شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_انتقدت الدول الأوروبية بشدة العملية العسكرية التي شنتها تركيا في شمال شرق سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية ،فى أكتوبر الماضى ، بحجة انشاء منطقة امنة ، أما أنقرة تعتبر تلك الوحدات إرهابية، لأنها كانت القوة الرئيسية التي حاربت عناصر تنظيم داعش وتتهم الدول الأوروبية بالتباطؤ في استعادة مواطنيها الذين توجهوا للقتال في الشرق الأوسط. من جانبه يقول الكاتب سايمون تسدال فى صحيفة مقال بصحيفة “الغارديان البريطانية” فى 11 أكتوبر 2019 إن إنشاء المنطقة الآمنة يعني أن تركيا ستكون مسؤولة تماما عن عشرات الآلاف من سجناء داعش، من بينهم نحو ألف أوروبي و(70)ألف امرأة وطفل في مخيم الهول.
تورط تركيا مع تنظيم داعش
تركي رجب طيب أردوغان في دعم داعش في سوريا والعراق وعدد من بلدان البحر الأبيض المتوسط، وذلك بإمدادها بالسلاح والمال، وتقدم الدعم اللوجيستي لها ومن أبرزها :
جلسة البرلمان الهولندي
كشفت جلسة نظمها بالبرلمان الهولندي عن معلومات جديدة تجزم بأن حكومة أردوغان سهلت انتقال المتشددين إلى سوريا، كما سمحت لهم بالعودة لتركيا لتلقي العلاج ، وذلك بناءا على مئات سجلات التنصت على المكالمات تورط تركيا في دعم داعش .أوضح الصحفي عبد الله بوزكورت، الذي يشغل منصب مدير موقع “نورديك مونيتور” الاستقصائي بشكل مفصل دور المخابرات التركية في نقل الإرهابيين عبر الأراضي التركية، وتوجيههم لتنفيذ أجندة معينة تخدم أردوغان، مشيرا إلى عدم شرعية هذه العمليات في القانون التركي والدولي. وذلك نقلا عن موقع ” سكاى نيوز ” فى 25 ابريل 2019 .أضاف بوزكورت أن أردوغان اتبع سياسة خبيثة تقوم على التحذير من خطر الإرهابيين، لكنه استغلهم كورقة ضغط ومساومة في أي مفاوضات دولية، الأمر الذي يمثل تحديثا لحلفاء أنقرة وشركائها.وتابع: “من يتابع العمليات الإرهابية الكبرى لداعش في أوروبا وآسيا، سيكتشف أن معظم المهاجمين والانتحاريين قد قضوا بعض الوقت في تركيا، وهو أمر مخطط له”.
أطلاق سراح تنظيم داعش
كشف تحقيق استقصائي لموقع “نورديك مونيتور” السويدي، فى 5 نوفمبر 2019 الذي أكّد أن تركيا أفرجت عن المئات من الدواعش المحتجزين وسمحت لهم بالتجول في العالم أو العودة لبلدانهم الأصلية دون محاكمة إطلاق سراح دون محاكمات. ، وذلك بعدما حلل الموقع الإحصائيات الرسمية الصادرة عن السلطات التركية حول أعداد المعتقلين من “داعش”، حيث انخفض العدد من آلاف الدواعش إلى بعضة مئات قبل أن تبدأ تركيا بالفعل عملية ترحيلهم .وذلك نقلا عن موقع ” سكاى نيوز “.
