الفن

حكايا المدار الفنية ((أربع مشاهد قتلتها وشهرتها بعد عشرات السنين ))

0 0
Read Time:4 Minute, 27 Second

القصص الفنية تختارها للمدار  نجاة أحمد الأسعد

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_الوسط الفني كان ومازال دائمًا ملئ بالأسرار والمفاجئات, ما بين اختفاء مفاجئ, ثم ظهور من جديد إلي اختفاء بدون رجعة إلي حوادث الوفاة الغريبة والغير منطقية.

العديد في الوسط الفني وخاصة السيدات منذ القدم وحتى الآن دائمًا ما تشوبهم الشائعات في حياتهم عن علاقات غرامية برجال البلاط السياسي أو بفنانين آخرين والزواج سرًا, ثم تمتد الشائعات إلى ما بعد وفاتهم حول سبب الوفاة ما بين قتل وانتحار أو حتى وفاة طبيعية وكواليس اللحظات الأخيرة في حياتهم والجميع يدلو بدلوه في هذا الشأن سواء بدليل أو بدون.

ولكن دائمًا ما كان هناك رابط مشترك بين كل هذه الأخبار والشائعات, ألا وهو رابط الشهرة فلا تجد هذه الشائعات تهاجم احد الممثلين المبتدئين أو أصحاب الأدوار الثانوية فدائمًا ما تطال هذه الشائعات المشاهير من نجوم ونجمات الوسط الفني

باستثناء هذه الفنانة  فقد أدت علي مدار حياتها فقط أربع مشاهد سينمائية تسببت هذه المشاهد الأربع في مقتلها.

الفنانة أمينة ذهني أو (أم ستوتة), كانت سيدة بسيطة تعمل وتكافح لمساعدة نفسها وكسب قوت يومها دون ذل من هذا أو ذاك, فكانت تعمل في بيع الخضار, إلا أن القدر أو الصدفة وضعتها في جوار الفنان الكبير نجيب الريحاني, فكانت تجاوره بالمسكن في منطقة باب الشعرية.

ويومًا بعد الآخر كان يمر عليها الفنان نجيب الريحاني أثناء ذهابه لعمله ليسأل عن أحوالها, ويطمئن عليها, ودائمًا ما أخذته الشفقة بها لما تراه من مشقة في عملها هذا خاصةً مع تقدمها في العمر.

 حاول الفنان نجيب الريحاني أن يتعطف عليها بأن يعطيها بعض المال, إلا أنها كانت ترفض بكل عفة وعزة نفس

الأمر الذي جعل نجيب الريحاني يتطرق للتفكير في طريقة تمكنه من مساعدتها دون أن يسبب لها أي شعور بالهوان أو الضعف, وبعد التفكير طويلًا قرر أن يُشركها معه بأحد أفلامه حتي ولو في مشاهد بسيطة.

وبالرغم من أن السيناريو كان تقريبًا قد تم إعداده كاملًا, إلا أن الفنان نجيب الريحاني قرر تعديله من جديد من أجل إضافة دور لها, لتلعب دور حماته في الفيلم.

ليبدأ تصوير فيلم “سلامة في خير”, وتبدأ معه الست أمينة أولى أدوارها السينمائية, وبالرغم من تسببها في الكثير من المشكلات في التصوير نظرًا لعدم معرفتها بقواعد التمثيل, فأحيانًا تنظر للكاميرا, وأحيانًا أخرى تدخن السجائر, وأخرى تقول جمل غير موجودة في السيناريو, ولكن رغم كل هذا لم يقوموا بعمل إعادة للتصوير بل تم أخذ المشاهد الخاصة بها كما هي.

تنهي مشاهدها, ويتقدم لها نجيب الريحاني بالشكر, ويقوم بإعطائها خمسون جنيهًا صحيحة, وهو المبلغ الذي كان يعد ضخمًا جدًا في هذا التوقيت بالنسبة لكومبارس في أول أدواره التمثيلية. 

