شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_ عبر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، عن تصميمه العمل لتوازن القوى في الاتحاد الأوروبي بعد الانتخابات التشريعية المقررة بين 23 و26 الشهر الحالي.وفي مقابلة خاصة مع صحيفة (لوسوار) البلجيكية الناطقة بالفرنسية، كرر الرئيس الفرنسي التعبير عن قناعته بأن الانتخابات البرلمانية الأوروبية القادمة ما هي إلا مواجهة ما بين القوى “التقدمية” المناصرة للمشروع الأوروبي وتيارات اليمين المتطرف الشعبوية.وأوضح ماكرون في المقابلة التي نشرت اليوم، بأنه مصمم على الاستمرار في طرح نفسه مصلحاً لأوروبا.وأقر الرئيس الفرنسي بأن تيارات اليمين المتطرف تقدمت بالفعل في أوروبا، فـ”المتطرفون موجودون منذ زمن طويل، وباتوا قادرين على الأضرار بالمشروع الأوروبي، إذن يتعين معاينة ما يجري والتعامل مع الأمر”، حسب كلامه. وعلى الرغم من أن الرئيس الفرنسي لم ينف إحساسه القلق تجاه وجود الأحزاب اليمنية المتطرفة على رأس السلطة في بعض البلدان، إلا أنه عبر عن اعتقاده بأن هذه الأحزاب ستبقى مشرذمة عندما تصل للبرلمان الأوروبي.ولا يريد الرئيس الفرنسي، كما جاء في كلامه، أن تجد الكتل البرلمانية في الجهاز التشريعي الجديد نفسها عاجزة عن تشكيل أغلبية، ما قد يشل العمل المؤسساتي الأوروبي خلال السنوات القادمة.وتابع قائلاً “لهذا السبب قرعت ناقوس الخطر، دون مبالغة أو ميل للتقليل من خطورة الأمور، فنحن أمام مرحلة تاريخية في أوروبا، فهذه الانتخابات هي بلا شك الأهم منذ عام 1979”.وكان الأوروبيون قد اقترعوا للمرة الأولى على دور تشريعي أوروبي لمدة خمس سنوات في عام 1979.ورأى الرئيس الفرنسي ضرورة إعادة تأسيس المشروع الأوروبي بعد أن مر الاتحاد بالأزمة الاقتصادية ثم أزمة الهجرة، خاصة أن العالم قد أصبح أكثر اضطراباً من ذي قبل.وأضاف ماكرون أن قضية خروج بريطانيا من الاتحاد (بريكست) والمواجهة الصينية – الأمريكية، بالإضافة لكل ما سبق، تظهران أن العالم الحالي بات بحاجة إلى أوروبا أكثر قوة وتماسكاً.واستطرد قائلاً إن “على كل القوى السياسية المناصرة لهذا الرأي أن تنتصر غداً في الانتخابات ثم تعمل معاً”. ولدى سؤاله عن مسألة تسمية كبار مسؤولي المؤسسات الأوروبية، أكد ماكرون أنه يرغب بـ”التشاور” بعد الانتخابات مع القوى المؤيدة للمشروع الأوروبي للتوافق على الأشخاص.وبدا الرئيس الفرنسي منفتحاً على التعاون مع مجموعة الديمقراطيين المسيحيين والاشتراكيين وحتى الخضر للتوافق على من سيشغلون قمة الهرم الأوروبي للفترة القادمة.ويأتي كلام ماكرون وسط تردد أنباء عن قيامه بممارسة ضغوط كي يكون رئيس المفوضية الأوروبية القادم من أعضاء مجموعته، أي الليبراليين، ولكي يشغل مسؤول فرنسي منصب رئيس المصرف المركزي الأوروبي. ولم ينكر الرئيس ماكرون اعتقاده بأن الدبلوماسي الفرنسي ميشيل بارنييه، وهو حالياً رئيس الوفد الأوروبي لمفاوضات بريكست، قد يكون رئيساً جيداً للمفوضية القادمة، مشيراً إلى وجود آخرين يتمتعون بمزايا سياسية ودبلوماسية عالية.وذكر ماكرون أن كلا من رئيس الوزراء البلجيكي الحالي شارل ميشيل، ونظيره الهولندي مارك روتيه، يتمتعان بالإرادة والقدرة على العمل من أجل إقامة تحالف أوروبي قوي في المستقبل.وينتمي كل من ميشيل وروتيه إلى التيار الليبرالي، الذي لم يحصل على أي منصب من المناصب العليا في المؤسسات الأوروبية للدور التشريعي 2014-2019 والذي شارف على نهايته.ودعا الرئيس الفرنسي المؤسسات والدول الأوروبية إلى وضع مسألة مواجهة السياسات الأمريكية والصينية على رأس أجندة العمل المشترك.كما تحدث ماكرون عن رؤيته لطريقة العمل الأوروبي المشترك لمحاربة التغير المناخي، وضرورة العمل على الانتهاء من الإصلاح الشامل لمنطقة العملة الأوروبية الموحدة (اليورو)، وقضايا أخرى مثل بريكست.ونوهت صحيفة لوسوار في نهاية المقابلة بأن القصر الرئاسي الفرنسي (الاليزيه)، كان قد اطلع على نص المقابلة قبل النشر وأجرى تعديلات طفيفة تتعلق بالشكل لا بالمضمون.
آكي
Average Rating