ومضات من ذاكرة الوطن (1)
الاستاذ عبدالحميد محمد الرعيض المحامي.
ومضات من ذاكرة الوطن امتبها وهي لا ترقى ان تكون عمل توثيقي متكامل بقدر ماهي إلا إضاءة على هامش تاريخ بلدى (( ليبيا)) عبر شخصيات ليبية معاصرة منم من رحل ومنهم من تقدمت به السن ولكن حتى لا يطويهم النسيان وتبقى اسماءهم حية في ذاكرة الاجيال. لا يطالها التحويل والتعديل حسب الحاجة او ما تقتضيه الضرورة.
ستكون الومضات معلومات عن هؤلاء الرموز في ذاكرة ليبيا لكل من عرفهم عن قرب او عمل معهم او من الوهم.
ومهما ذكرت من أسماء ورموز من خلال ما بحثت او من خلال ذويهم يبقى هذا العمل ناقصا مالم يشارك فيه الجميع بدون استثناء في لمسة وفاء لهؤلاء من رحل منهم ومن هو لايزال على قيد الحياة..
هناك الكثير من طواهم النسيان ولم يعد يذكرهم الا القلة القليلة
من المؤكد ان ذكرتكم تتذكر طبيب تفاني في عمله.
او مدير مدرسة وهب كل وقته من أجل التعليم ومحاربة الجهل..
ووو الأمثلة كثيرة وتحتاج منا ان نتشارك فيها معا
((طبرق الثغر الساحلي الجميل. الموقع وخلفها الصحراء المترامية بلا حدود. وهناك التقت الكثير من العائلات وتجاورت. قدمت من أماكن ومدن مختلفة وجمعتها طبرق بين الساحل والصحراء. من بين هؤلاء ولد ونشأ
**عبد الحميد محمد الرعيض
عام 1929 وتعلم الحروف الأولى. وواصل الدراسة في بنغازي عقب عودة الأسرة. سنوات مابعد الحرب وأيام المعاناة التي تضرب بلا هوادة. كان جيله ينهض بمسؤولية التعلم ورغبة الإقبال الشديدة على التلقي والتحصيل التي توقفت بفعل الحرب العالمية الثانية. جيل حفر تجربته وحيدا ونحت بدم قلبه أسباب التحدى والعصامية.
عام 1946 جرت المياه من جديد في أنابيبها وكان ثمة حظ يلوح في الأفق ويظهر تحت الشمس البعيدة. أوفدت الإدارة البريطانية في برقة بعثة ثانية لمواصلة التعليم في ثانوية حلوان بالقاهرة. من بينهم
عبد الحميد الرعيض
وعثمان الكاديكي
وفتحي بن سعود
- أمين الإمام
-حمدي الجربي - عبد المجيد عبدالهادى
- عبد الله الزيدانى
- عبد الرحيم النعاس
-مبروك المحجوب.
صرفت لهم المنحة المالية المقررة وقدرها جنيهان مصريان فقط لا غير. واصل البعض تعليمه العالي وتخرج في الجامعات المصرية ثم في أوروبا. كان هناك شوق وعطش بالغ للعلم والتواصل مع العالم والتطلع إلى الجديد.
بعد التفوق في المرحلة الثانوية رغم الظروف والبعد عن الوطن والأهل كان الالتحاق والقبول في الجامعات المصرية من الصعوبة بمكان على غير المصريين إلا بشق الأنفس. هنا أسهم
- عبد الله باشا لملوم
عضو مجلس الشيوخ المصري ذو الأصول الليبية في الأخذ بأيدي مجموعة منهم للدخول إلى مدرجات الجامعة
. عبد الحميد الرعيض وزميله رمضان رقص
التحقا
بحقوق جامعة فؤاد التي أضحت لاحقا جامعة القاهرة. ومن بين هذه المجموعات التى تلاحقت في التخرج من تلك الجامعة وغيرها تظل دفعات الحقوقيين الليبيين صورة مشرقة لجيل القانونيين الأول في الوطن الذين أسهموا فى أعمال القضاء والنيابة والمحاماة. مدرسة قانونية ليبية تولت مهامها باقتدار تدفع المظالم وتدافع عن الحقوق وترسي العدالة بين الجميع.
