0
0
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_إستشهد وهو “يقيم الليل” في خيمته.. من هو الشهيد صلاح البردويل الذي استهدفته غارة جوية إسرائيلية؟
في ليلة رمضانية، بينما كان صلاح البردويل يؤدي صلاة قيام الليل في خيمته غرب خان يونس، استهدفته غارة جوية أودت بحياته وحياة زوجته.
البردويل، عضو المكتب السياسي لحركة حماس والنائب السابق في المجلس التشريعي، كان رمزاً يجمع بين النضال السياسي والإرث الثقافي.
رحل تاركاً وراءه مسيرة حافلة بالتحديات والإنجازات..
فمن هو صلاح البردويل؟
وما المحطات التي جعلته أحد أبرز قادة المقاومة الفلسطينية؟
النشأة والتعليم
وُلد صلاح البردويل في مخيم خان يونس للاجئين عام 1959، لأسرة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قرية الجورة المحتلة.
نشأ في بيئة مليئة بالتحديات، لكنها لم تمنعه من تحقيق التفوق الأكاديمي. حصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة القاهرة، ثم الماجستير والدكتوراه في الأدب الفلسطيني، ليصبح أحد أبرز الأكاديميين المتخصصين في الأدب الفلسطيني.
عمل البردويل مدرساً في المدارس الحكومية، ثم محاضراً في جامعتي الأقصى والإسلامية، حيث ساهم في تعليم الأجيال وترسيخ الهوية الفلسطينية.
كما ترأس تحرير صحيفة “الرسالة”، وأسس جمعية التجمع الوطني للفكر والثقافة، مما يعكس اهتمامه الكبير بالإعلام والثقافة كأدوات نضالية.
المسيرة النضالية
انتمى البردويل لجماعة الإخوان المسلمين في شبابه، ثم انخرط في حركة حماس منذ تأسيسها عام 1987.
كان من مؤسسي حزب الخلاص الوطني الإسلامي عام 1996، وترأس الدائرة الإعلامية فيه.
انتُخب عضواً في المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006 عن كتلة التغيير والإصلاح، حيث تولى ملف العلاقات الخارجية وأشرف على لجان سياسية ورقابية.
عُرف البردويل بمواقفه الصلبة تجاه الاحتلال، ودعوته الدائمة إلى المصالحة الفلسطينية على أساس إصلاح منظمة التحرير ومواجهة الاحتلال.
كما كان ناطقاً إعلامياً لحركة حماس في خان يونس، وعضواً في المكتب السياسي للحركة منذ عام 2021.
الاعتقالات والتحديات
لم تكن حياة البردويل خالية من المعاناة، إذ اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 1993، وتعرّض للتحقيق لمدة 70 يوماً في سجني غزة وعسقلان.
كما اعتقلته أجهزة أمن السلطة الفلسطينية عدة مرات، مما يعكس التحديات التي واجهها من جميع الأطراف بسبب مواقفه الوطنية.
ورغم هذه الاعتقالات، ظل البردويل متمسكاً بخط النضال، مؤكداً أن المقاومة هي الطريق الوحيد لاستعادة الحقوق الفلسطينية.
وكان يرى أن المسجد الأقصى وفلسطين سيبقيان رمزين للصمود الإسلامي والعربي.
شهيد الثقافة والمقاومة
رحل البردويل تاركاً إرثاً ثقافياً ونضالياً غنياً. كان كاتباً ومفكراً يكتب المقالات والأبحاث حول القضية الفلسطينية، ويدعو إلى وحدة الصف الفلسطيني.
كما كان يؤمن بأن دماء الشهداء ستظل وقوداً لمعركة التحرير، وأن الاحتلال لن يتمكن من كسر إرادة الشعب الفلسطيني.
استشهاد البردويل وزوجته في خيمتهما ليس مجرد حادثة، بل هو تأكيد على وحشية الاحتلال واستهدافه لكل ما هو فلسطيني.
لكنه أيضاً تذكير بأن الشهداء يتركون خلفهم إرثاً من الصمود والأمل، وأن جذوة المقاومة ستظل مشتعلة حتى تحقيق الحرية.
مواقع الكترونية
Average Rating