على الإجابة عن سؤال: كيف مات قاسم أمين.

قاسم أمين والمرأة

عاد قاسم أمين من فرنسا إلى مصر مُحمَّلًا بالعديد من الأفكار والتوجّهات السياسية والفكرية والتي تتعارض مع ما كان سائدًا آنذاك من الناحية الدينية والتقاليدية، خاصّةً فيما يتعلَّق بالمرأة والدعوة إلى تحريرها، وهذا النمط من التفكير الذي تبناه قاسم أمين أثار زوبعةً لا تهدأ في المجتمع المصري المحافظ وفي كافة المجتمعات العربية، فقد دعا قاسم أمين إلى تحرير المرأة من الظلم الاجتماعي الذي تعيشه بحسب رأيه ودعا إلى تعليم المرأة وإشراكها في الحياة العامة على قدم المساواة مع الرجل ندًّا بندٍّ، واعتبر الحجاب وتعدد الزوجات والطلاق ومشاركة المرأة في الشؤون العامة أمورٌ تحتاج إلى وقفةٍ وتفنيدٍ أكثر في أحكامها، وخرجت آراؤه تلك للعلن في كتابه “تحرير المرأة” الصادر سنة 1899، وفي السنة التالية أعقبه بكتابٍ آخر هو “المرأة الجديدة” بعد عاصفة النقد والهجوم الشرس التي تعرّض لها من عددٍ من المفكرين كطلعت حرب الذي رد عليه في كتاب “فصل الخطاب في المرأة والحجاب” وأيضًا محمد فريد وجدي وهو كاتبٌ إسلاميٌّ أزهريٌّ الذي ردّ عليه في كتاب “المرأة المسلمة”، لكن كل ذلك النقد لم يثنِّ عزيمته إذ بقي مدافعًا شرسًا عن فكرته الرئيسية تحرير المرأة من الظلم الاجتماعيّ حتى وفاته لكن كيف مات قاسم أمين حقًّا يعدّ قاسم أمين زعيم حركة تحرير المرأة ورائدها، والذي تزامن مع دعوات تحرير مصر من براثن الاحتلال البريطاني، فكانت الدعوة إلى تحرير المرأة من الحجاب كي يواكب ذلك عصر النهضة، وبعده ظهر العديد من دعاة تحرير المرأة وعلى رأسهم هدى شعراوي سنة 1924، إذ أسّست الاتحاد النسائي وتعالت الأصوات المطالِبة بخلع الحجاب واعتباره رمزًا للتخلف ومناقضًا للمدنية الحديثة، وتأسست العديد من المنظمات غير الحكومية والتي لاقت دعمًا من الغرب لأسبابٍ سياسيةٍ بحتةٍ، إذ كان تحرير المرأة من الحجاب وسفورها سببٌ من أسباب انهيار المجتمعات العربية وضعف الوازع الديني والأخلاقي فيها، وقد ردّ العديد من العلماء على ذلك وقالوا: أنّ المرأة في الإسلام ليست بحاجة إلى التحرير فهي حرةٌ أصلًا ولها كامل الحقوق في الحياة الكريمة والتعليم وممارسة الأعمال التجارية بشرط ألا يتعارض ذلك مع تعاليم الإسلام، والحجاب والزي الشرعي للمرأة المسلمة جزءٌ من هويتها التي تميزها عن غيرها من النساء حول العالم، فهو غير مقيِّدٍ للحرية الفكرية أو العقلية أو الاجتماعية إذ إنّ الحجاب ومعناه الحجب والستر للجسد والمفاتن لا للعقل والطموح والإبداع.)

كيف مات قاسم أمين

تعدّدت الإجابات حول سؤال: كيف مات قاسم أمين بين عامة الناس ومنها وفاته منتحرًا وغيرها من الأقاويل، إلا أنّ أرجح الأنباء تتحدث عن وفاةٍ طبيعيةٍ لرائد حركة تحرير المرأة وأحد مؤسسي الحركة الوطنية في مصر لمناهضة الاحتلال الإنجليزي لمصر وهو أيضًا أحد رجالات الإصلاح الاجتماعي في عصر النهضة وكان منتميًا إلى مدرسة الإصلاح الاجتماعي التدريجي التابعة لمحمد عبده ومقرَّبًا من جمال الدين الأفغاني وبذلك يدرك القارئ كيف مات قاسم أمين، وكانت وفاته في الثالث والعشرين من شهر إبريل/ نيسان سنة 1908 في القاهرة عن عمرٍ يناهز الثالثة والأربعون عامًا، وقد رثاه العديد من كبار الشعراء كحافظ إبراهيم وشاعر القطريْن خليل مطران والشاعر المصري علي الجارم، كما نعاه قائد ثورة 1919 الزعيم سعد باشا زغلول. )

Weziwezi

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post آيفون أبعد من مقاومة الماء
Next post ابن الفارض في رحاب الصوفية