الشاعر محمد الصغير بوزياني_تونس سيدي بوزي
دعك مني
لا تتبعني
لا تحاول مخاتلتي
إن عدو العدو ينتظرني هناك
خلف ضمير الريح….
كن حذرا لا تكسر زجاجتي
لأن الزجاج إذا انكسر يجرح….
يا ناقة الإرهاص وداعا وداع
يا حيزبون الميناء
اقتلعي شراعات هشاشتي
و انتشليني من غياهب الصخب…
الموج يحذرني
و الريح عاتية
و أنا بيني و بيني جسد بلا روح
قصيدة في مهب الفراغ…
يا أيها العائد من رحلتك
نم جنبي قليلا و حدثني
حدثني أين أخفى السراب مساربه
حدثني عن أجنحة الغمام…
عن الحلم الذي غاب…
عن سائق القطار و المحطات…
لا الأمنيات
و لا الأغنيات…
لا شيء يعيد ترتيب غرفة النوم
مبعثرة هي الأيام على فراشي
وسادتي خريطة بلا حدود للعابرين…
ربما أطلت المكوث هنا
و نسيت عدوي يعبث بصلابة حجارتنا
معلقة هي الصور على صدورنا العارية
صور لرسام مات حبا …
و سورة الله تضيء عتمة الوجود…
نسيت جرحي على غصن شجرة التوت
نسيته يصلي للسحاب…
و نسيت منقار عصفورتي بلا صومعة…
ذابت ذاكرتي في ماء النسيان
في تراب أمسي …
يا ضريح الزمان عد و غمس رغيفك
مع ملح الأساطير…
كون لي جناحين أطير بهما
إلى ما وراء صراخ الليالي
إلى شهقة الحرف بين خبايا الدهر
و ثنايا السبل…
شبكة الندار الإعلامية الأوروبية…_
Average Rating