إبراهيم عطا _ كاتب فلسطيني
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_هزات تحت الارض لا تتوقف قد تنبىء بزلزال كبير ومدمر، وهزات سياسية وامنية فوق الارض قد تجر المنطقة وربما العالم برمته الى مخاض اليم…
وبين هزات باطن الارض الطبيعية وهزات فوق الارض البشرية ظهرت لنا الكثير من الامثلة المذلة والمواقف التاريخية، منها ما يدل على النذالة والانحطاط ومنها ما يدل على الشهامة والرجولية …
فعلى سبيل المثال عندما قامت بعض دولنا الغير موقرة بدعوة الوفد الصهيوني الى مؤتمر القمة الافريقي ودخل خلسة الى القاعة، أتاهم الرد الشهم من جنوب أفريقيا والجزائر وقامتا بطرد الوفد المتسلل الذي غادر وهو يجرجر ذيول الخزي والهزيمة…
وكذلك رأينا الكثير من مواقف الشهامة خلال عمليات الإنقاذ والدعم لمنكوبي الزلزال في تركيا وسوريا، ولكن في المقابل كان الوفد الصهيوني يبحث عن كنوز ثمينة ليمارس عادته اليومية بسرقة ما فوق الارض وما تحتها..ليأتيه الرد من الحكومة التركية التي ضغطت على الصهاينة واستعادت المخطوطة الثمينة التي سرقوها من تحت انقاض كنيس مدمر في انطاكيا…
وفي الوقت الذي كانت فيه سوريا في امس الحاجة ليد العون من الاخوة العرب وتناشد الجميع برفع العقوبات الغربية، كان البعض من العربان يصر على مواقفه القليلة الشهامة بعدم رفع الحصار عن دمشق ومناطقها المنكوبة، فاذا بالسلطنة تفاجئنا باستقبال الرئيس السوري على أراضيها وتعمل على اعادة سوريا الى قلب الامة العربية…
أما قمة النذالة فهي عندما قامت قيادة السلطة الفلسطينية بالتراجع وسحب مسودة قرار لادانة سياسة الاحتلال الاستيطانية في الامم المتحدة ورضخت للضغوطات الامريكية والتهديدات الصهيونية، ليأتينا رد الصهاينة على هذه التنازلات برد مزلزل من خلال ارتكابهم لمجزرة نابلس التي راح ضحيتها ١١ شهيدا و١٠٠ جريح وقيامه بفرض المزيد من الاجراءات التعسفية والعقابية…
وقد عودتنا “مستعمرة اسرائيل” الصهيونية على مقابلة التنازلات الفلسطينية والعربية بالمزيد من عمليات القتل والتهويد والمشاريع الاستيطانية، والكل يعلم ان التنازل امام هذا العدو وفتح ابواب مؤتمراتنا لوفوده وحدودنا واجوائنا لطائراته لن يزيده الا شراسة واجراما تجاه أهلنا في الاراضي المحتلة وتجاه الاف المساجين الذي يقبعون في معتقلاته وتجاه المقدسات العربية والاسلامية، وقد يدفع المنطقة كلها باتجاه الزلزال الاكبر ولن يكتفي بالهزات الارتدادية….
الف تحية لشرفاء السلطة الفلسطينية الذين يعملون بصدق وامانة لاجل فلسطين، ويسيرون بعكس تيار المذلة والمهانة الذي يقوده الدكتاتور العجوز، وكل التقدير والاحترام لاصحاب القيم الراسخة والمباديء الثابتة، والمجد والخلود لشهداء نابلس ولكل شهداء فلسطين،
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_