إبعاد المقاومة عن الحدود

إبراهيم عطا _ كاتب فلسطيني

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_بعد تردد لأيام طويلة وتخوف بسبب الاوضاع الخطيرة في لبنان، اتخذت اسرتي القرار بالسفر، (زوجتي من مسقط حيث نقيم، واولادي من قبرص حيث يدرسون)، وتوجهوا الى لبنان لزيارة الاهل في منطقة صيدا البعيدة نسبيا عن خط المواجهة الساخنة بين المقاومة في الجنوب وقوات الاحتلال الصهيوني في شمال فلسطين المحتلة…
وقد يستغرب البعض ممن يعرفون اني فلسطيني الجنسية والدم والهوى، ويسألون لماذا الى لبنان وليس الى فلسطين، أقول لهم، لان لبنان هو بلدنا الثاني ومسقط رأسنا، فقد ولدنا في مخيمات اللجوء المقامة هناك والمنتشرة في كل الدول المجاورة لفلسطين منذ النكبة التي حلت بشعبنا عام ١٩٤٨…
ولكن لماذا الان، في ظل هذا الوضع الخطير والقابل للتصعيد في اي لحظة، خاصة بعد التهديدات الشديدة لقادة العدو الصهيوني بالقيام بعملية عسكرية واسعة تهدف الى أبعاد قوات المقاومة عن الحدود؟…في البداية كان التردد سيد الموقف وخاصة بسبب ما يخشاه كل مغترب في مثل هذه الاوضاع، وهو أن يتم استهداف المطار والطرقات وتدمير الجسور كما يفعل الصهاينة في كل حرب تندلع مع لبنان، فتتقطع بنا السبل وتصبح العودة مستحيلة الى مكان الاقامة لمواصلة حياتنا العلمية او المهنية، لذلك فقد كنا نتابع الاخبار لحظة بلحظة ونراقب الاماكن التي يطالها القصف الصهيوني على مختلف المناطق اللبنانية، ونؤجل اتخاذ القرار مع كل تصعيد وانعدام لوقف اطلاق النار…
وكنا نسأل الاهل هناك، خاصة احمائي (حماي وحماتي)، وبشكل يومي، عما اذا كانت الحرب قد اصبحت وشيكة، فيردان علينا بكل ثقة واصرار “ان الحياة هنا عادية والناس لا تعطي أهمية للتهديدات الصهيونية المتكررة”، بل ويشجعوننا على زيارة لبنان باقرب وقت ودون خوف او تردد…
وكنا نستغرب تشجيع أحمائي، اللذان بالرغم من كبر سنهما الا انهما ما زالا يحلمان بالعودة الى الديار في فلسطين بعد تحريرها من اليهود المحتلين، وكلامهما المعاكس لما كنا نتوقعه من أم وأب عودانا على تحذيرنا من المجازفة وتنبيهنا من المخاطر، من منطلق خوفهما على اولادهما واحفادهما، والان يحفزاننا على السفر الى لبنان بلا خوف او تردد، مؤكدين “اننا لسنا افضل من اهلنا في غزة، وأن اليهود حاليا اضعف من اي وقت مضى ولن يجرؤوا على تنفيذ تهديداتهم بفتح جبهة جديدة، وكانهما يرددان كلام نصرالله عندما يقول “ان الجيش الاسرائيلي المنهك من حربه على غزة لأكثر من ٨ اشهر، والتي كانت محاصرة لستة عشرة عاما، ليس بمقدوره فتح جبهة اكبر وأوسع مع قوة اكبر عددا وعدة في لبنان بحدوده المفتوحة…”
وبالامس صادف مرور اليوم العالمي للاجئين، وبهذه المناسبة نذكر الجميع ان حوالي ٧٠ بالمائة من اهلنا الصامدين في القطاع هم مثلنا من اللاجئين الذي هجرتهم العصابات الصهيونية من بيوتهم وقراهم عام ٤٨، وأن عددنا حاليا يقدر بستة ملايين لاجيء رسمي مسجل في سجلات الامم المتحدة…
وفي النهاية نقول لأحمائي اللذان يثقان بشدة بقدرات المقاومة ويؤمنان بالنصر القادم، وكذلك للجميع ان “النتن ياهو” ضعيف مثل كيانه الوهن (اوهن من بيت العنكبوت) ولكنه محشور في الزاوية وقد يلجأ للهروب الى الامام من خلال القيام بمغامرة غير محسوبة في الاراضي اللبنانية، ولكننا في نفس الوقت على يقين من ان المقاومة له بالمرصاد وهي على كامل الاهبة والاستعداد لتقديم المزيد من التضحيات والاسناد نصرة لاهلنا في فلسطين وفي سبيل دحر الصهاينة المجرمين وعودة جميع اللاجئين، “ألا إن نصرالله قريب”…

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post ارتفاع حاد ستشهده بلجيكا لأسعار البطاطا
Next post الطرق البلجيكية وتطبيق قانون جديد 2026