ابراهيم عطا _كاتب فلسطيني
شبكة المدار الاعلامية الاوروبية …._ماذا بعد نشوة الانتصار وهذا الزخم الهائل من التأييد وحملات التضامن الواسعة مع فلسطين، هل سنتمكن من تحويلها فعلا الى مكتسبات لصالح القضية ام سنترك اعداء الامة وبعض العربان يعيدون الاوضاع الى ما كانت عليها قبل انتصار سيف القدس؟…
الامور تغيرت وبنسبة عالية جدا لصالح فلسطين، ونتائج هذا النصر العظيم لا بد أن تترجم اليوم قبل الغد الى واقع ملموس والى خطوات فعلية على الأرض…ولا بد من استثمار هذا الدعم الشعبي الكبير والتاييد العالمي الواسع في الدفع بقضيتنا الى الامام لتبقى في الواجهة وعلى رأس جدول اعمال الامم، وان لا تضيع التضحيات والجهود سدى…
وبالرغم من أن حدة الحملة العالمية وزخمها في وسائل الإعلام العالمية والتواصل الاجتماعي قد خفتت الى النصف تقريبا منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ، الا ان خطوات كبيرة تحققت وما زالت تتحقق، ومن بينها قرار مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة يوم امس بتشكيل لجنة للتحقيق بالانتهاكات الاسرائيلية في المواجهة الاخيرة والتي قد تصل الى مستوى جرائم الحرب…وكذلك الخطوة الجديدة التي اتخذتها دولة الكويت باعتماد تعديلات لتشديد القوانين التي تحظر وتعاقب التطبيع والتعامل مع العدو الصهيوني…
وهناك خطوات أخرى كثيرة قد يكون بعضها رمزيا ولكنها لا تقل اهمية عن سابقاتها في فضح وتعرية صورة الكيان الصهيوني البشعة والتي تحاول بعض دولنا العربية الذليلة تغطية عورتها، ومن هذه الخطوات على سبيل المثال لا الحصر تصريح وزير الخارجية الفرنسي حول تحول “اسرائيل” الى نظام فصل عنصري “ابارتهيد”, او ما قامت به صحيفة هاآرتز قبل يومين من نشر لصور الأطفال من الشهداء الفلسطينيين على صفحتها الاولى، مع اسمائهم وحيثيات اغتيالهم…
ولا بد أن نذكر ايضا ما قام به برلمان ايرلندا الذي قرر التعامل مع المستوطنات الصهيونية كاحتلال، وما سيقوم به لاحقا من تصويت على طرد سفير الكيان الصهيوني الغاصب من ايرلندا، وقد رأينا اعضاء هذا البرلمان وهم يرتدون كمامات تحمل علامات ورموز للمقاومة والنضال الفلسطيني…
ومع هذا، ما زالنا نتخوف مما اعتدنا عليه منذ بداية الصراع مع الصهاينة على أرض فلسطين حتى اليوم، حيث وفي كل مرة تكون فيها الكفة راجحة لصالح قضيتنا، وتصبح فيها صورة الصهاينة او ما يسمى بدولة اسرائيل في دائرة الاجرام وفي قفص الاتهام، تنزل الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الارهابية، وبكل ثقلها تتحرك على عجل، لتعيد الدفة لصالح الصهاينة ولانقاذ صورة هذا الكيان المجرم قبل ان تصل الى نقطة اللاعودة، بينما تعطي الضوء الاخضر لبعض الدول العربية التي تدور في فضاء التآمر وفلك الخيانة منذ نشأتها، لتعمل بدورها على تخفيف الضغط عن العدو، والقيام بامتصاص غضب وهيجان الشارع العربي، وبعدها يعملون معا على تحويل قضية فلسطين برمتها الى مسالة مساعدات انسانية واعادة اعمار للبنية التحتية، وتثبيت الهدنة وجعلها ابدية، دون الخوض في أصل المشكل وجوهر القضية، والمتمثل في وجود الاستعمار الصهيوني على أرض فلسطين، وفي بطشه وعربدته واجرامه تجاه اصحاب الأرض الحقيقيين…
نتمنى أن يستمر الحراك والتأييد وبنفس الوتيرة وان يقوم الجميع بالوقوف الى جانب من يساندنا ويدعمنا في كل خطوة مهما كانت صغيرة، وان لا نستخف بدور المتضامنين اليهود، سواء من المتدينيين المعارضين لانشاء دولة الاحتلال او من المثقفين والمستقلين الذين يرفضون الظلم ويطالبون بالعدالة في أرض فلسطين….
شبكة المدار الاعلامية الاوروبية …._
Average Rating