كتاب المدار

“الانجاز العظيم”والعمالة

0 0
Read Time:1 Minute, 43 Second

ابراهيم عطا :كاتب فلسطيني

يقولون “الساكت عن الحق شيطان اخرس”، ويقولون ايضا “إن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل”، فما بالكم يا محمد وبعد سكوتكم الطويل عن الحق قد بدأتم تتسابقون للتصفيق للباطل وبشكل غير مسبوق، والادهى أن بعضكم صار يتباهى ويفتخر بذلك كما يفتخر شواذ اوروبا بعيدهم في ٢٨ يونيو من كل عام، بالخروج الى الشوارع رافعين الإعلام الملونة والرايات المزركشة، ومبتهجين بالرقص وتبادل القبلات …
فهل تحول الاستثناء الى قاعدة والفضيلة انقلبت الى رذيلة في عالم العهر والنفاق الذي نعيشه يا محمد، وهل صار المتمسك بالمباديء والملتزم بالطهارة والاخلاق هو الشاذ بين الامم، كما حدث لسيدنا لوط عندما نبذه قومه، هو واتباعه من الشرفاء، لأنهم لم ينخرطوا في الرذيلة، وقالوا لهم “اخرجوهم من قريتكم أنهم أناس يتطهرون”؟…
فبعد ان كان التواصل والتخابر مع العدو خيانة، وكان التعاون معه ضد سيادة الاوطان خيانة عظمى، صار زعماء الاوطان انفسهم يصطفون بالطوابير للحصول على اوسمة السقوط والعمالة، ويدفعون بشعوبهم للترحاب باعداء الله والانسان ويحثونهم على استقبالهم، واستضافتهم وتقديم كل انواع العون لهم، حتى وصل الامر ببعض صغار العربان الى تبني روايتهم الملفقة واتهام الفلسطينيين بسرقة اراضي الغزاة المحتلين ومقدساتهم وتراثهم…،فما هذا الانحدار، برب الكعبة وكل ارباب الأرض والسماء؟…
ولكن، لا تفرح يا محمد بهذا “الانجاز العظيم” لأنك لن تحصل مقابل ذلك الا على لائحة لا تنتهي من المطالب والاوامر التي ستنفذها وانت مطأطىء رأسك ونعالهم فوق عنقك، فقد علمنا التاريخ، يا محمد، ان من يستسلم او يتنازل عن حقه، لا ياخذ بالمقابل شيئا، بل يرضخ ويقدم المزيد والمزيد، ولن تتوقف مطالبهم حتى يرونك تقدم لهم امهاتك واخواتك وبناتك سبايا وقرابين على هيكلهم المزعوم، لانهم انتصروا على كرامتك، وعلى رجولتك وكبريائك قبل ان ينتصروا على جيوشك التي لم تخرج من ثكناتها…
وبالمقابل نذكرك يا محمد ان التاريخ يعيد نفسه، والدروس والعبر كثيرة، وان كنت لست بقاريء، نذكرك أن سقوط الاندلس كان بسبب تواطؤ اشباه الرجال امثالك ممن تآمروا على اخوة لهم في العروبة و الدين، وتحرير بيت المقدس كان على ايدي رجال عظماء رفعوا رايات الحق والعدل بوجه الغزاة والمستعمرين، ونحن يا محمد باقون على العهد مهما ازداد عدد الازلام واذنابهم من الموقعين، ربما لنقول لك يوما “إبك كالنساء ملكا مضاعا لم تحافظ عليه كالرجال

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code