هنا وطني

حتى أنت يا أبا القاسم … !!!مع ذلك شكراً لأنك لم تؤلمني بمعاناتك … 

0 0
Read Time:2 Minute, 14 Second

عزالدين عبدالكريم 

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_غادرنا زميل عزيز ، إذاعي عرفه المستمعون و المشاهدون عبر أعمالٍ تميزت بأنها متخصصة في تحفيز المتلقين ، و ربط الصلات بينهم و بين الإذاعتين المسموعة و المرئية ، زيادة عن العطاء الخدمي  المعتاد من تقديم الأخبار و غيرها ،  و رغم أنه جمعنا مرفق واحد ، إلا أن الصلة توطدت عندما كنا نلتقي يومياً في إذاعة طرابلس …. ذلك هو ابولقاسم البوسيفي …

كان بمجرد رؤيته لي ، تتهلل أساريره بابتسامة عريضة ، استعداداً لمشاكستي له ، و لتجلجل  بعدها ضحكاته في المكان  بعد أن أبادره بالحوار المستفز … 

كان متميزاً بخُلقٍ فريد  ، و هدوء يكاد يلغي الإحساس بوجوده في المكان  ، و حتى في اللحظات التي كان يريد فيها أن يثور لأي سبب  ، فلا نحس بحِدة ثورته كما يريدها هو أن تصل ، و سرعان ما تنقلب ثورته إلى ضحكات لمجرد سماعه تعليقي ، الذي لا ينسجم مطلقاً مع ثورته ، و ينطفئ غضبه حتى يكاد ينساه في دقائق … و ينسى حتى ما كان يثيره في الأساس ….

بدافع حبي العارم له ، لم أنفك عن مشاكسته و استفزازه ، و أكبر المفاجآت له ، عندما يشعر بأنه تخلص مني عندما أدخل إلى الاستوديو ، لأتحول إلى إنسان جاد يتحدث مباشرة على الهواء للمستمعين ، فيسترخي في مقصورة المراقبة ، صحبة الزملاء … وذات مرة ، أخذه الاسترخاء لقراءة الصحيفة ، و بدأت أنا الترحاب  بالمستمعين في بث يمتد  لساعات طويله  … و كنت  أضع المستمعين  في صورة المشهد المعاش في الأستوديو عبر وصف حي غير مبرمج و تلقائي  ، و عندما رأيت الصحيفه و كنت أعلم أنه وراءها يقرأها … أخبرت المستمعين على الهواء  بأن ” بلقاسم البوسيفى ” يمسك الصحيفة رغم أنه قد قرأ الصحافه … و رأيته منفجراً بالضحك ، لما عرف أنني لا أتركه بسلام …. حتى و أنا على الهواء … 

كانت حياتنا مليئة ببهجة الحب و الوئام رغم كل الظروف ، نستمد سعادتنا من إسعاد المستمعين ، و كان التعاون ديدننا ، فلا يقف أحد عند برنامجه فقط ، بل نكون صفوفاً مجندة لخدمة بعضنا البعض ، و مؤازرة كل زميل أو زميلة  يحتاج أو تحتاج لأي جزئية من جزئية العمل … 

كنت أتواصل معه منذ شهور ، و لم يخبرني بصحته المتردية ، بل كان يعرض خدماته أحياناً … و بهذا قلل أمواج اللوعة عندي التي كنت سأشاركه إياها … فشكراً لك  ” بالقاسم ” ….  لكن الفقد زاد من نشاط الإلتياع  مؤخراً ، بما يُخلفه من آثار معروفة … 

 لا يضيرك النكران يا عزيزي ، و لا تبتأس لألمك على الأرض يا صديقي ،  ألمك ، الذي لم تجد من يراعيه ، فالسَفلة يملئون الأمكنة حيثما تولي وجهك في هذه البلاد  … و يكفيك  نصراً و بهجة بالأمكنة التي حجزتها في القلوب من البسطاء من أهلنا … الذين لن ينسوك … 

الدعاء لك بالرحمة و المغفرة ، و العزاء لأهلك و ذويك ، وأنا بعضٌ من أهلك … ولو فرقتنا الأيام و الظروف … التي نحمد الله عليها في كل حال … 

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
100 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code