عبدالحميد الرعيض
القانونى النبيل والإنسان الذى لم يتوان مع زملائه في وضع وتشييد أسس تلك العدالة وقيمها في مختلف الظروف تشهد له الساحات بالمواقف الرائعة،
وكيلا للنيابة
ومستشارا بالمحكمة العليا وناظرا للعدل فى ولاية برقة. منح من تجربته الكثير وأصلح وطور فى هذا المجال. والعدل أساس الملك وقاعدته المتينة. الرزانة والهدوء والفهم صفات تميزه. وكانت له الأدوار الكبيرة في العمل الاجتماعي التطوعي من خلال جمعية الهلال الأحمر و نادي الهلال الرياضي الذي ترأسه سنوات عديدة عن اقتناع بدور الشباب في نهضة المجتمع والوطن وشارك في وضع قانونه الأساسى ولوائحه الداخلية بروح الخبير والقانوني الكبير. ثم كان له الدور القانوني أيضا والعملي عبر عضويته في مجلس الجامعة الليبية. وكان من مهام ذلك المجلس في تلك الأيام الذي ضم رئيس الجامعة ووكيلها وعمداء كلياتها وأمينها العام ومجموعة من الخبرات الفنية الليبية في النهوض بالخطوات الأولى وماتلاها نحو إنشاء المدينة الجامعية الجديدة في قاريونس. التقت الكفاءات الليبية العلمية والإدارية والقانونية والفنية المخلصة لإنجاز هذا العمل الشامخ في موعده. احتراق وتضحيات وعطاء وجهود وحبات عرق. لارشاوى. لاصفقات. لاعمولات. لاخيانة للمسؤولية.
اجتمع إخلاص الضمير والوطنية عند هؤلاء جميعا بلا استثناء. إضافة إلى قيامه بالدفاع عن ليبيا في محافل قضائية دولية مختلفة.
مسيرة وتجربة نظيفة
لعبد الحميد الرعيض
وجيله الذي أخلص العطاء للوطن ولا شئ سواه. رحلة لاتخطئها العين. تظل ماثلة أمامها بلا انقطاع، في وقت اختلطت فيه الأمور وتشابكت. وصارت الرداءة عنوانا كريها لبعض صور الحياة. جيل منه عبد الحميد الرعيض
وغيره من الرجال الشامخي الأنوف والأنفس بنى ليبيا وانتصر للحلم بالتطور وتحقيق العدالة والمساواة. جيل من الرجال الكبار يظل بعيدا في تواضع، لكنه يعلو بعزة نفس على مدى الأيام فوق كل صور الأنانية والأطماع الضيقة. جيل ليبيا في أعوام يمتد الحنين إلى تحقيق القليل منها في الإيثار والإخلاص.. والانتماء والوطنية))
تجاوزت روح العطاء لدي
الاستاذ المحامي
عبدالحميد الرعيض
حدود الوطن وساهم مساهمة فعالة في دعم نظال الشعب الجزائري للتخلص من الاستعمار الفرنسي الذي جثم على أرضه الطاهرة لفترة تجاوزت القرن (130سنة) وكرمه الرئيس الجزائري الراحل..
-عبدالعزيز بوتفليقة
بشهادة تقدير في الذكرى الخمسين للثورة الجزائرية
ونال التكريم تلو التكريم على جهوده.
من.
-جامعة بنغازي التي ساهم في تأسيسها.
من.
-نادي الهلال الذي كان أحد
مؤسسيه وترأسه لعدة سنوات
مسيرة مشرفة في هذه الومضة للأستاذ الفاضل المحامي..
عبدالحميد محمد الرعيض يذكر ان الاستاذ عبد الحميد 3 أبناء..
-الأستاذة نادية خريجة لغة انجليزية جامعة البحرين.
-عادل مهندس مدني خريج جامعة لندن ويحمل شهادة الماجستير من جامعة كاردف.
-مهندسة نسرين خريجة جامعة بنغازي تستعد لنيل شهادة الماجستير وهي خبيرة في الطاقات البديلة والمتجددة..
نسأل الله أن ينعم على الاستاذ المحامي عبدالحميد الرعيض بالصحة والعافية وقد تجاوز (90سنة) ولا تزال ذاكرته حصيفة وامد الله في عمره
اعداد. م. عبدالسلام بن مسعود
شبكة المدار الاعلامية الاوروبية
مكتب باريس
-هوامش.
مقالة الاستاذ المؤرخ سالم الكبتي بتاريخ 21/03/2021
Alwast News
-الصور من خلال تعاون المهندسة نسرين عبدالحميد الرعيض
- الصورة الرئيسية للأستاذ المحامي عبدالحميد محمد الرعيض.
والسيدة حرمه الجندي الغير مجهول ورفيقة دربه .