إبراهيم عطا_ كاتب فلسطيني
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_خلال الاسبوع الماضي تم رفع علم فلسطين على مبنى بلدية بيندل البريطانية ردا على مهاجمة قوات الاحتلال لنعش الشهيدة شيرين ابوعاقلة الذي كان ملفوفا بالعلم، وقبل ذلك باسبوع تم الاحتفال بافتتاح شارع في نيوجرسي الامريكية يحمل اسم فلسطين بمناسبة مرور ٧٤ عاما على نكبة شعبنا الفلسطيني، وقد تجمع افراد الجالية هناك ومعهم الجماهير المتضامنة لتعبر عن فرحها بهذا الانجاز الرمزي الكبير…
ولكن هل تعتبر هذه الخطوات البسيطة انجازات وانتصارات فعلية لقضية كبيرة مثل القضية الفلسطينية، ام انها اعمال بسيطة لا تؤخر ولا تقدم، على حد قول البعض ممن قللوا من اهمية هذه الانشطة التضامنية، معللين ذلك بالقول ان اطلاق اسم فلسطين على احد الشوارع او رفع العلم على احد المباني لن يعيد فلسطين المحتلة الى اهلها، واطلاق اسم القدس على ساحة او ميدان في مدينة ما، لن يحررها من مغتصبيها الصهاينة…
أما انا فارى عكس ذلك كليا لاني متاكد جدا من مدى التأثير النفسي لمثل هذه الوقفات والاعمال التضامنية وقوة وقعها على معنويات المناضلين والمتضامنين، وانا على ثقة ايضا من انها تذكرنا بشكل مستمر بان فلسطيننا الحبيبة ما زالت تئن تحت وطأة وبطش الاحتلال، وتذكرنا ايضا بضرورة العمل على تحريرها من براثن الصهاينة و ان ندعوا لها بقلوبنا وصلواتنا بشكل دائم…
واذا لم يكن لهذه الخطوات اهمية وتأثير في تحريك المشاعر الوطنية ورفع المعنويات، فما الذي يدفع سلطات الاحتلال الصهيوني الى منع ابناء شعبنا من رفع الاعلام الفلسطينينة واعتقال كل من يرفعها او يلوح بها، وتهاجم حتى نعوش الشهداء الملفوفة بها، بالاضافة الى عملها الممنهج على محو اسماء قرانا ومدننا وشوارعنا من كل حيز لتهويد كل ما هو متصل بثقافتنا وتراثنا…
وقد شد انتباهي هذا الموضوع منذ سنوات وفي الكثير من الدول العربية ومنها سلطنة عمان الحبيبة، وكنت اتساءل عن غياب اسم فلسطين المحتلة او القدس الشريف عن اي شارع او ساحة في مدنها، ولا يوجد شوارع او ميادين تحمل اي من اسماء الدول او المدن الاخرى، او لقادة عظماء ممن عرفهم تاريخنا العربي القديم او المعاصر والذين طالما افتخرنا بهم وبامجادهم وتمنينا لابنائنا ان يقتدوا بهم ويسيروا على خطاهم…
وقد يرد علي احدهم بالقول ان هذا الموضوع حساس جدا، وقد يثير الكثير من الجدال والتصادم الفكري والعقائدي حول اسماء بعض القادة العرب او الشخصيات التاريخية العربية و الاسلامية…ولكن كلنا نعلم ان هناك الكثير من اسماء المدن والبلدان التي يوجد حولها اجماع من قبل كل الناس ودون استثناء، فلو قمنا بذكرها امام المعتدلين أو المتشددين لن تثير بينهم اي خلاف ولن تتسبب في اي نوع من الاختلاف، ومنها بالطبع اسماء فلسطين والقدس والاقصى، وكذلك اسماء تاريخية من ماضي امتنا العريق مثل الاندلس ومدنها الجميلة، غرناطة وقرطبة واشبيلية، وشخصياتها العظيمة، ابن سينا وابن رشد وغيرهم الكثيرين …
أما في فلسطين فيجب علينا ان نعطي كل شهيد حقه وأن لا نكتفي بتعداده كرقم يضاف الى اعداد الشهداء الذين يسقطون بشكل يومي، فشيرين ابو عاقلة تستحق اكثر من اسم لشارع في رام الله او جنين، وكذلك شهداء هذا الاسبوع وهم: الصحفية “غفران وراسنة” و”ايمن محيسن” و “بلال كبها” و”ياسر المصري” وشهيد امس “عودة صدقة”…كلهم يستحقون منا ذلك التمجيد والتقدير وأكثر من ذلك…
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_