مرت اول امس الذكرى الواحدة والسبعون للنكبة في فلسطين، ولم نر اهتماما يذكر من قبل معظم وسائل الاعلام العربية، والتي تنتهج مؤخرا سياسة التعتيم المبرمج والممنهج على كل جوانب النضال الفلسطيني ومن بينها مسيرات العودة والمواجهات البطولية الاخيرة من قبل المقاومة، لدرجة صرنا نشعر معها ان موضوع النكبة وعواقبها لا تخص الا الشعب الفلسطيني…
لا يا سادة، النكبة ليست نكبتنا وحدنا كفلسطينين فقدوا بيوتهم و وطنهم بعد خيانة الانظمة العربية، وعانوا من الحروب والتشرد واللجوء داخل الوطن وخارجه…النكبة نكبتنا جميعا، انا وانت يا محمد وكل مواطن ومواطنة من اصحاب الشهامة والكرامة…
النكبة هي نكبة كل عربي وكل مسلم ونكبة كل انسان على المعمورة محب للخير والعدل والسلام…
الكثير من اخوتنا في العروبة وفي امة “لا اله الا الله” ينظرون الينا بعين الشفقة لما اصابنا من تهجير قسري ومجازر على ايدي عصابات الهاجناه والشتيرن الصهيونية القادمة من اوروبا، ولكن ما يثير العطف والشفقة فعلا هو واقع امة محكومة بانظمة مكبلة بقيود استعمارية مباشرة و غير مباشرة…
صحيح اننا كنا الضحية المباشرة للمؤامرة الصهيوعالمية منذ النكبة عام ١٩٤٨، وحتى قبلها بسنوات عديدة عندما بدأ تدفق المهاجرين اليهود الى فلسطين، وصحيح اننا ما زلنا الضحية الاولى والاخيرة لهذه الماساة، لاننا ما زلنا نعيش توابعها لغاية اليوم في الداخل تحت الاحتلال او في مخيمات اللجوء خارج الوطن وداخله، لا وطن ولا جواز سفر ولا حقوق مدنية او غيرها، بينما اليهودي الدخيل القادم من اوروبا يقيم على ارضنا وفي بيتنا و يحمل جوازي سفر، واحد من الكيان الاسرائيلي والاخر من بلده الاصلي… ولكننا جميعا يا اخي محمد ضحايا لهذه النكبة لان سرقة فلسطين، وهي ليست بلدا كسائر البلدان وليست ارضا كباقي الاراضي، فهي ارض مقدسة و ارض الرباط الاول ومسرى الرسول الكريم ومعراجه، وتمس مشاعر وكرامة كل عربي يؤمن بالاخوة والمصير الواحد وكل مسلم شريف طاهر يؤمن بالله ويشهد ان محمدا عبده و رسوله…
والان وبعد ٧١ عاما على النكبة فما نزال الضحية المباشرة لتلك المؤامرة التي تستمر خيوطها من خلال مطالبتنا ببيع فلسطين وباموال معظمها عربية عبر صفقة قرن مشبوهة يقترحها الصهيوني كوشنر، صهر الدكتاتور الامريكي الاشقر، فنحن جميعا يا محمد مطالبون بالتصدي لها من خلال دعم اهلنا في فلسطين وصمودهم ومقاومتهم والوقوف معهم بوجه الارهاب الصهيوني الامريكي المدمر للامتين العربية والاسلامية…
ابراهيم عطا: كاتب فلسطيني
Read Time:1 Minute, 46 Second
Average Rating