
تحديات البريكست في فلاندرز
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_بعد خمس سنوات من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، استعادت التجارة بين فلاندرز والمملكة المتحدة عافيتها، مسجلة مستويات تعادل ما كانت عليه قبل “البريكست“.
ورغم القيود البيروقراطية التي فرضها الانفصال، إلا أن الشركات الفلمنكية نجحت في تجاوز العقبات واستعادة نشاطها التجاري مع الجار البريطاني، وفقًا لأحدث الدراسات الصادرة عن جامعة لوفين (KU Leuven).
تعافي الصادرات الفلمنكية رغم التحديات
منذ تنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واجهت الشركات المصدرة إلى المملكة المتحدة إجراءات تنظيمية معقدة، لا سيما في قطاعات الأغذية والمنتجات الطازجة التي باتت مطالبة بتقديم مستندات إضافية لمواصلة أعمالها. لمواجهة هذه التحديات، أنشأت الحكومة الفلمنكية مكتب مساعدة البريكست، الذي لا يزال نشطًا في تقديم الدعم الإداري والاستشاري للشركات المتأثرة.
وعلى الرغم من التراجع الأولي في التجارة، أفادت دراسة جامعة لوفين بأن صادرات الشركات الفلمنكية إلى بريطانيا قد عادت إلى مستويات ما قبل البريكست. في المقابل، شهدت الصادرات البلجيكية ككل انخفاضًا بنسبة 13%، وهو ما يعكس اختلاف التأثير بين المناطق.
عوامل التأثير: البريكست ليس السبب الوحيد
يرى ليونيل أورينس، ممثل التجارة الفلمنكية لدى VRT News، أن تراجع التجارة لم يكن بسبب البريكست فقط، بل لعبت عوامل أخرى دورًا رئيسيًا، مثل جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية التي أعقبت الحرب في أوكرانيا. ورغم هذه العوامل، تمكنت الشركات الفلمنكية من التكيف مع الوضع الجديد، بل وحققت بعض القطاعات أداءً أفضل مما كان متوقعًا.
بريطانيا لا تزال شريكًا تجاريًا رئيسيًا
رغم تعافي التجارة، فإن نسبة التعاملات الفلمنكية مع بريطانيا تقلصت نسبيًا مقارنة بالسنوات السابقة، حيث أصبحت المملكة المتحدة خامس أكبر شريك تجاري لفلاندرز بعد أن كانت في مراكز أكثر تقدمًا. ومع ذلك، ترى وكالة التجارة الفلمنكية “فلاندرز للاستثمار والتجارة” (FIT) أن هذا التعافي يعكس مرونة الشركات الفلمنكية في التأقلم مع التغيرات الاقتصادية والقانونية الجديدة.
وتشير الوكالة إلى أن برامج الدعم الحكومي، مثل إعانات البريكست، مكتب المساعدة، وحملات المشورة، ساهمت بشكل كبير في مساعدة الشركات خلال الفترة الانتقالية. كما تؤكد أن القطاعات الأكثر تضررًا هي تلك التي تواجه أعباء إدارية مرتفعة، مثل الأغذية، التصنيع، وقطاع البناء، حيث قد لا تكون فوائد التصدير إلى بريطانيا مغرية بما يكفي لبعض الشركات الصغيرة مقارنة بالتكاليف الإدارية المرتفعة.
مرونة الاقتصاد الفلمنكي في مواجهة التحديات
إجمالًا، تعكس عودة التجارة الفلمنكية إلى مستويات ما قبل البريكست قدرة الاقتصاد الفلمنكي على التكيف، رغم التحديات الاقتصادية والسياسية. وبينما لا تزال الإجراءات البيروقراطية تشكل عقبة أمام بعض الشركات، إلا أن السوق البريطانية تظل وجهة تصديرية مهمة، مدعومة بإجراءات حكومية ساعدت الشركات في اجتياز العقبات وتحقيق الاستقرار في ظل بيئة تجارية متغيرة.
وكالات
Average Rating