كتاب المدار

ترامب النرجسي

0 0
Read Time:2 Minute, 54 Second

إبراهيم عطا _كاتب فلسطيني

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_هل توافقني الرأي بان الدكتاتور الامريكي الاشقر يتمتع بشخصية نرجسية وسطحية ولا يفقه شيئا في امور السياسة الخارجية خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ومنطقتنا العربية؟ أم انك ممن يعتقدون انه ذكي جدا وما يستخدمه هو اسلوب الاستحمار والاستهبال الذي يتبعه بعض حكامنا المستعربين مع شعوبنا من “البسطاء المساكين”؟

ولكن ما لا يمكن ان نختلف عليه هو ان ترامب، من خلال تصريحاته وخطته النازية حول تهجير غزة التي اثارت الكثير من الضجيج الاعلامي ومن ردود الفعل العربية والعالمية المنددة، والتي لم تلق الترحيب الا من هذا الكيان اللقيط الغريب، تحول الى مجرم حرب يحرض على التطهير العرقي، والى شريك مباشر للمجرم “النتن ياهو” المطلوب للعدالة الدولية في جرائم الحرب والابادة الجماعية…

أما أنا فلم افاجيء كثيرا بهذه الوقاحة والطروحات الغير عقلانية وهذا الكم من الاستخفاف من رئيس الولايات المتحدةالإرهابية، لان ما سبقه من كلام وتصريحات في نفس الاطار والسياق تنم ايضا عن قلة فهم وعشوائية، فعلى سبيل المثال عندما طرح فكرة تهجير اهل القطاع للمرة الاولى، سألوه ان كان يقصد خروج مؤقت او دائم، فرد بالقول “قد يكون مؤقتا وقد يكون دائما”، وهو ما ذكرني برده على سؤال اخر قبل بضعة سنوات حول الحل الذي يفضله لقضية الشرق الاوسط فقال “حل الدولة او حل الدولتين ليست مشكلة، وبالنهاية ماذا ننتظر ممن يضعون عقوبات على المحاكم الدولية؟.

اذن، لا فرق بين “ترامب تو 2” المتغطرس المتكبر وبين “ترامب وان 1″ المتمادي المتنمر؟، إلا أن الثاني تعلم من الاول أن سياسة ” يا فرعون مين فرعنك؟” تحقق له النتائج المرجوة من عالم يخشى من القوي السليط اللسان والعنيف ولا يخجل من ظلمه للانسان المقهور الضعيف. وهذا ما دفعه الى المزيد من التسلط والعنجهية باتباعه طريقة التعامل “الدون كيشوطية”، معتقدا انه شخص فائق الذكاء والعبقرية ويمتلك المفاتيح والحلول السحرية لاصلاح وترتيب العالم على طريقته السوقية…

واذا كان “مستر ترامب” سعيد بتحوله الى عبد مأمور لمجرم الحرب “النتنياهو” ومن خلفه اللوبي اليهودي الذي اعاده الى السلطة من جديد بعد ان كان مطلوبا للقضاء، فعلينا ألا نسمح له بان يحولنا الى عبيد له واجراء. واذا كان المجرم نتنياهو قد تمكن من ان يحقق، بتصريحات هذا الملياردير الجاهل، هدفه في لفت الانظار عن التهم الموجهة له في الخارج وفي الداخل، وعن هزيمته في غزة التي دمرها بما قدموا له من صواريخ وقنابل، إلا ان السحر سينقلب سريعا على الساحر وسنرى أثره، بإذن الله، في القريب العاجل…

ولكن هل نكتفي بالاستخفاف والتنديد بخطط الدكتاتور الاشقر الغير قانونية لمواجهة هذا الفكر النازي المتمادي تجاه ابسط الحقوق المشروعة لشعوب الارض، العيش بكرامة وحرية؟…لقد رأينا اجماع غير مسبوق على مستوى دول العالم كافة باستثناء “مستعمرة اسرائيل” على رفض هذه الافكار الاجرامية، وهو ما دفعهم للتراجع قليلا والى تجميل مقترحاتهم الارهابية، ولكن ربما يتطلب الامر لبعض الخطوات الاضافية مثل استدعاء السفراء على مستوى العالم وتقديم مذكرات الاحتجاج لكل السفارات الترامبية الى ان يتراجع كليا عن أفكاره وعن خططه الجهنمية وتتم ملاحقته قضائيا لابعاده عن الخارطة العالمية…

وفي النهاية لا بد من ان نقول لهذا المعتوه كان الأجدر بك ان تقدم خططا ومقترحات لعودة اليهود الى اوطانهم الاصلية في اوروبا وامريكا وبقية العالم، او على الاقل، اذا كنت فعلا تشعر بأهل غزة، أن تعمل على تطبيق قرار الامم المتحدة رقم ١٩٤ الذي يمنح اللاجئين هناك وفي دول الشتات حق العودة إلى ديارهم في فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨.. ونقول له ايضا قد تتمكن من شراء غرينلاند أو من ضم كندا او احتلال بنما، ولكن غزة يا ترامب هي أبعد ما تكون عن حساباتك في البيع او الضم او الاحتلال لان غزة الفقيرة بناطحات السحاب والمال غنية بمعادن نادرة ربما لا يعرفها امثالك من سماسرة العقارات والاموال واسمها الكرامة وعزة النفس والشرف عند الرجال

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code