إبراهيم عطا _كاتب فلسطيني
شبكة المدار الاعلامية الاوروبية…_تحول موسم قطف الزيتون في الاراضي الفلسطينية المحتلة الى ما يشبه المهرجان الشعبي العفوي الذي تتخلله الكثير من لحظات البهجة والفرح والسرور والتي يعبر عنها المزارعون بالدبكة الشعبية واغاني التراث الفلسطيني الجميل، ولا يعكر صفوها سوى اجراءات القمع والتنكيل التي تقوم بها قوات الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه والناتجة عن حقد هؤلاء المستعمرين الجدد على اصحاب الارض الحقيقين…
وفي كل عام يتحول موسم جني المحصول في ظل الاحتلال وبطشه الى عنوان للصمود والمقاومة بوجه المحتل الصهيوني والى شعار للتصدي والثبات امام عنجهية وبلطجية المستوطنين اليهود الذين يعيثون في الاراضي الفلسطينية فسادا وخرابا …
وتشارك في هذا المهرجان الزراعي المقاوم الاف العائلات الفلسطينية التي تسترزق من هذه الشجرة المباركة والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم وفي سفر التكوين، وقد كانت وما زالت اغصانها ترمز الى السلام والى التعايش بين مختلف الشعوب والطوائف، بينما صارت جذوعها وجذورها الممتدة في اعماق الارض ترمز الى الاصالة والثبات والتمسك بارض الاباء والاجداد…
ولان الصهاينة يعرفون اهمية ورمزية هذه الشجرة بالنسبة لاهل فلسطين، فلم يكتفوا بمصادرة الاراضي الزراعية، بل عملوا على اقتلاع اشجار الزيتون، كما فعلوا بالكثير من اصحاب القرى والحقول الذين ارتقوا شهداء دفاعا عن هذه الارض الطيبة المعطاءة، حيث تقول الاحصائيات ان العدو الصهيوني اقتلع اكثر من ٨٠٠ الف شجرة زيتون في الضفة الغربية منذ احتلالها في العام ١٩٦٧ حتى اليوم، بينما زاد عدد الشهداء عن المئة الف منذ اعلان دولة الكيان الصهيوني على ارض فلسطين..
كل التحية لاهلنا الكادحين والصامدين بوجه آخر احتلال على وجه الارض، والمقاومين المدافعين عن كل شجرة زيتون مباركة وهم يهتفون ويدبكون على انغام الاغاني الشعبية الفلسطينية لاننا، وكما قال شاعرنا الكبير محمود درويش “نحن نحب الحياة اذا ما استطعنا اليها سبيلا..نرقص بين شهيدين ونرفع مئذنة للبنفسج بينهما او نخيلا”…
شبكة المدار الاعلامية الاوروبية…_
Average Rating