إحياء ملاجئ في مانهاتن على خلفية الخلاف مع كوريا الشمالية

Read Time:2 Minute, 38 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_ في أحد شوارع مدينة مانهاتن الأمريكية، يصطف عدد من المارة في طوابير بالقرب من مكتب للبريد يقع بإحدى المباني القديمة. على حائط المبنى الذي شيد عام 1936، هناك لوحة معدنية، لم ينتبه إليها أحد قبل أسابيع، مكتوب عليها باللغة الإنكليزية “ملجأ نووي”.اللوحة التي امتزج لونها بين الأصفر والرمادي لقدمها علقت إبان الحرب الباردة قبل ستين عاما… وظلت شاهدة على الحياة القديمة التي كانت في هذا المكان في يوم من الأيام، وتذكر اليوم بأن التهديد النووي ليس مجرد خيال من الماضي، في أوج التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.خلال الخمسينات، كانت هذه البناية واحدة من البنايات الكثيرة التي استولت عليها السلطات الأمريكية لتجعلها ملاجئ مؤقتة للسكان في وقت كانت تتخوف فيه من أي هجوم نووي للقوة السوفياتية.  فالسلطات كانت تريد حماية الأمريكيين لبضعة أيام من أي إشعاعات قد تنبعث من قنبلة نووية بفضل الجدران السميكة لهذه البنايات التي تعود لفترة ما قبل الحرب.لاحظت السلطات بأن العديد من الهياكل والبنايات يمكنها أن تكون “ملاجئ نووية” يقول جوفري شليغلميلش، مدير مساعد للمركز الوطني للتحضير للكوارث بجامعة كولومبيا الأمريكية. ويضيف المختص “الأمر يتطلب حجرة واسعة بدون نوافذ ومجهزة بمكيف للتهوية. حيث يمكننا تخزين كميات كافية من الماء والغذاء والأدوية”. ففي نيويورك وحدها، أحصى مهندسون في الجيش عام 1963، نحو 17 ألف مكانا موزعين عبر المدينة، يمكنها استيعاب أكثر من 11 مليون شخص في حال حدوث هجوم نووي، حسب مقال لنيوروك تايمز. وبالإضافة إلى هذه الأقبية والسراديب، أماكن أخرى صممت خصيصا لتكون ملاجئ يختبأ فيها في حالة خطر نووي، حتى أن إحداها (دمر بعد ذلك) بني في أحد أعمدة جسر بروكلين.تحول الملجأ القديم في “لاور إيست سايد” اليوم إلى غرفة تخزين للبريد. ويبدو أن الموظفة لا تعرف ماضي المكان، بدليل أنها طلبت منا تكرار ما قلناه لها “ملجأ نووي”؟! وكأنها تسمع هذه الكلمات لأول مرة.”نعرف ما يجب القيام به في حال اندلاع حريق ولكن ليس في حال وقوع كارثة نووية” يقول من جانبه ديلان الذي يعمل بالمكان منذ 28 عاما. ويضيف “على أي حال، لا يمكننا التحضير حقا لاحتمال وقوع هجوم مماثل”، “رغم أنه في ظل كل ما يدور مع كوريا الشمالية في الآونة الأخيرة، أفاد تقرير لخبراء أن الصواريخ الكورية الشمالية يمكنها بلوغ نيويورك وإصابتها”. إيزابيل، 80 سنة، من مدينة نيويورك. وهي تعود من تسوقها في شارع “غرين ويش فيلاج”، الجمعة 11 آب /أغسطس، تمر بالقرب من فرع لبنك “تشيس حيث رفعت لوحة تشير إلى وجود “ملجأ نووي”. السيدة المسنة التي كانت في عز شبابها إبان الحرب الباردة لا تبالي باللوحة حيث تقول “خلال الحرب الباردة، كان البعض يقول لأولادهم احتموا تحت الكراسي…ما فائدة ذلك؟ والداي لم يحدثاني أبدا عن مخابئ نووية وكانوا على صواب. اليوم نفس الشيء، لا أريد الحديث عن هذه الحرب القذرة بين ترامب ورئيس كوريا الشمالية. ما يهمني هو ما سآكله في المساء”. في 2010، نشرت السلطات الأمريكية دليلا لفائدة المواطنين في حال وقوع “انفجار نووي”، جاء فيه “احتموا في أقبية البنايات، أو العمارات متعددة الطوابق، في المخازن أو الأنفاق”. لكن هذه الملاجئ القديمة لا يمكن اعتبارها مخابئ آمنة، في حال وقوع كارثة، حسب جوفري شليغلميلش، الذي يقول “منذ نهاية السبعينات، للأسف، غالبية هذه المخابئ لم يتم صيانتها بالطريقة التي يتطلبها مكان مماثل. للأسف، لأنه بتعديلات بسيطة يمكن لهذه الأماكن أن تكون ناجعة كون قنابل كوريا الشمالية أصغر من تلك التي كان يملكها الاتحاد السوفياتي”.

شارلوت أوبرتي /فرانس 24

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post عضوية اتحاد جمركي أوربي هو مستقبل الشراكة بين لندن وبروكسل
Next post قائمة بيلبورد 200 الأسبوعية يتصدرها كندريك لامار