أعداد الموقوفين عن تركيا
أعلنت تركيا فى 11 نوفمبر 2019 بدء ترحيل مقاتلي “داعش” الأجانب الموقوفين لديها إلى بلادهم . تم ترحيل أميركياً ودانماركياً ، الخطة شملت ترحيل (23) آخرين، جميعهم أوروبيون، بينهم آيرلنديان، و(9 ) ألمان، وقال وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير إن “بلاده ستستعيد (11) فرنسيا يشتبه بأنهم من عناصر داعش من تركيا، وذلك بعد يوم من إعلان أنقرة بدء ترحيل أجانب على صلة بتنظيم داعش المقاتلين الأجانب الأوروبيين .أكدت أنقرة إنها أسرت (287) مقاتلاً في شمال شرقي سوريا خلال عملية “نبع السلام”العسكرية، التي نفذتها قواتها مع فصائل سورية مسلحة موالية لها في أكتوبر 2019. كما تحتجز بالفعل مئات آخرين ممن يشتبه بأنهم أعضاء في تنظيم داعش.من جانبها قالت وزارة الخارجية الألمانية إن تركيا أبلغت برلين عن (10)أشخاص، هم 03 رجال وخ05 نساء و02 طفل. وأوضح متحدث أنه لا يعرف ما إذا كان أي منهم من مقاتلي “داعش”، لكنه لم يطعن في جنسيتهم. وذكرت الوزارة أنه من المتوقع وصول سبعة اخرين.ذكرت صحيفة بيلد الألمانية، أن تركيا تعتقل حاليا (14)بالغا ألمانيا على الأقل لانتمائهم لـ”داعش” في سوريا، بواقع (8)نساء و(6 ) رجال، بالإضافة إلى ( 15 )طفلا. وينتظر أن تقوم أنقرة بترحيلهم على دفعات خلال الفترة المقبلة.وذكرت بيلد استنادا إلى مصادرها أن (1050) ألمانيا سافروا إلى سوريا منذ 2013، انضم أغلبهم لـ”داعش”.اشارت صحيفة “الجارديان” البريطانية، انه بسبب الضغوط الكثيفة التي واجهتها استراليا من قبل تركيا سوف تضطر استراليا إلى استلام( 3 ) أشخاص فقط معلومي الهوية في الفترة الحالية من بين حوالي(60 )امرأة وطفل استرالي محتجزين وسط عمليات ترحيل تركيا لمقاتلي داعش
الموقف القانوني للمقاتلين الأجانب بعد الغزو التركى
يتحمل اردوغان مسؤولية الاحتفاظ بالمقاتلين الاجانب، كونه فرض سيطرته على تلك المناطق، وينبغي اتباع القنوات القانونية لتسليمهم بدل من التهديد عبر وسائل الاعلام، فقد هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فى بفتح أبواب أوروبا أمام الملايين من اللاجئين، فضلا عن إعادة الدواعش الأوروبيين إلى بلدانهكخطوة يصفها المراقبون بالابتزاز في مواجهة الانتقادات الأوروبية للهجوم الذي تشنه القوات التركية شمال شرق سوريا.وقال أردوغان في خطاب ألقاه في أنقرة “أيها الاتحاد الأوروبي، تذكر: أقولها مرة جديدة، إذا حاولتم تقديم عمليتنا على أنها اجتياح، فسنفتح الأبواب ونرسل لكم 3.6 مليون مهاجر”.أكد الرئيس التركي هذا ايضا خلال مؤتمر صحفى على هامش زيارته لواشنطن فى نوفمبر الحالى 2019، أن بلاده ستواصل إعادة مقاتلي تنظيم “داعش” الموقوفين لديها إلى بلدانهم، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى إعادة النظر في مواقفه تجاه تركيا.من جانبه اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن قضية الأعضاء الأجانب في “داعش” الذين أسروا في سوريا “مسؤولية دولية مشتركة”، وأنه لا يمكن الطلب من العراق أو سوريا معالجة المشكلة للجميع. وقال فى مقابلة مع صحيفة ” الشرق الأوسط فى 12 نوفمبر 2019 : “نحتاج إلى تعاون دولي لمعالجة المشكلة… يجب أن يكون هناك تضامن دولي حقيقي”.
