0
0
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_لا تزال خطة دمج مناطق الشرطة في بروكسل، التي أثارت جدلًا واسعًا في بداية هذا الفصل التشريعي، معلقة دون موعد تنفيذ محدد، وسط تأكيد الحكومة الفيدرالية على ضرورة التركيز حاليًا على تحسين الأمن الميداني قبل النظر في إعادة الهيكلة الإدارية.
أولوية الحكومة: الأمن الميداني وليس الهياكل التنظيمية
أكدت وزيرة العدل البلجيكية، أنيليس فيرليندن، أن الحكومة لا تستعجل تنفيذ دمج مناطق الشرطة، مشددة على أن الأولوية الآن هي تعزيز الأمن في شوارع العاصمة عبر تحسين التنسيق بين القوات الأمنية، بدلاً من إعادة ترتيب الهياكل الإدارية.
وقالت فيرليندن: “أنا لا أسعى وراء الهياكل، بل أهتم بالنتائج الفعلية على أرض الواقع لمكافحة الجريمة”، مضيفة أن “الدمج يجب أن يتم على المدى المتوسط كما ورد في الاتفاق الحكومي، لكن في الوقت الحالي، علينا التركيز على حلول سريعة وفعالة”.
وأشارت إلى أن وحدة القيادة التي تم إنشاؤها بعد حادثة إطلاق النار في أندرلخت، والتي تُطبق أيضًا خلال الأحداث الكبرى، تعتبر خطوة صحيحة نحو تعزيز الأمن. وأكدت: “علينا العمل بشكل مباشر مع عناصر الشرطة والمواطنين لجعل بروكسل أكثر أمانًا، وبعد ذلك يمكننا النظر في دمج مناطق الشرطة بطريقة مدروسة”.
تعقيدات إدارية بسبب المناطق المنفصلة
ترى الحكومة أن وجود ست مناطق شرطة منفصلة في بروكسل يزيد من التعقيدات الإدارية ويعيق التعاون بين الأجهزة الأمنية. وأوضحت الوزيرة فيرليندن أن “إنشاء منطقة شرطة موحدة سيسهل الإجراءات الإدارية، خاصة في ما يتعلق بتبادل المعلومات، كما سيحد من العقبات التي تواجه الضباط عند التنقل بين المناطق المختلفة”.
وأكد الوزير برنارد كوينتين، المسؤول عن اللجنة الداخلية، أنه “لا يوجد جدول زمني محدد” لتنفيذ هذا الدمج، مضيفًا: “سنواصل دراسة الأمر، لكننا لا نريد فرض حلول متسرعة. ليس هناك حل سحري لهذه المشكلة، لكن ذلك لا يعني أن علينا التوقف عن البحث عن حلول”.
اجتماع مرتقب مع رؤساء البلديات
من المقرر أن يجتمع رؤساء البلديات الـ19 في بروكسل الأسبوع المقبل لمناقشة مستقبل هذا المشروع، وسط انقسام في الآراء بين المسؤولين السياسيين حول جدوى تطبيقه حاليًا.
كما أكد الوزير كوينتين أنه سيتم دراسة إمكانية تعميم نموذج دمج مناطق الشرطة على والونيا وفلاندرز أيضًا، لكنه شدد على أن “أي تغيير بهذا الحجم يتطلب دراسة شاملة لضمان تحقيق الأهداف المرجوة دون التأثير سلبًا على الخدمات الأمنية”.
معارضة قضائية وتحذيرات من تأثير الدمج على مكافحة الجريمة
أبدى المدعي العام في بروكسل، فريديريك فان ليو، تحفظات على المشروع، محذرًا من أن تنفيذه قد يُضعف جهود مكافحة الجريمة، خاصة في ظل تصاعد قضايا الاتجار بالمخدرات.
وفي تصريحات أدلى بها لقناة “RTL Info”، قال فان ليو: “هذا قرار سياسي، لكنه سيستهلك الكثير من الطاقة والموارد، وربما ليس الوقت المناسب لإنفاق موارد الشرطة على مشكلات إدارية وهيكلية بدلًا من التركيز على محاربة الجريمة”.
كما أشار إلى مخاوف بشأن السيطرة الديمقراطية على قوة الشرطة في حال تنفيذ الدمج، مضيفًا: “نحن نتحدث عن أكبر قوة شرطة في بلجيكا، تضم حوالي 6500 ضابط، لذلك يجب أن تكون هناك آليات واضحة لضمان الرقابة الديمقراطية على هذه القوة”.
مستقبل غير واضح لدمج الشرطة في بروكسل
يُذكر أن جميع الأحزاب الفلمنكية دعمت فكرة دمج مناطق الشرطة في بروكسل منذ فترة طويلة، وتم تضمينها في الاتفاق الحكومي للأغلبية الجديدة. ومع ذلك، يبدو أن تنفيذها سيظل مؤجلًا إلى أجل غير مسمى، في ظل الأولويات الأمنية الحالية للحكومة والاعتراضات المتزايدة من الجهات القضائية والسياسية.
وكالات
Average Rating