هنا وطني

وتذكرتُ

0 0
Read Time:43 Second

مروة آدم حسن

عندما كنتُ ثقيلةً على الحياة
فجاء طيفُك
تذكرتُ
كيف نظرتُ لك أوّل مرة
تذكرتُ
أول لقاءٍ بيننا
كيف مررتَ على قلبي كغيمة
تذكرتُ الليلة التي انسكبتَ فيها
والشعرَ في قلبي
وتذكرتُ
كيف أصبحتُ خفيفةً
كريشةٍ ترقص للريح
جميلةً كفراشةٍ
توشّي أجنحتَها بالقُبل الخجولة
طويلةً كنخلةٍ
مهما تيبّس جذعها
لا يسقط منها إلا الرطب
تذكرتُ
كيف تَمريمتِ العاهراتُ على جسدي
وتعففنَ تحت ظلالي
تذكرتُ
كيف أصبحتُ واحةً عليلة
تسقي العطشى
وتذكرتُ
عندما كنتُ ثقيلةً على الحياة
كيف جئتَ أنت كسحابة رحمة
كيف استحال قلبي دَيمةً
وكيف أصبحتْ كل الأراضي
التي وطأتها حقولا
وأنهارا تجري بين رجليّ..
تذكرتُك فنسيتُ نفسي وخيباتها
وشرّعتُ صدري للأمل
للحياة من جديد
تذكرتُك فتذكرتُ يوم ولادتي
تذكرتك اليوم فكتبتُني لك
كطفلةٍ خائبة
تُغريها مسحةٌ على رأسها
تذكرتُك اليوم فانهمرتُ
وغدا سأستيقظ
أجفّف نفسي
كعادة امرأة بائسة
ينخرها الفزع من البلل
سأستيقظ من لهفتي
وسأنسى كل شيء
لكنني لن أنسى
ولا تنسى أنت أيضا
أن كل الذين وقفوا
على أعتاب قلبي
تلاشوا
وبقيت أنت وحدك
عزيز هذا المصر..

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %