كتاب المدار

بين الشرفاءوخيانة المطبعين

0 0
Read Time:1 Minute, 54 Second

إبراهيم عطا _كاتب فلسطيني

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_في السنوات الاولى من عمري كنت اعيش بمخيم للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، وكنت اعتقد ان المخيم هو العالم كله، وان اولاد هذا العالم جميعهم يعيشون نفس ظروفي المعيشية القاسية، ويلعبون حفاة في ازقة وطرقات المخيم الضيقة، وينامون في غرف مسقوفة بالواح الزينكو التي تتسرب عبرها مياه الامطار في ليالي الشتاء الباردة، وأن الطيران الاسرائيلي يرعب كل اطفال العالم ويدفعهم للاختباء في الملاجيء مع كل غارة على المخيم…
الى ان كبرت وفهمت مدى الظلم الفظيع الذي وقع على اهلي وأبناء شعبي، وعرفت إن ما حل بهم من تشرد ولجوء ونزوح ليس عملا ربانيا، انما نتيجة لمؤامرة دولية رسمية احاكها كبار زعماء الصهيونية وشارك في تنفيذها بعض العربان من قصيري النظر وعديمي الفهم والرؤية…
وهذا الوضع ينطبق تماما على وضع العالم برمته، او ما يسمى بالنظام العالمي الذي نعيش في ظله منذ عقود ونعتقد انه جزء من التركيبة الطبيعية ومن التوليفة الكونية، وتعودنا عليه لدرجة صرنا نعتقد معها ان ما تقوم به الولايات المتحدة الارهابية ومعها الغرب المنافق من حروب وعقوبات، تارة باسم السلم والدفاع عن الديموقراطية وطورا باسم محاربة الارهاب، بالامر الطبيعي، ونتقبله بشكل عادي ونشارك بمخططاتهم وكانها اعمال ربانية مقدرة، الى ان أخذ العالم يستفيق من سباته وبدأ يسأل عن العدالة ويتساءل الى متى ستبقى سياسة البلطجة الامريكية وهيمنة اليانكي والدولار وتحكمه بحياتنا اليومية…
والصورة نفسها تنطبق على الوضع الذي يعيشه عالمنا العربي في هذا الزمن العربي الرديء، الذي وصلت فيه معظم دولنا الى التسليم بالامر الواقع واخذت تعترف بوجود هذا الكيان الصهيوني الشاذ المزروع في قلب الوطن العربي الواحدة تلو الاخرى، وانتقلت بعضها الى مراحل متقدمة جدا من التطبيع مع هذا العدو المحتل لارضها والمنتهك لعرضها، لحد صار معه المواطن العربي يرى انه امر واقع لا مفر منه، ولا يرى في مثل هذه الخطوات الانهزامية اي جريمة او اي نوع من الخيانة للشرف والمباديء…
الى ان جاء قرار مجلس النواب العراقي بالامس الذي اقر قانون تجريم التطبيع مع “اسرائيل”، وعقوبات تصل الى الاعدام، وكان لقراره وقع استثنائي عظيم في ظل هذا التراجع المهين لبعض الانظمة العربية التي تستمر بزحفها على بطونها ومؤخراتها من اجل التطبيع مع اعداء الامة والدين…
كل التقدير والاجلال لمجلس النواب العراقي وللشعب العراقي العظيم الذي اسكت اصوات الخونة من الكرد وغيرهم، وبعث برسالة واضحة للعربان المطبعين بان التواصل مع العدو خيانة عظمى وسيبقى كذلك الى يوم الدين ومهما ازدادت اعداد المنبطحين والمطبلين…
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %