إبراهيم عطا _كاتب فلسطيني
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_في الفترة الاخيرة وصلت الى حد الاعتقاد بان مسلسل “القمم العربية” قد انتهى بعد الحلقة ٣٠ والتي تمت في تونس عام ٢٠١٩ وانه لن يتعدى الثلاثين حلقة، اقصد قمة، اسوة بالمسلسلات العربية الرتيبة، حيث تنتظر الشعوب الحلقة الاخيرة لترى نهاية الاحداث ونتائجها، مع انها مسبقا نهاياتها الوردية وحلولها السعيدة الغير موجودة على ارض الواقع، الا ان المفاجأة كانت عندما تم ألاعلان رسميا عن قمة الجزائر العادية الواحدة والثلاثين بعيد انتهاء جائحة كورونا…
ومع ذلك الاعلان عاد الينا بعض من بصيص الامل المتلاشي، على الاقل في استمرارية عقد الاجتماعات، ليس الا، وقد قامت الجزائر بجهود كبيرة في تقريب وجهات النظر بين الاشقاء الاعداء وعملت على لم الشمل بين الفصائل الفلسطينية، وبين البلدان العربية، ولكن كما جرت العادة ومنذ تأسيس الجامعة عام ١٩٤٥ حتى اليوم هناك من الزعماء العرب من يسبح عكس التيار ويحاول دائما اللعب بالحديد والنار، وهناك من يحاول فرض اجندته او بالاحرى أجندة الاسياد وفرضها بالترغيب والترهيب، وهناك من يتغيب عن القمة لمجرد خلق البلبلة والتخريب…
وربما لم يعد العدو الصهيوني والولايات المتحدة الارهابية في ايامنا هذه بحاجة لزعماء امثال الحسن والحسين للعمل لصالحهم عبر القمم من خلال أدوار “جيمس بوندية” و “شارلوك هولمزية” لان مساحة الاختراق اتسعت وطالت الغالبية العظمى منهم…
وبالعودة الى الامل، الكل يذكر كيف كانت انظارنا في السابق تتجه نحو القمة وكنا نحملق في شاشات التلفزة طوال وقت انعقادها على أمل أن تخرج بقرارات تلبي بعض الطموحات، الا ان الحلقة ٣١ في الجزائر جاءت باهته جدا ولم يعرها المواطن العربي اي اهتمام يذكر، بالرغم من العمل الدؤوب والجهد المضاعف للجزائر و رئيسها تبون في سبيل إنجاحها، حيث ان المواطن العربي مل من التكرار ويئس من الانتظار وربما فقد الامل بالقادة الصغار الفاقدين للقيادة والكاريزما…
وقد يتساءل المواطن العربي كيف للجزائر الشقيقة ان تحتضن قمة مصالحة ومصارحة عربية وهي تقاطع احدى جاراتها، وكيف لدولة صغيرة مثل قطر ان تفرض على القمة استبعاد عودة دولة كبيرة ومؤسسة للجامعة العربية مثل سوريا كانت قد صرفت مليارات الدولارات على تدميرها بطلب من الولايات المتحدة الإرهابية وبريطانيا والكيان الصهيوني، وهذا ان دل على شي انما يدل على فشل هذه القمة وضعف زعمائها الحاليين…
وبالرغم من اجماع القمة على دعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة الا ان هذا الدعم لم يتطرق للحديث عن اي دعم مادي ملموس لمقاومة الاحتلال في فلسطين، كما فعل الاتحاد الأوروبي الذي يتفاخر بالإعلان عن تقديمه ٢٢ مليار دولار من المساعدات والدعم لاوكرانيا في حربها ضد روسيا…
وايضا مع مرور ذكرى وعد بلفور المشؤوم لم نسمع في اعلان الجامعة العربية عن مطالبتها بريطانيا بالاعتذار عن خطأها التاريخي بإصدار الوعد الذي قدم ما لا تملك (فلسطين التاريخية) لمن لا يستحق (اليهود الصهاينة)…
لقد صرنا نرى بعقد قمم الجامعة العربية انجازا كبيرا حتى لو لم تحقق شيئا على ارض الواقع مثل المسلسلات التلفزيونية…ولكن يبقى الامل في ظهور قادة يمسكون بزمام الامور ويديرون الدفة باتجاه الوحدة والعمل المشترك بوجه اعداء الامة والدين…
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_