الشعر والوزن الشعري

Read Time:2 Minute, 33 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_ جاءت عبر تاريخ الأدب العربي تعريفات كثيرة للشعر، فقِيل: إنَّ الشعر كلام موزون مقفًّى، وهو كلام يدل على معنى معيّن يريده الشاعر في قصيدته، وقيلَ: هو الكلام الموزون المقفًّى بقصد، وأمَّا الكلام الموزون الذي لم يقلْه الشاعر عنقصد فهو ليس شعرًا، وهو سبب من أسباب التعرف على حياة العرب وبيئتهم وثاقتهم القديمة، فالقصائد التي جاءت من العصور السابقة تعكس حياة العرب وأحوالهم بصورة واضحة، وتسرد قصصهم وأحداثهم أيضًا بطريقة شعرية، فكثير من القصائد الشعرية كتبت في تخليد معارك معينة أو حوادث معينة، وهذا المقال سيتناول الحديث عن علم موازين الشعر العربي والحديث عن أول من ابتكر علم العروض والتقطيع العروضي. علم موازين الشعر إنَّ علم موازين الشعر العربي هو علم العروض ذاته، وهو أحد علوم اللغة العربية، وهو العلم الذي يهتم بمعرفة صحيح أوزان الشعر العربي وما يطرأ على هذه الأوزان أو التفعيلات من تغييرات، وتُسمَّى هذه التغييرات: الزحافات والعلل، ويمكن تحديد وظيفة علم موازين الشعر في أنَّه يحدد ويميِّز بين الشعر العربي السليم والمكسور في وزنه، وقد أنشأ علم موازين الشعر أو علم العروض هو الخليل بن أحمد الفراهيدي، وهو أحد أهم علماء اللغة العربية عبر التاريخ. [١] أول من ابتكر علم العروض إنّ واضع علم العروض -كما جاء سابقًا- هو الخليل بن أحمد الفراهيدي، وهو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري، وُلدَ في عُمان عام 100 للهجرة، وهو عربي من قبيلة الأزد، عالم من أعظم علوم اللغة العربية عبر التاريخ، فقد كان للفراهيدي الفضل في وضع علم العروض، كما وضع أول معجم للغة العربية وهو معجم العين، وكان الفراهيدي من الزهَّاد الورعين، الذين لا يقبلون على الدنيا أبدًا، تعلَّم وتتلمذ على يد كوكبة من أفضل علماء اللغة العربية في عصره، وهو من أهم علماء المدرسة البصرية. وجدير بالذكر إن الفراهيدي وضع علم العروض عندما كان يسير في أحد الأسواق، فسمع أصوات المطارق التي تتوالى على نغم واحد، فخطرت على باله فكرة علم العروض وموازين الشعر العربي، فكان الفراهيدي يرجع إلى منزله في كلِّ يوم وينزل إلى بئر ويقرأ الشعر كي يسمع صداه ويميَّز نغماته وأوزانه المختلفة، كما اهتم بدراسة إيقاع أشعار العرب القدامى، فوضع الفراهيدي علم العروض واستطاع أن يميز خمسة عشرًا بحرًا من البحور المعروفة اليوم، وهي: “الطويل، المديد، البسيط، الوافر، الكامل، الهزج، الرجز، الرمل، السريع، المنسرح، الخفيف، المضارع، المقتضب” ثم جاء بعد الخليل الأخفش تلميذ سيبويه ووضع البحر السادس عشر وهو المتدارك. وقد تُوفِّي الخليل بن أحمد الفراهيدي في البصرة سنة 174 للهجرة عن عمر جاوز السبعين عامًا، وكان هذا زمن خلافة هارون الرشيد والله أعلم. [٢] التقطيع العروضي يمكن تعريف التقطيع العروضي على أنَّه الوزن الذي يزن الشاعر به كلماته التي يتألف منها البيت الشعري، ويعرَّف التقطيع العروضي بأنَّه تقطيع البيت الشعري إلى أجزاء مختلفة، واجتماع هذه الأجزاء يكوَّن البحر الشعري، ويكون التقطيع العروضي من خلال كتابة كلِّ ما يُلفظ وإهمال كلِّ ما لا يلفظ، ومعرفة البحر الشعري للبيت يحتاج لتقطيع البيت تقطيعًا عروضيًا سليمًا ثمَّ تحديد المقاطع الموسيقية التي يتألف منها البيت أو التفعيلات التي يتألف منها البيت، ثمَّ تحديد نوع البحر الشعري.

weziwezi

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post الجولة المقبلة في غزة ستكون أكثر فتكاً
Next post طائرات حربية لإيقاظ المسلمين على السحور