الشاعرة التونسية أمان الله الغربي
كأن بوجهي المعلق من غربته فوق حبال التحميض
يعلن حالة الطوارئ في مرآتي
تبتلع صورتي وتنجبه لي يتأوه عبر أحمر شفاهي
يجهض أنين قبلته على محلى الكرز
أتلاشى بلا إدراك في منتصف سيجارة
تلف ذراعيها حول خصري المتيبس
تنفث دخان تفاصيله الشرهة
يعبر من فوهة رئتي
شهقة عطر تفترس تجاعيد تفاح في موسم الأحزان
لتعبق الغرفة بلص الليلة الزئبقية
الليلة تبدو السهرة مغلفة بسيطرة الجاذبية
أحتاج أن أستعيد توازن دواري
وأقتفي في سر الخلاء أثر جسده المتطاول
هذا الذي يدعك نهود اضطراري يصوب فوهة شراهته لصدري الذي انشغلت عنه
ولم أزرر قميصه في خيانة تقاسيمي
يصعد الغرق في ملح قصيدة
لا تنجو من العطش إليه
يتكاثف زبدا على ثدي المعنى
ينثر زندقته على سيقان الكلمات
نسيت في منفى هروبي مني
كيف سقطت تفاحة نيوتن على غابات آدم
وكيف انفرجت الزوايا بمنطق العشاق
نسيت كيف يركب الأمير فرسه
ويروضه في مضمار الهوى
على تنوع الإيقاعات وسبل الانحراف
لم أنتبه أني سأركل في عناقه مجازات انتظاري
وأني بين ذراعيه سأقع في مهالك النص
وقد أخرج من عنق محبرتي صرخة مغامرة
وأعود أسحب تكرار التجارب الخائبة
عيناه صافرة إنذار لحشو
يقلب موازين الرقصة في قلمي
عيناه لهيب يكحل سواده الثمالة في شوقي
عيناه الغواية وشيطان
توسوسان لارتكاب الخطيئة على سريري المتأرجح
أحتاج لكأس تبقيني ثابتة
على مبدإ إثم ضمته العصية
أحتاج أن أذيب أضلاعي الواهنة
في حانات القلق وأرحل في أنين العبارة
أحتاج أن أتنفس صبرا لا يربك التحامنا
أحتاج ظهرا لا يتقوس
يحمل ربيع زماننا إذا ما نزعت الأشجار أثوابها
ولبست الأرض اصفرارها
قد كان هنا يغريني على الكتابة
رجل من تعاويذ الأساطير
قطف سيول قبلتي
وعاد الذبول متشققا على شفتي
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_