هنا وطني

الانتظار

0 0
Read Time:51 Second

د ناهد سليمان تومية

تعلَّمتُ من الإنتظار
أن لا أنتظر

تعلمتُ من الإنتظار
أن ينتظرني هو ” الإنتظار “
واقفاً في شرفةِ قصرهِ
يترقَّب قدومي
في كلٍ مرَّةٍ من مرَّاته
ولا أحضر

تعلمتُ من الإنتظار
أن أقفَ مع الإنتظار
كتفاً بكتف في حلبة السباق
ثم أُطلقُ روحي تُسابقُ روحي
في رحاب الفضاء
قبل أن يُطلقَ هو رصاصة البدء
لأني لن أنتظر …!

تعلَّمتُ من الإنتظار
أن أُسابقَ الريحَ الجارفِ داخل قلبي
وأن تتلقّفني أعاصير فؤادي
وتحطَّ بي فوق أعالي الجبال
هناك … أقفُ صامدةً فوق القمة
حيث لا انتظار للإنتظار

تعلَّمتُ من الإنتظار
أن تُحلِّقَ روحي في السماء
تجلسُ فوق عرشِها
تتلحَّفُ الغيمةِ البيضاء
تنظر إليه من بعيد ٍ بعيد
لكنه لا يستطيع الوصول اليها
لأنه الانتظار
لا يعرف سوى الانتظار

تعلَّمتُ من الإنتظار
أن أفُكَّ خيوطَ التعلق
وأغزِلَ بها بساطا ًحريرياً
أفرشه فوق أرض خصبة
تتمايلُ فوقه خطواتي في دلال
وترقص فوقه روحي مرحاً
بطرف عيني أنظر لذلك الإنتظار
وهو مازال ينتظر

تعلَّمتُ من الإنتظار
أنه لا يعلَمُ شيئا عن الحياة
سوى الإنتظار
والإنكسار
والإنفطار
والإنشطار
ولعب دور الضحية
الباكية
الشاكية

تعلَّمتُ من الإنتظار
أنه خيرُ معلِّمٍ
وأنا خيرُ من تعلَّم

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %