من قبل مهاجر نيوز نشر بتاريخ :
بعد محاولته نقل قارب مطاطي ومحرك ومعدات أخرى إلى فرنسا، قرر القضاء البلجيكي الحكم بالسجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ وغرامة قدرها 16 ألف يورو بحق رجل مولدوفي يعيش في باريس.
أصدرت محكمة لييج الجنائية في بلجيكا حكما بالسجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ وغرامة قدرها 16 ألف يورو، بحق رجل يبلغ 40 عاماً اتهم بانتمائه إلى عصابة إجرامية ومحاولته الضلوع في عمليات اتجار بالبشر.
وفي مساء يوم 22 نيسان/أبريل 2024، قامت الشرطة البلجيكية بفحص سيارة من نوع “رينو” تحمل لوحة تسجيل فرنسية، كانت تسير على الطريق السريع في منطقة “غراس هولوني” البلجيكية، متجهة إلى فرنسا.
ولاحظت الشرطة أن النوافذ الخلفية للسيارة كانت مظلمة تماماً ومغطاة بالطلاء الأسود. وعثر المفتشون في السيارة على المعدات اللازمة لنقل المهاجرين عبر المانش، حيث كان السائق واسمه ماريان، يحمل قارباً مطاطياً طوله ثمانية أمتار وعرضه ثلاثة أمتار، ومحرك ومضخة و50 سترة نجاة وعدة عبوات مملوءة بالزيت والبنزين. ومباشرة، تم اعتقال السائق.
روايات عديدة ومتضاربة
وخلال جلسة الاستماع، أوضح المشتبه به أنه يعمل كسائق، وهو يحمل الجنسية المولدوفية ولكنه يعيش في فرنسا منذ عدة أشهر. ووفقا له، في 21 نيسان/أبريل، قرر العودة إلى مولدوفا من باريس، باستخدام تطبيق”Bla Bla Car” (تطبيق يسمح للأشخاص بالسفر في سيارات خاصة)، مع سائق اسمه إيغور.
وشرح المتهم أنه كان سيدفع 100 يورو مقابل الرحلة من باريس إلى مولدوفا، لكن عند وصوله إلى كولونيا (غرب ألمانيا)، أبلغه السائق إيغور أنه واجه مشكلة وعليه العودة إلى فرنسا. ثم قدم إيغور اقتراحا لماريان، ووفقاً للأخير “أخبرني إيغور أنه يتعين عليه العودة إلى فرنسا، لكنه اشترى قاربا صغيرا، ويمكنني أن آخذ هذا القارب إلى فرنسا بسيارة أخرى، وأنه سيعطيني 200 يورو”، مقابل قيادة السيارة وفيها القارب.
وبناء على ذلك، حصل ماريان عبر الواتساب على عنوان في كولونيا، حيث استقل المواصلات العامة للوصول إليه. وهناك، كان يتواجد شخص يتحدث الروسية، وقام بتسليم ماريان سيارة “رينو” التي تم توقيفه وهو يقودها.
وقام ماريان بتغيير روايته عدة مرات بسبب مشاكل في الترجمة، حيث قال عندما مثل أمام المحكمة، “سألت (إيغور) عما إذا لم يكن هناك أي مخدرات في السيارة التي طلب مني قيادتها. اعتقدت أنه يتعين علي فقط نقل القارب للشخص الذي اشتراه”، وهذه الرواية لا تتطابق مع روايته الأولى، بخصوص نقل قارب إلى فرنسا كان قد اشتراه إيغور.
ولم يصدق القاضي روايات ماريان الكثيرة، واعتبر أنه من غير المنطقي تجاهل الوجهة التي كان ينقل إليها القارب ومعدات نقل المهاجرين.
استمرار محاولات عبور بحر المانش
وتعمل شبكات تهريب المهاجرين على نقل معدات التهريب إلى شمال فرنسا، ومن هناك، تنطلق قوارب المهاجرين إلى المملكة المتحدة عبر المانش، في رحلة تعتبر خطيرة جداً بسبب حركة الملاحة النشطة في هذا الطريق البحري، وانخفاض درجات حرارة المياه، بالإضافة إلى القوارب الرديئة التي يستخدمها المهربون.
وارتفعت حصيلة وفيات المهاجرين هذا العام في بحر المانش إلى 22 شخصا، فيما تمكن أكثر من 14 ألف مهاجر من الوصول إلى المملكة المتحدة، على الرغم من التدابير العديدة المتخذة على جانبي الحدود لمنع عمليات العبور.
وتعمل سلطات الدول الأوروبية على محاربة شبكات تهريب المهاجرين. والأسبوع الماضي، أعلن مكتب المدعي العام في نيس (جنوب فرنسا)، أن أربعة رجال فرنسيين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاما، حُكم عليهم بالسجن لفترات تتراوح بين سنة وأربع سنوات. وكان قد تم القبض عليهم في حزيران/يونيو نتيجة تحقيق مشترك بين ضباط الشرطة الفرنسية والإيطالية، وأُثبت تورطهم بتهريب مهاجرين من إيطاليا إلى فرنسا.
ويتحدر المهربون الأربعة من نيس أو المناطق المحيطة بها، وبعضهم أدينوا وسجنوا مسبقاً لارتكابهم جرائم مشابهة، حسبما ذكر الادعاء في بيان صحفي نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
وعلى الجانب البريطاني، أعلنت الحكومة البريطانية الجديدة، أنها تعتزم تعزيز تعاونها مع جيرانها الأوروبيين لمحاربة شبكات التهريب، وإنشاء قيادة خاصة لمحاربة الهجرة غير الشرعية تتمتع بسلطات قوات “مكافحة الإرهاب”.
Average Rating