إبراهيم عطا _كاتب فلسطيني
شبكة المدار الاعلامية الاوروبية…_صرخة جديدة نطلقها ضد الاهمال والاستهتار والاستخفاف بلغتنا العربية الجميلة، ودفاعا عن الاستخدام الصحيح والسليم، ولو بالحد الادنى، للغة الضاد ولغة القران الكريم، الجامعة لشعوبنا والحاضنة لثقافتنا والموثقة لتاريخنا وتراثنا…
في المقالات السابقة تحدثنا عن “النفر” الآسيوي الذي فرض لغته العربية المكسرة على معظم الناس في دول الخليج “العربي”، واجبرهم على خلط الحروف والكلمات ولخبطة الجمل والمصطلحات كي يفهمها هذا النفر الذي لا يهمه سوى تامين لقمته اليومية، حتى صار يظن انه يتحدث ويتقن اللغة العربية…
وتطرقنا ايضا الى العائلات الميسورة الحال او الثرية التي تترك طفلها مع عاملة المنزل او المربية الفليبينية أو الاندونيسية، لتربيه وتنشئه من خلال التواصل بخلطة مشوهة وغريبة لا تشبه ابدا اللغة العربية، مما يتسبب له لاحقا بصدمة أو “تراوما” لغوية قد لا يمكن اصلاحها، لما فيها من مزج بين المذكر والمؤنث والمفرد والجمع، وبين الماضي والمستقبل، وغيره من التشويه والتحريف الذي لا يتوقف عند حدود..وقد عملنا مقارنة بين هذا الواقع وبين ما كانت تقوم به العائلات العربية ايام الجاهلية، حيث كانت تبعث اطفالها للعيش مع البدويات لفترات طويلة وعلى مسافات بعيدة كي يتعلموا ويتقنوا العربية الفصحى على اصولها…
أما ما دعاني للتطرق من جديد لهذا الامر الخطير فهو، ليس فقط الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، انما ما رأيته واراه في اكثر من محل “سوبرماركت” وفي اكثر من مكان، ويستفزني كثيرا لانه يدل على عدم اكتراث لما قد يحدث للغة الضاد ولما يرتكب بحقها من تهميش وتدمير، من اعلانات وترجمات طبعت على العديد من البضائع والمنتجات، فمثلا كتبوا فوق فاكهة المانجا الهندية “الهند مانجو”، وعلى اكياس الارز “طويل حب ارز”، وغيرها الكثير الكثير من الامثلة…وكذلك ما نقرأه على واجهات المطاعم وفي الاسواق من اسماء لبعض الشركات والمؤسسات المترجمة من الانكليزية وفيها الكثير من الاخطاء اللغوية، والتي مع مرور الوقت تبقى محفوظة في اذهان اطفالنا على اساس انها لغة عربية صحيحة…
فيا اخي العربي لا تدع “النفر” يوجهك أو يفرض عليك طريقته للتخاطب بلغة عربية مشوهة، واحرص على استخدامها بالشكل الصحيح او المنطقي عند تعاملك مع النفر، او مع غيره من غير الناطقين بها، ولا تستبدلها بأي لغة أخرى تجيدها الا عند الحاجة…واعمل على احترامها وتقديرها ليس فقط لانها لغة القرآن الكريم الذي ٱنزل قرآنا عربيا “لعلكم تعقلون”، ولكن لانها تستحق منا كل الحب والاحترام، حيث سطعت في عصر الظلمات الاوروبي، وساهمت في بناء الثقافات العالمية، وفي نشر العلم والمعرفة وقدمت الكثير والمثير من الاضافات…
ومن هنا تأتي دعوتنا ايضا للعمل على حماية لغتنا على اعلى المستويات والحفاظ على مخزونها اللغوي وتطوير هذا الكنز العظيم عبر البحوث والدراسات، وتعريب ما يمكن تعريبه من رموز علمية جديدة ومصطلحات حتى تواكب عصر التكنولوجيا والتقدم والعلمي بكل قوة وثبات، وكي لا تكون عرضة للتراجع التدريجي المتسارع لتصل بعدها الى حد الانقراض والممات…
ومن هنا نتساءل ونسال الجهات المختصة في دولنا العربية وعلى وجه التحديد المشرفة على مجمعات اللغة العربية عن دورها في حماية اللغة وتعزيزها ونشرها، خاصة في هذه المرحلة الحساسة من العولمة ومن المنافسة اللغوية وصراع الحضارات…
شبكة المدار الاعلامية الاوروبية…_
Average Rating