كتاب المدار

أمريكا والشيطنة العالمية

0 0
Read Time:2 Minute, 8 Second

إبراهيم عطا – كاتب فلسطيني

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_عندما بدأ فيروس كورونا بالانتشار في الصين عملت ماكينة الإعلام الأمريكية الغربية على نشر “قصة الخفاش” وزرعها في رؤوس العامة كمسبب للكورونا “المعدل” الذي انتقل إلى الصينيين ” بسبب وحشيتهم وأكلهم ما لا يؤكل…” وخلال ساعات قاطع العالم برمته البضائع والمنتجات الصينية، وتوقفت كل أنواع التعامل مع الصين، وقد وصل الأمر ببعض الناس إلى الاعتقاد بأنه انتقام رباني بسبب سوء معاملتهم للأقلية المسلمة، وصار اغلب الناس يتفادون التواصل أو الاقتراب من كل ما هو صيني، وقد وصل الأمر في بعض الحالات إلى حد مطاردتهم كالحيوانات الموبوءة كما حدث لأحدهم في الشوارع المصرية…ولكن في المقابل عندما انتقل الفيروس إلى أوروبا والولايات المتحدة الإرهابية لم يحدث أي شيء من هذا القبيل، ولا حتى عند بلوغ عدد الوفيات اليومي إلى أكثر من ألفين وخمسمائة، ولم تتغير أو تهتز صورة “أمريكا” في عقولنا المسلوبة ولم نسمع أي دعوة للتوقف عن التعامل مع الأمريكي أو مقاطعة البضائع والمنتوجات المصنوعة في “يو اس ايه”…

هذا النوع من الشيطنة المتبع من قبل الغرب والصهيونية العالمية ضد بعض الدول أو الأنظمة التي لا تسير في فلكهم ولا تمشي حسب أهوائهم، هو سلاح أساسي وفعال جدا ويستخدمونه للوصول إلى مآربهم وأهدافهم المرحلية والإستراتيجية، وأقول فعال جدا بسبب قوة ماكينتهم الإعلامية من ناحية، ومن ناحية أخرى لضعف إعلام الآخر وجهل الرأي العام العالمي…

و الأمثلة على شيطنة الدول والشخصيات كثيرة ومتعددة، وتنطلي على العامة بسهولة، فمثلا عندما سألت زميل اسباني عما إذا كان يعتقد أن حزب الله اللبناني منظمة إرهابية أجاب على الفور بنعم، أما عن الأسباب فلم يستطع شرح هذا التصنيف أو تعليل رده الجاهز.. وعندما تحدثت مع أحدهم حول الوضع في فنزويلا أعاد وكرر ما يقوله الإعلام من أن مادورو قد جوع شعبه وضيع مستقبل مواطنيه، وهو نفس “الرأي” الذي سمعته من أكثر من فنزويلي التقيته…ولكن لا يتم ذكر العقوبات الأمريكية أو الحصار الجائر الممتد لسنوات، ولا يتم التطرق إلى أي سبب آخر للازمة مثل انخفاض أسعار النفط أو غيره…

وموضوع الشيطنة ليس بالجديد، فعلى سبيل المثال أيضا لقد تمت شيطنة الرئيس صدام حسين عندما خرج عن طوعهم وطاعتهم لدرجة تحول معها اسمه إلى شيء رهيب ومبغوض من قبل الصديق قبل العدو، وكذلك الرئيس السوري الذي أصبح مكروها ومحاصرا حتى من اقرب الأصدقاء والجيران لأنه رفض تنفيذ شروطهم، أما النظام الكوري الشمالي أو الإيراني أو الكوبي فحدث ولا حرج..وهذا بالإضافة إلى شيطنتهم لشخصيات ورموز كبار الأمة مثل جمال عبد الناصر وغيره، …

وإذا كان سلاح الشيطنة الفعال محصورا بيدهم، فنحن ماضون وبيدنا سلاح الثبات و التمسك بالمبادئ وبالرموز والقادة الشرفاء الذين رفعوا من شأن الأمة، وسقطوا بمواجهة أعدائها ودفاعا عن الحقوق المشروعة للشعوب المضطهدة تحت الاحتلال الصهيوني الغاشم والسيطرة الأمريكية الغربية المتمادية…

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code