شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_أعلنت الصين وروسيا قُبيل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين الجمعة شراكة “بلا حدود” لتدعم كل منهما الأخرى في مواجهات بشأن أوكرانيا وتايوان مع تعهد بزيادة التعاون في مواجهة الغرب.
ووقع الرئيس الصيني شي جين بينغ، والروسي فلاديمير بوتين، على 15 وثيقة تعاون، من ضمنها عقود تجارية، ولكن الأهم من ذلك أنهما وقعا على إعلان مشترك طويل حول ما سمي “دخول الشؤون الدولية في عصر جديد”.
واستضاف الرئيس شي جين بينغ نظيره بوتين بحفاوة، مع إعلان البلدين أن علاقتهما كانت متفوقة على أي تحالف في حقبة الحرب الباردة وأنهما سيعملان معا في مجال الفضاء وتغير المناخ والذكاء الاصطناعي والتحكم في الإنترنت.
وتقول صحيفة “لوموند” الفرنسية إن الصين استغلت السماح للرياضيين الروس بالمشاركة في الألعاب الأولمبية بعد فضائح المنشطات، فدعا الرئيس الصيني نظيره الروسي إلى افتتاح الألعاب الأولمبية، ما خفف من ثقل المقاطعة الدبلوماسية الغربية.
وتضيف الصحيفة أن الرئيسين أرادا تقديم نفسيهما كزعيمين لعالم ما بعد العالم الذي يحكمه الغرب.
ويرى المحلل السياسي، ألكساندر غابوييف، من معهد كارنغي في موسكو، أن بوتين كان ليحظى بنفس الاستقبال ونفس الحفاوة في بكين حتى لو لم يقاطع الغرب الألعاب الأولمبية دبلوماسياً، مضيفاً أن وجود الرئيس الأميركي جو بايدن، كان سيفرض إشكالية بروتوكولية فقط.
“صداقة لا تعرف الحدود“
دعمت بكين مطلب روسيا بضرورة عدم ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي مع حشد الكرملين 100 ألف جندي بالقرب من جارتها، بينما عارضت موسكو أي شكل من أشكال استقلال تايوان في الوقت الذي تتصارع فيه القوى الكبرى على مناطق نفوذها.
وقالت الدولتان إن “الصداقة بين البلدين ليس لها حدود، ولا حظر فيها على التعاون في أي مجال”. ولتوقيت الإعلان دلالات قوية للغاية.
وأوضح بيان صادر عن الجهتين عزم روسيا والصين العمل معا ضد الولايات المتحدة لبناء نظام دولي جديد يقوم على أساس رؤيتهما الخاصة لحقوق الإنسان والديمقراطية.
وانتهز بوتين المناسبة للترويج لصفقة غاز جديدة مع الصين تقدر قيمتها بنحو 5ر117 مليار وتعهد بزيادة صادرات روسيا في الشرق الأقصى.
ردت الولايات المتحدة قائلة إنه كان يجب على شي أن يستغل الاجتماع للضغط من أجل خفض التوترات في أوكرانيا.
وقال دانييل كريتنبرينك كبير الدبلوماسيين في وزارة الخارجية الأميركية لشؤون شرق آسيا الجمعة إن الاجتماع بين الرئيسين الصيني والروسي في بكين كان يجب أن يكون فرصة للصين لتشجيع روسيا على تهدئة التوترات مع أوكرانيا.
وقال كريتنبرينك للصحفيين إن مثل هذا النهج هو ما يتوقعه العالم من “القوى المسؤولة”.
وأضاف: “إذا غزت روسيا أوكرانيا، وتجاهلت الصين الأمر، فهذا يشير إلى أن الصين مستعدة للتغاضي عن محاولات روسيا لإكراه أوكرانيا أو دعمها ضمنا، حتى عندما تحرج بكين وتضر بالأمن الأوروبي وتخاطر بالسلام والاستقرار الاقتصادي العالمي”.
وتنفي روسيا تخطيطها لغزو أوكرانيا.
وقال دانييل راسل من معهد “آسيا سوسيتي” والذي شغل منصب كبير الدبلوماسيين في وزارة الخارجية الأميركية لشرق آسيا في إدارة باراك أوباما إن شي وبوتين “أعلنا عزمهما على الوقوف معا والتصدي للولايات المتحدة والغرب وعلى استعداد للصمود أمام العقوبات ومنافسة القيادة الأميركية للعالم”.
يورونيوز
Average Rating