ما أسباب الضغط التركي باستلام المقاتلين الأجانب ؟
تشير التحليلات بان اردوغان يبحث عن دور أوروبي في مايسعى اليه بانشاء المنطقة الامنة ، وتستغل تركيا إثارة مسألة احتجاز المقاتلين الدواعش حاليًا من أجل ادعاء التزامها بمحاربة التنظيم، بعد أنَّ كشفت عملية مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في منطقة تسيطر عليها تركيا والقوات المدعومة منها في سوريا، عن علاقتها بدعم قيادة التنظيم، بحسب مراقبين. اشار المراقبون ايضا إلى أن عرض أردوغان لترامب بشأن هذه القضية في إطار محاولات الرئيس التركي إقناع نظيره الأميركي بضرورة انسحاب واشنطن من سوريا، بحسب صحيفة “حريات” التركية.
الموقف الأوروبي من التهديدات
كثرت دعوات سياسيين بارزين بدول الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات حازمة تجاه أنقرة نتيجة لشروع أردوغان فى تنفيذ تهديداته تجاه أوروبا بإرسال مقاتلي داعش إليها ومنها فرنسا حيث دعا مسؤول في اليمين الفرنسي المتطرف فى 12 نوفمبر 2019 الاتحاد الأوروبي إلى إعلان “رفض حازم ونهائي” لطلب تركيا الانضمام إلى هذا التكتل، في ظل ترحيل أنقرة لمقاتلين من ‘داعش’ معتقلين لديها إلى بلدانهم الأوربية.تصر فرنسا على أنها لن تستقبل البالغين الذين انضموا إلى” داعش” في سوريا. ويقبع( 400) إلى( 500 )فرنسي في سجون بشمال سوريا تحت سيطرة الأكراد، منهم نحو (60) مقاتلا. وتريد فرنسا أن تبرم اتفاقا مع العراق بشأن استقبال مواطنيها بعد خروجهم من سوريا ومحاكمتهم.لكن في إطار اتفاق أبرمته فرنسا مع تركيا عام 2014، أعادت أنقرة في وقت سابق عددا من المواطنين الفرنسيين الذين اعتقلتهم إلى بلدهم بالتنسيق مع السلطات الفرنسية.
الخلاصة
إن الانسحاب الاميركي السريع من شمال سوريا، وتخلي ترامب عن قوات سوريا الديمقراطية، فتحت الباب امام القوات التركية لاجتياح اجزاء من شمال سوريا خلال شهر اكتوبر 2019، ووضع اردوغان يده على اعداد من مقاتلي تنظيم داعش وعائلاتهم. مايسعى له اردوغان هو احراج دول اوروبا تحديدا في قضية استلامهم المقاتلين الاجانب، ورغم انه يجب على دول اوروبا استرجاع مقاتليها وفق القوانين والدساتير الاوروبية، فانه من الاجدر ان لايتم ترحيل عناصر داعش في هذه الطريقة، مالم يتم ترتيب اجراءات قنصلية مسبقة. أردوغان غض النظر عن مئات الالاف من تنظيم داعش من العرب والاسيوين وركز على بضعة مقاتلين من أوروبا وهذا مايثير الكثير من الشكوك حول سياسات تركيا في محاربة الإرهاب والتطرف.مايهدف له اردوغان هو دفع اوروبا للمساهمة بتكاليف المنطقة الامنة مقابل ايجاد اتفاقات معه حول المقاتلين الاجانب وربما الهجرة غير الشرعية.
التوصيات
ماينبغي على دول أوروبا ودول أخرى إستعادة مقاتليها، وفي ذات الوقت التحالف الدولي لمحابة تنظيم داعش، يجب ان يتحمل مسؤولية عناصر تنظيم داعش ومعائلاتهم الموجودين في معتقلات قسد، ومخيمات شمال سوريا، اكبرها مخيم الهول، وكذلك ماموجود من عناصر تنظيم داعش في تركيا. لان بقاء هؤلاء يمثلون تهديد الى امن المنطقو وليس فقط الى دول أوروبا. هناك انتقادات بل حقائق حول تورط أردوغان مع تنظيم داعش، وهذا يعني، عدم ترك المقاتلين الاجانب ان تكون ورقة سياسية ضاغطة على اوروبا ودول المنطقة.
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات
Average Rating