شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_وصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى قصر الإليزيه مساء أمس الخميس وكان في استقباله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي صافح الضيف مطولا وبقوة على الرغم من انتقادات للرئيس الفرنسي لاستضافته الأمير السعودي المتهم بانتهاك حقوق الإنسان والمسؤولية عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي كما تزعم منظمات حقوقية ودول غربية.
قبل وصول بن سلمان إلى الإليزيه كانت رئيسة الوزراء الفرنسية، إليزابيث بورن، دافعت عن لقاء الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وشددت على أن فرنسا ملتزمة بقضايا حقوق الإنسان، فيما أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي سيتطرق لمسألة حقوق الإنسان خلال لقائه ولي العهد.
وهذه زيارة بن سلمان الأولى إلى فرنسا منذ جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي. وقالت بورن “الأمر لا يتعلق حتماً بالتخلي عن مبادئنا، ولا عن التزامنا قضايا حقوق الإنسان”.
ومنذ صباح الخميس، شنت مجموعات حقوقية هجوماً عنيفاً على ماكرون بسبب استضافة بن سلمان. وقالت أنييس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، إن رحلة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية، واستضافة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، “لا تغير حقيقة أنه (ولي العهد) مجرد قاتل آخر”.
ووصفت كالامار التي قادت التحقيق الأممي الخاص في جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي، ولي العهد (36 عاماً) بالمسؤول الذي “لا يتسامح مع المعارضة”. وقالت كالامار لوكالة فرانس برس إنها “منزعجة بشدة من الزيارة، لما تعنيه لعالمنا وما تعنيه لجمال (خاشقجي) وأمثاله “.
وأضافت كالامار أن استقبال قادة العالم وليّ العهد “كان الأكثر صدمة، خصوصاً وأنّ عدة مسؤولين بينهم عبروا عن اشمئزازهم وتعهدوا بعدم إعادته إلى المجتمع الدولي”، ونددت بـ”المعايير المزدوجة” والقيم المنسية في مواجهة ارتفاع أسعار النفط”.
من جهتها غرّدت مدير منظمة هيومن رايتس ووتش في فرنسا، بينيديكت جانرو، على توتير وقالت “إن بن سلمان يبدو أنه قادر على الاعتماد على ماكرون من أجل إعادته إلى المسرح الدولي رغم القتل البشع لجمال خاشقجي والقمع الصارم الذي تمارسه السلطات السعودية ضدّ أي انتقاد وجرائم الحرب في اليمن”.
أما جوليان بايو، رئيس حزب الخضر المعارض فقال إنه “مصعوق” من أن فرنسا “بدأت تتخلى بشكل كامل عن فكرة الدفاع عن حقوق الإنسان حول العالم” وأضاف أن الرئيس ماكرون “كان مجبراً على فرش السجادة الحمراء لأننا نحتاج إلى النفط، وأن الاعتماد على الطاقة الأحفورية يعني أننا نبيع مبادئنا بالرخص”.
شكوى قضائية في باريس
وهذا الخميس، تقدمت منظمتان غير حكوميتين، الأولى مقرها في الولايات المتحدة وهي “”dawn”” التي أسسها خاشقجي في 2018 وثانية سويسرية (Trial International) بشكوى قضائية في باريس ضدّ ولي العهد بن سلمان بتهمة “التوطؤ في التعذيب” و”الإخفاء القسري”.
وقالت سارة ليا ويستون، مديرة “Dawn” إن فرنسا “بصفتها موقعة على اتفاقيات مناهضة التعذيب والاختفاء القسري، فهي ملزمة بالتحقيق مع مشتبه به مثل بن سلمان إذا كان موجوداً على الأراضي الفرنسية”. أما عبدالله العودة، مدير منطقة الخليج في المؤسسة فقال لراديو “فرانس إنفو” إن زيارة الأمير محمد إلى فرنسا “مخزية” وأضاف “نعتقد أنه يحاول تبييض جرائمه.. إنه ديكتاتور غير مستقر والمشي جنباً إلى جنب معه أمر مشين”.
ويستبعد خبراء قضائيون من أن يتم استدعاء ولي العهد خلال بقائه في فرنسا ذلك أن الجهاز القضائي بحاجة إلى أسابيع قبل الاستجابة على شكوى من هذا النوع، غير أنهم يقولون إنها قد تمنع بن سلمان من العودة إلى فرنسا مستقبلاً.
يورونيوز