الثورجية خارج غزة

دكتور إبراهيم برش _كاتب من غزة

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_في نقطة تبدو غامضة عند الثورجية خارج غزة. الذين يعتبرون كل من كان داخل غزة ويبحث عن النجاة بنفسه وأطفاله. ويصرخ من الألم. أو ينتقد سياسة حماس فهو خائن وضد المقاومة. وفار من الزحف.

حتى تكون الصورة واضحة لكم. فلعلكم تشفقون علينا وتمنحونا صك الرحمة منكم وتسامحونا على أننا لا نرابط ونموت كما تتمنون وتحبون وأنتم تشاهدون الكلاسيكو الممتع في أوقات فراغكم.

حماس عندما قررت أن تقاتل الاحتلال الإسرائيلي قامت بتبني استراتيجية قتالية غريبة وجديدة. ولأول مرة. لم يتبناها أي فصيل فلسطيني في مواجهة الاحتلال طوال 76 سنة.
ونحن كشعب فلسطيني محتل. نحتاج إلى عقود وليس سنوات. حتى نتعافى من هذه الكارثة الاستراتيجية التي أغرقتنا فيها. لنعيد توجيه بوصلتنا الوطنية والنضالية في الاتجاه الصحيح.

هذه الاستراتيجية أو الكارثة غير المسبوقة في تاريخنا. تحتاج إلى كتاب من ألف ورقة لأشرحها وأناقشها. لكن سأحاول باختصار إيجازها بقدر المستطاع

هذه الكارثة تتلخص في (تجييش مقاومة غزة بأسلحة ثقيلة في مواجهة الاحتلال في ارتباط إقليمي بمحور إيران). والتي كان من أهم نتائجها:

  1. منح الاحتلال فرصة استخدام الأسلوب القتالي الذي يجيده ويتدرب عليه. الطائرات والصواريخ التي تمسح المربعات والمدن بأكملها. في الماضي كنا نستخدم ضده حرب الشوارع التي كانت تكبده خسائر فادحة.
  2. تجييش حماس منح الاحتلال الرواية السياسية المريحة له. بأنه يتعرض لاطلاق صواريخ من غزة. وما يقوم به دفاعا عن النفس. مع أن هذه الصواريخ منذ إطلاقها لا تساوي كلفتها العسكرية. ولا تساوي قوة تدمير صاروخ واحد من صواريخ الاحتلال الذي يمسح به طوابق ومخيمات بأكملها.
  3. تضخيم قوة غزة العسكرية. أدى لتلقي الاحتلال مساعدات عسكرية ومالية دولية مفتوحة جعلته القوة الكبرى في الشرق الأوسط.
  4. اتهام جميع الفلسطينين المدنيين بالعسكرة. واستسهال إبادتهم بتواطؤ دولي.
  5. بسبب اختلال موازين القوة. فشل التسليح العسكري لحماس في صد الاحتلال. وعاد الاحتلال للسيطرة الكاملة على غزة. والفشل في حماية المدنيين وبيوتهم. عشرات الآلاف أبيدوا. بينما لا يزيد عدد قتلى الاحتلال على 300 جندي في غزة منذ بداية الحرب.
  6. تداخلت أهدافنا الوطنية الفلسطينية مع الأهداف الإقليمية لمحور إيران.
  7. هذه النقطة السادسة هي المهمة. وبيت القصيد. التي أردت الوصول إليها.
    أدى تجييش حماس لغزة. لأول مرة. إلى قسم الفلسطينيين إلى قسمين. قسم يفترض أنه يقاتل في الأنفاق. وقسم آخر محايد لا يستطيع أن يقاتل. ولا علاقة له به. لاستخدام أسلحة ثقيلة في القتال. بينما كان هذا القسم في تجارب المواجهات السابقة خاصة في الانتفاضتين. يشارك في المواجهات. ويكبد العدو خسائر فادحة.

لو افترضنا في أفضل التقارير أن أعداد مقا.تلي حماس يصل إلى 40 ألفا. فإنك تتحدث عن 40 ألفا من اثنين مليون ونصف مواطن. هؤلاء سيكونون محايدين. ولا دور لهم في القتال. ولا يستطيعون المشاركة فيه. لأنهم غير مجهزين ولا مدربين.

الصورة الحالية في غزة. ليس كما يتوهم الثورجية في الخارج أن غزة في حالة حرب مع الاحتلال. أبدا الصورة ليست كذلك. ومن يظن أنها كذلك فمعلوماته مشوهة وناقصة.

الصورة الصحيحة 2% من الغزيين. الذين هم مقا.تلي حماس يقاتلون تحت الأرض في الأنفاق. و98% من الغزيبن فوق الأرض. لا دور لهم غير أن طائرات الاحتلال ودباباته تقصفهم وتبيدهم وتسحقهم بحجة أن مقا.تلي حماس يختبئون بينهم. فهم أهداف وشواخص للموت فقط.

البعض يحاول أن يورط مشاعرهم دينيا. ويقول لهم أنتم مرابطون. وهل الرباط أن تكون ضعيفا غير قادر عن الدفاع عن نفسك وعن نسائك وحرماتك. لتنتهك وتقتل. وتنتظر أن تقصفك الطائرات في أي لحظة؟.

إن كان يوجد توصيف ديني صحيح لهؤلاء ال 98% من الأبرياء الغزيين. فهم ليسوا مرابطين. ومن يقول أنهم مرابطون فهو يخدعهم. ولكن التوصيف الديني الصحيح لهم أنهم (مستضعفون) لأن الذي يقتل ويؤسر ويجوس العدو خلال دياره وغرفة نومه. ويستحيي نساءه ويعتقلهن ويعتدي عليهن. جاء وصفه في القرآن أنه مستضعف وليس مرابطا. تحولنا في استراتيجية حماس الجديدة من ثوار إلى مستضعفين.

لكنني أميل أكثر إلى التوصيف القانوني لهؤلاء العزل. الذين لا يشاركون في القتال. وفق اتفاقية جنيف. والاتفاقيات الدولية الأخرى. فإن لهؤلاء الحق في حمايتهم بتوفير ممرات وأماكن آمنة لا يصلها القتال. قطاع غزة أثبتت جرائم الاحتلال أنه كله ليس آمنا. اعتداءات الاحتلال الدموية وصلت كل بقعة من قطاع غزة. حتى الأماكن التي قال أنها آمنة. مثل مواصي خان يونس.

المشكلة الأساسية التي يعاني منها الغزيون الأبرياء الآن. أن القوى الإقليمية تحرمهم حقهم القانوني بمنحهم مساحات آمنة لهم ولأطفالهم تحميهم من الموت والقتل. والأخطر من حرمانهم من هذا الحق القانوني الدولي. الذي يطبق في كثير من الدول. على مواطني أوكرانيا مثلا. فإنهم يمنحون الاحتلال العدو المتوحش والدموي. أن يطبق هذا القانون وفق إرادته. بمنحنا أماكن وخياما في بركة الدماء التي يذ.بحنا فيها.

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post معاني كبيرة وخطيرة لزيارة وزير خارجية تركيا للدوحة
Next post الهجوم الإسرائيلي الاستفزازي على القنصلية الإيرانية: تصعيد خطير في الشرق الأوسط