كتاب المدار

مرفأ بيروت مابين الكارثة والردود

0 0
Read Time:2 Minute, 28 Second

إبراهيم عطا – كاتب فلسطيني

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_عندما هدد حزب الله على لسان أمينه العام بضرب حاويات الامونيا في حيفا بصواريخ المقاومة وقتل عشرات الآلاف من الإسرائيليين، كان ذلك في إطار التخويف ومن باب الردع ليس أكثر، أما إسرائيل فقد هددت بقصف البنية التحتية للبنان في حال رد الحزب على مقتل أحد عناصره في سوريا، ونفذت تهديدها قبل الرد المنتظر، ومن خلال قصف مخزون الامونيا المحتجز في ميناء بيروت منذ سنوات، وقد فعلت ذلك بطريقة متقنة ومحبكة… وجود الطيران الحربي الإسرائيلي قبل وخلال وقوع الانفجاريات الكارثية ليس صدفة أبدا، و وجود خلية تجسسية تعمل لصالح إسرائيل داخل الميناء ليس مستبعدا البتة، خاصة وانه العصب الرئيس للدولة اللبنانية المستهدفة… إذن، تبقى فقط الطريقة التي أنجزت فيها “إسرائيل” هذه العملية أو التقنية المتبعة لتنفيذها، وهناك عدة احتمالات مطروحة للبحث والتثبت، فمثلا أن يكون العميل اكس والذي يعمل منذ سنوات في مرفأ بيروت قد وضع الصاعق المجهز خصيصا لهذا الغرض من قبل “إسرائيل” في المكان المخطط له بالقرب من مخزون نترات الامونيوم، وذلك قبل انتهاء دوام عمله داخل المينا، أما الثانية فهي أن تكون الطائرات الإسرائيلية المحلقة فوق سماء بيروت قد أطلقت طائرة مسيرة عن بعد (درون) صغير الحجم وموجه بدقة إلى العنبر رقم ١٢ لإحداث الحريق فيه ومن ثم الانفجارات، والاحتمال الثالث هو أن تكون إسرائيل قد استخدمت سلاحا جديدا أو أي نوع من القنابل الهيدروجينية أو الفراغية والتي لا تتسبب بالدمار التقليدي الذي تحدثه القذائف والصواريخ المستخدمة في الغارات الإسرائيلية الاعتيادية. خلاصة الأمر هي أن الصهاينة نجحوا في توجيه ضربة نوعية وموجعة للبنان الرسمي، الداعم و المحتضن للمقاومة التي كانت تستعد للرد… أي أن توقيت هذه العملية ليس صدفة حيث أن رد حزب الله المتوقع على مقتل علي محسن في سوريا كان مسالة وقت، وربما كان توقيته سيتزامن مع خطاب السيد نصرالله مساء يوم الأربعاء، وهو الخطاب الذي كان سيسبق نطق حكم المحكمة الدولية بقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والذي من المؤكد انه كان سيتهم قيادات من حزب الله بتلك الجريمة… لذلك كان هناك تسارع للأحداث غير طبيعي، وربما أتى الهجوم الإسرائيلي ليغير مسرى الأمور بالنسبة لرد الحزب، ولأخذ لبنان بكامله باتجاهات أخرى بعيدة كل البعد عن الردود التقليدية.. قد تكون هذه التخمينات والتحليلات حول هذه الضربة الغامضة هي الاقرب للواقعية، ولكن الخبر اليقين يبقى في جعبة الموساد الإسرائيلي ولدى المخابرات الأمريكية ومخابرات بعض الدول الغربية، اما الحزب فقد وصلته الرسالة على شكل صفعة مؤلمة قد تكون على مستوى ضربة اغتيال قاسم سليماني أو اكبر، ولكن يبقى لنا أن ننتظر كيفية تعامل حزب الله مع هذه الرسالة المباشرة ومع الرسائل غير المباشرة والتي نقلها إلى لبنان الرسمي الرئيس ماكرون، وبعض الرسائل و الاتصالات الأخرى التي انهمرت على المسؤولين اللبنانيين كالمطر.. خطاب السيد حسن نصرالله مساء اليوم قد يوضح لنا الكثير من الأمور، و بعضها قد يكون صادما لنا وللصهاينة على السواء، وربما يحتوي على أكثر من رسالة ورد على الرسائل المستلمة، وقد يكون هناك رد غير مسبوق يمكن أن يعيد الأمور إلى ما قبل كارثة مرفأ بيروت… ألف تحية لأهلنا في بيروت وكل لبنان والرحمة لشهداء المجزرة، وسيبقى لبنان دائما وأبدا رمزا للمحبة والتعايش والصمود بوجه الغطرسة الصهيونية…

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code