تطير فرحًا نتيجة الحصول علي هذا المبلغ الكبير, ويصحبها الريحاني إلي خارج الأستوديو ويستأجر لها تاكسي, ويوصيه أن يوصلها حتى باب المنزل, ثم يعود إلى الأستوديو ليكمل التصوير حتى السادسة صباحًا ليذهب بعدها للنوم مباشرة نظرًا لكثرة ما تعرض له من إجهاد في ساعات التصوير الطويلة, ليستيقظ فجأة علي صوت دقات علي الباب!

استيقظ مفزوعًا, ويهرع لفتح الباب, ليجد سيدة كانت تقيم مع الست أمينة في منزلها لتخبره أن الست أمينة لم تعود منذ ليلة أمس, فيتعجب الريحاني, فهو من أوقف له التاكسي بنفسه, وأوصي السائق وأخبره بالعنوان بالتحديد, ولكن للأسف لم تعود الست أمينة!

يبدأ نجيب الريحاني في البحث عنها في المستشفيات, وأقسام الشرطة ولكن بدون فائدة, وتمر الأيام والشهور وهي مازالت مختفية ولا يعلم مكانها أحد!

حتى قرر نجيب بعد هذا أخذ حفيدتها ليربيها بنفسه, لأنه وحسب رواية نجيب الريحاني, كانت الست أمينة قد أوصته عليها, وقالت: 

“يا نجيب لو مت, خد حفيدتي ربيها بنفسك”

وبالفعل نفذ نجيب الريحاني الوصية, وقام بأخذ البنت وتربيتها وتعليمها حتى تخرجت من كلية الطب وسافرت إلى ألمانيا, وتزوجت واستقرت هناك حتى الوفاة.

وبعد مرور العديد من السنوات, وصلت لحوالي العشرين أو خمس وعشرين سنة, وفي أحد الأيام يدور شجار بين بلطجي وأحد جيرانه فيقوم البلطجي بقتله, وبعد قليل يأتي ابن المقتول ليثأر لوالده, ولكن يقوم البلطجي بقتله أيضًا, فيتم القبض عليه, ويُحكم عليه بالإعدام.

وكالعادة يأتي الشيخ ليلقن الشهادة لمن يدخل لتنفيذ حكم الإعدام, ويتم سؤاله السؤال المعتاد: نفسك في ايه قبل ما تموت؟

هنا يبكي المتهم بشدة, ويقول: 

“أنا عاوز أقول حاجة واحدة بس, أنا دي مش أول مرة أقتل فيها, أنا زمان قتلت ست عجوزة ركبت معايا تاكسي من قدام استوديو تصوير أفلام, واللي ركبها معايا الممثل نجيب الريحاني أو حد شبهه”

وأكمل أنه بينما هي تجلس في الكرسي الخلفي, شاهدها تخرج أموال وتقوم بعدها, وهنا وسوس له الشيطان أن يقوم بأخذ المال, لهذا ذهب بها للصحراء, وأدعي وجود عطل في السيارة, وقال لها أن تنزل ليجلب لها مواصلة ثانية, وبمجرد نزولها قام بضربها علي رأسها وقام بخنقها وإلقائها من أعلي الجبل.

بالطبع تعجب الجميع من حديثه هذا, ويسألوه كيف لم يتم كشف هذه الجريمة, فيقول أنه بعد الحادث بحوالي عشرة أيام ذهب لمكان الحادث ليتأكد بنفسه, ويرى ماذا حدث بالأمر, ولكنه لم يجدها, ووجد ملابسها فقط ممزقة, فيبدو أن الضباع والذئاب قامت بنهش جثتها.

وأثناء لحظة اعتراف المتهم بجريمته قبل تنفيذ حكم الإعدام, كان هناك أحد الضباط من أصدقاء الكاتب الكبير “بديع خيري”, الصديق الشخصي للفنان الكبير نجيب الريحاني, ويقول بديع خيري أن الست أمينة كانت دائمًا تأتيه في المنام باكية بشدة, ولكن بعد أن قص علي الضابط هذا الموقف أتت لي في المنام أيضًا ولكن وهي مرتدية الأبيض, ولها أجنحة وتطير في السماء, ولكن بعد ذلك لم تعد تأتي لي في المنام مرة أخرى.

وهذه القصة ذكرها كاملةً الفنان نجيب الريحاني  سنة 1952م, والتي كتبت في مذكراته.

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code