لخضر فراط ـ صحفي معتمد لدى الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_مأساة الجزائريين اسمها المدرسة التي تمت خونجتها تدريجيا إلى درجة السطحية والتفاهة والسذاجة وإدارة ظهرها لتاريخ الجزائر والافتخار بتاريخ شعوب أخرى مما خلف لدى أجيال كاملة انسلاخا كبيرا وخطيرا للمواطن الجزائري الذي يتشكل وعيه في المدرسة وأكبر دليل نشاهده اليوم في تصريحات بعض الوزراء والسياسيين.
كيف لا، ونحن لم نعرف أن للجزائر أول روائي في تاريخ الإنسانية وهو أبولينوس من مداوروش الذي ألف رائعته “الحمار الذهبي” المترجمة لعدة لغات في وقت لم تكن بلدان تدعي الحداثة تعرف حتى الكتابة بل لم تكن موجودة أصلا. كيف لا، ونحن لم نعرف أن القديس دونات الجزائري من شرق البلد بأن هذا الثوري الأمازيغي جند فقراء شمال إفريقيا لمحاربة أفكار القديس أوغستين ابن مدينة سوق أهراس والذي كان داعما ومناصرا للإمبراطورية الرومانية، ونظم ضده القديس دونات ضده ثورة الفقراء لإسقاطه، القديس دونات وأفكاره كانت السند القوي للثورات التحررية في أمريكا اللاتينية التي دعمت فيها الكنيسة الدوناتية، نسبة لأفكار القديس، الحركات الثورية لأنها تؤمن بفكر القديس البربري الجزائري دونات ولا يعرفه الطفل الجزائري رغم أنه من الواجب تدريسه، بل قد يكفره في حالة درس له لأن فكره اصبح متأسلما مقولبا منتصرا لغير وطنه ولا يري تاريخ بلده خارج هذا القالب الفكري المدمر والذي تخطاه بذكاء ووطنية خارقة المرحوم العلامة مبارك الميلي والإمام عبد الحميد بن باديس الذي بارك الكتاب “الجزائر قبل الإسلام ” في رسالة مؤثرة وطبعا يتنافى ويبتعد عن الاختطاف الذي يقوم به المدلسون حاليا لفكر وعمل بن باديس وجمعيته الفاضلة والرمي بها في دهاليز الفكر التكفيري المتطرف وجهالة المكفراتي الماسوني السيد قطب.
كيف لا، ونحن لا نعرف أن القديس أوغستين ابن مدينة سوق أهراس، والذي تنظم جمعيات تونسية سنويا زيارات للتعرف على تاريخه وكأنه تونسي، هو مثقف عظيم وفيلسوف وأحد أكبر اقطاب الكنيسة الكاثوليكية وأكبر رمز في التأسيس لها.
كيف لا، ونحن لا نعرف تاريخ الملكة تين هينان التي حكمت الهقار وسيطرت على الصحراء الكبرى لعدة أجيال عبر أبنائها ولا نعرف تاريخ يوبا وتأسيسه لموريتانيا ولا نعرف حتى تاريخ زوجته سيلينا المدفونة في تيبازة.
كيف لا، ونحن لا نفهم رائعة قرصاني غنم التي غناها الراحل الهاشمي قروابي يحدث فيها الجزائريين عن أروع و أجمل صفحات تاريخ البحرية الجزائرية وسيطرتها الكاملة على البحر المتوسط.
لقد حان وقت المراجعة وتعليم تاريخنا كما حدث ومنع فصائل الإرهاب الفكري المنتشرة والمعششة في المدرسة والمجتمع من تكفير تاريخ أجدادنا بل علينا أن نفتخر بهم وليس بأجداد الغير، كفى دمارا للجزائر
الفجر
Average Rating