شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_تشهد الانتخابات البلدية في مدينة أنتويرب احتدام النقاشات حول عدد من القضايا الرئيسية التي تشغل بال السكان، أبرزها تحسين وسائل النقل العام، توفير الإسكان بأسعار معقولة، واستكمال مشروع وصلة “Oosterweel Link”. ومع احتمال أن يصبح العمدة الحالي بارت دي فيفر ، زعيم الحزب القومي الفلمنكي (N-VA)، رئيس الوزراء الفيدرالي القادم، فإن تغييرات كبيرة قد تلوح في الأفق في قاعة بلدية أنتويرب.
مستقبل دي فيفر تحت المجهر: بارت دي فيفر ، الذي يترأس قائمة حزبه للانتخابات المحلية، يواجه احتمال ترك منصبه كرئيس بلدية لتولي رئاسة الوزراء، مما يفتح الباب أمام احتمالات جديدة بشأن خليفته في حال فوز حزبه مجددًا. يبرز اسما إلس فان دوسبرغ وكوين كينيس من الحزب كأبرز المرشحين لخلافته.
على الجانب الآخر، يشكل حزب العمل اليساري المتطرف (PVDA) تهديدًا متزايدًا لموقع N-VA كأكبر حزب في مجلس المدينة، بينما يعزز الحزب الاشتراكي “vooruit” دعمه بعودة عمدة المدينة السابق باتريك جانسينز إلى الساحة السياسية.
أجندة ساخنة: النقل والإسكان: النقل العام هو أحد أبرز القضايا التي تسيطر على الحملة الانتخابية. تسعى المدينة إلى تحقيق “التحول النموذجي” بتقليل نسبة الرحلات بالسيارات إلى 50% بحلول عام 2030، ما يتطلب استثمارًا أكبر في تحسين خدمات النقل البديلة. رغم الجهود المبذولة لتعزيز أنظمة النقل، مثل توفير مخططات ركن السيارات والركوب وإدخال قواعد جديدة لمواقف السيارات في وسط المدينة، إلا أن هذه الجهود لم تلقَ ترحيبًا واسعًا من الجميع، خاصة من قطاع الأعمال.
من جانب آخر، تبقى مشكلة الإسكان الشاغر وارتفاع الطلب على المساكن بأسعار معقولة قنبلة موقوتة. ما يزيد عن 40 ألف شخص ينتظرون الحصول على سكن اجتماعي في أنتويرب، بينما تبقى آلاف الوحدات السكنية الاجتماعية شاغرة، بعضها في حالة يرثى لها. هذا الوضع أسهم في تفاقم ظاهرة التشرد، حيث أظهرت الإحصاءات أن 3500 شخص، بينهم 900 طفل، بلا مأوى في المدينة.
مشروع Oosterweel Link وتأجيله: يمثل مشروع “Oosterweel Link”، الذي كان من المفترض أن يُنجز بحلول عام 2030، إحدى أكبر التحديات التي تواجه المدينة. لكن التأخير الأخير، الذي قد يدفع استكمال المشروع إلى عام 2033، أثار جدلاً واسعًا بسبب مشكلات التصاريح وتلوث PFAS في التربة. وقد أثار التأخير تساؤلات حول قدرة السلطات على استكمال المشروع ضمن الإطار الزمني والتكلفة المحددة.
التوجهات السياسية والتوقعات: في انتخابات 2018، حقق الحزب القومي الفلمنكي (N-VA) فوزًا كبيرًا بأكثر من 35% من الأصوات، لكنه يواجه الآن تحديات جديدة مع ظهور أحزاب يسارية مثل PVDA التي شهدت تحسنًا في نتائج الانتخابات الإقليمية والفيدرالية. من جانبه، أعلن دي فيفر استبعاد أي تعاون مع حزب العمل الفلمنكي.
يبقى السؤال الحاسم: هل سيظل بارت دي فيفر في منصب عمدة أنتويرب، أم سينطلق نحو رئاسة الوزراء؟!
وكالات
Average Rating