بقلم: Hassan Refaei
مدينة ماستريخت الهولندية الواقعة عند الحدود مع بلجيكا وألمانيا، شهدت في العام 1992 ولادة حقبة أوروبية جديدة، حين وقعت 12 دولة عضو في “المجموعة الاقتصادية الأوروبية” على معاهدة “الاتحاد الأوروبي” التي أسست لاتحاد نقدي واقتصادي ولسياسة خارجية وأمنية مشتركة، ولأسس تعزيز القيم والمبادئ الديمقراطية في المؤسسات الأوروبية إضافة إلى الدفع باتجاه الاندماج على الصعيد الاجتماعي بين دول المجموعة، وذلك بهدف الوصول إلى تكريس علاقات بينية تحاكي الفيدرالية الأمريكية.
وانبثق عن معاهدة ماستريخت مفهوم المواطنة الأوروبية، أي السماح لمواطني الدول الأعضاء بالتنقل بحرية بين كافة دول الاتحاد، كما تم اعتماد سياسات للكتلة على صعيد حقوق العمال وغيرها من القضايا الاجتماعية.
ويعود مشروع تأسيس الاتحاد الى السنوات الأولى التي تلت الحرب العالمية الثانية، تلك الحرب التي خلّفت دماراً هائلاً ومآسٍ إنسانية مروّعة، دفعت سياسيي القارة إلى البحث عن صيغة من العلاقات البينية تحول دون حدوث مثل تلك التجربة الأليمة، وفي هذا السياق، وجد السياسيان الفرنسيان جان مونيه وروبرت شومان أن السبيل لإيجاد أرضية تقارب حقيقي بين دول القارة الأوربية يتطلب تطوير العلاقات الاقتصادية بين تلك الدول.
Average Rating