اعداد الدكتور هشام عوكل استاذ ادارة الازمات والعلاقات الدولية
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_كان التوازن الجيوسياسي في القارة الأفريقية يتغير بشكل متزايد في السنوات الأخيرة. كان هذا التغيير مدفوعًا بعدة عوامل، منها:
النمو الاقتصادي والسكاني في إفريقيا: شهدت إفريقيا نموًا اقتصاديًا وسكانيًا كبيرًا في السنوات الأخيرة. أدى ذلك إلى زيادة أهمية القارة على الساحة الدولية.
التحول الديمقراطي في إفريقيا: شهدت إفريقيا إصلاحات ديمقراطية واسعة النطاق في السنوات الأخيرة. أدى ذلك إلى تحسين الاستقرار السياسي في القارة، وجعلها أكثر جاذبية للاستثمارات الأجنبية.
ازدياد التدخل الخارجي في إفريقيا: شهدت إفريقيا زيادة في التدخل الخارجي في السنوات الأخيرة. تدخلت الولايات المتحدة وروسيا والصين بشكل متزايد في الشؤون الأفريقية، مما أدى إلى مزيد من عدم اليقين في القارة.
أدى هذه العوامل إلى ظهور توازن جيوسياسي جديد في القارة الأفريقية. أصبحت إفريقيا لاعبًا أكثر أهمية على الساحة الدولية، وتتمتع بمزيد من الاستقلالية في سياساتها الخارجية.

فيما يلي بعض الاتجاهات الرئيسية التي تؤثر على التوازن الجيوسياسي في القارة الأفريقية:
نمو النفوذ الصيني
في إفريقيا: أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لإفريقيا، وأكبر مصدر لها للأسلحة. يسعى الصين إلى تعزيز نفوذها في إفريقيا من خلال الاستثمار في البنية التحتية والمشاريع الاقتصادية.
ازدياد التدخل الروسي في إفريقيا: أصبحت روسيا لاعبًا أكثر نشاطًا في إفريقيا في السنوات الأخيرة. تسعى روسيا إلى تعزيز نفوذها في القارة من خلال بيع الأسلحة والتدخل في النزاعات المحلية.
ازدياد التدخل الأمريكي في إفريقيا: لا تزال الولايات المتحدة اللاعب الرئيسي في إفريقيا. تسعى الولايات المتحدة إلى الحفاظ على نفوذها في القارة من خلال دعم الديمقراطية ومكافحة الإرهاب.
من المتوقع أن يستمر التوازن الجيوسياسي في القارة الأفريقية في التغير في السنوات القادمة. سيكون هذا التغيير مدفوعًا بالعوامل المذكورة أعلاه، بالإضافة إلى عوامل أخرى، مثل:
التغيرات المناخية: من المتوقع أن يكون للتغيرات المناخية تأثير كبير على القارة الأفريقية. سيؤدي ذلك إلى زيادة الهجرة والنزاعات، مما قد يزعزع الاستقرار في القارة.
ظهور القوى الإقليمية الجديدة: من المتوقع أن تظهر قوى إقليمية جديدة في القارة الأفريقية في السنوات القادمة. ستؤدي هذه القوى إلى زيادة المنافسة على النفوذ في القارة.
من المهم أن تدرك الدول الأفريقية هذه الاتجاهات، وأن تتخذ الإجراءات اللازمة للتكيف معها
الوجود الروسي في إفريقيا
هو ظاهرة حديثة نسبيًا، حيث بدأ في التوسع بشكل كبير في العقد الماضي. هناك عدة دلالات لهذا الوجود، منها:
السعي لتحقيق النفوذ السياسي والاقتصادي: تسعى روسيا إلى تعزيز نفوذها في إفريقيا من خلال إقامة علاقات وثيقة مع الحكومات والشركات الأفريقية. وقد نجحت في ذلك إلى حد كبير، حيث أصبحت أكبر مورد للأسلحة إلى إفريقيا، ووقعت اتفاقيات تعاون اقتصادي وعسكري مع عدد من الدول الأفريقية.
السعي لاستغلال الموارد الطبيعية: تمتلك إفريقيا موارد طبيعية هائلة، بما في ذلك النفط والغاز والمعادن. تسعى روسيا إلى استغلال هذه الموارد من خلال الاستثمار في مشاريع التنقيب والإنتاج. وقد وقعت اتفاقيات مع عدد من الدول الأفريقية لاستغلال هذه الموارد.
السعي لتخفيف العزلة الدولية: تسعى روسيا إلى تخفيف العزلة الدولية التي فرضتها عليها العقوبات الغربية. ترى روسيا أن إفريقيا يمكن أن تكون شريكًا استراتيجيًا مهمًا لها في هذا الصدد، حيث تسعى الدول الأفريقية إلى تنويع علاقاتها الدولية.
فيما يلي بعض الأمثلة على دلالات الوجود الروسي في إفريقيا:
في عام 2017، تدخلت روسيا عسكريًا في ليبيا لدعم حكومة الوفاق الوطني ضد قوات الجنرال خليفة حفتر.
في عام 2018، وقعت روسيا اتفاقًا مع جمهورية أفريقيا الوسطى لبناء قاعدة عسكرية روسية في البلاد.
في عام 2021، وقعت روسيا اتفاقية مع الجزائر لبيع طائرات مقاتلة من طراز سو-35.
من المتوقع أن يستمر الوجود الروسي في إفريقيا في التوسع في السنوات القادمة. سيؤدي ذلك إلى تغييرات مهمة في التوازن الجيوسياسي في القارة.
يصعب التنبؤ بالمستقبل

، ولكن من المرجح أن يستمر النزاع في إفريقيا في الظهور في السنوات القادمة. هناك عدد من العوامل التي تساهم في ذلك، بما في ذلك:
النمو السكاني السريع: ينمو عدد سكان إفريقيا بسرعة كبيرة، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على الموارد والأراضي. قد يؤدي ذلك إلى زيادة النزاعات على الموارد الطبيعية والموارد المحدودة الأخرى.
التفاوت الاقتصادي: تعاني العديد من الدول الأفريقية من التفاوت الاقتصادي الشديد. قد يؤدي هذا إلى زيادة التوترات الاجتماعية والسياسية، مما قد يؤدي إلى النزاعات.
التغيرات المناخية: من المتوقع أن يكون للتغيرات المناخية تأثير كبير على إفريقيا. سيؤدي ذلك إلى زيادة الجفاف والفيضانات والكوارث الطبيعية الأخرى، مما قد يؤدي إلى النزاعات.
التدخل الخارجي: تدخلت القوى الخارجية في النزاعات في إفريقيا لفترة طويلة. قد يؤدي هذا التدخل إلى إطالة أمد النزاعات وجعلها أكثر تعقيدًا.
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_
Average Rating