من عدم

محمد كوري

محبوبتي
أكتب لكِ.. من العدم
من اللامكان.. بلا زمن
مسافرٌ سرمديٌّ أنا
حبري دموعٌ.. ودم
كنت.. ولا زلت
ولم أكن
سوى طيفٌ شاردٌ
ما عبرت شيئاً سواك
من أين بدأت
وإلى أين المنتهى
ليس لي علمٌ
ولا خبر
قديمٌ أنا.. يا محبوبتي
منذ متى.. عانت هُتافاتي
منذ متى.. دارت صَولاتي
منذ متى.. أسافر فريدا
أصارع فريدا
أناشد فريدا
وينشد القدر
مزيدا.. مزيدا
قديمٌ.. لست أدري
ما أنا؟ أرُوحٌ!!
بيضاء كالبدرِ
أو ربما طيفٌ
وحدها تجري
أم لا شيء أنا!!
ربما … ربما..
ولكني أُحسُّ
وحسّي رهيبٌ كبيرٌ عظيم
يضاهي عظامةَ غيمٍ سحيم
يضاهي رهابةَ جُرمٍ سَديم
قديــم..
إنني.. يا محبوبتي
قديم
ولا شيء أنا
سواه.. أو شيء يغايره
ولا شيء غيره
يا محبوبتي.. عني أعرفه
فتعالَي
ننشُد في صمتِ العدم
أناشيد بقائَنا.. منذ القِدم
ولحناً.. جميلاً
من ترانيم لقاءَنا المُنعدِم
تعالَي
نذهبُ عند نهايات الربيع
خلف إشراقِ الضوءِ السّطيع
تعالَي
لنعدوَ معاً.. في رحاب السماء
نسبح على أكف الغيوم
تعالي
لننقش معاً.. على سطح الماء
تعويذةً لكل عاشقٍ مغروم
تعالَي
نقطف ورود الحب البديع
على دروب الكون الوسيع
تعالَي
نكسِر معاً جمود الصنم
حتى يسقط.. وينهدم
تعالَي
نصهِر هذا الجليد المنيع
نبني حياةً.. بعد الصقيع

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post الحسن الثاني بين التراث والحداثة..بقلم / لبنى يونس
Next post الصراع الفكري حول المدونة: بين حرية الإختيار والتمسك بالثوابت