شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_ يُطلق الحزب الاشتراكي مشروعًا ضخمًا يتمحور حول “إصلاح شامل لا يعرف أي حدود”، مستهدفًا إعادة تعريف قيمه المستقبلية على مدار عامين كاملين.
ويهدف المشروع إلى إشراك كافة المواطنين والناشطين في بروكسل ووالونيا عبر سلسلة من الاجتماعات والنقاشات التي تسعى لتصور مستقبل الحزب الاشتراكي في ظل التحديات الاجتماعية والسياسية الراهنة.
إصلاح عميق… بلا محرمات!
يعد يوم السبت المقبل نقطة تحوّل فارقة في تاريخ الحزب الاشتراكي، إذ يبدأ الحزب عملية إصلاح عميقة وشاملة ستشمل كافة جوانب الحزب، في خطوة تشبه تلك التي اتخذتها الأحزاب الأخرى مثل Ecolo و Les Engagés في السنوات السابقة.
المشروع الذي يُقدّم على أنه “بدون محرمات” يهدف إلى استشراف مستقبل الحزب، بما يتماشى مع متطلبات العصر الراهن.
تسعى هذه العملية إلى ترجمة الأقوال إلى أفعال من خلال حوارات ومناقشات ميدانية مع الناشطين والمواطنين. وفي مدينة هيرستال، واحدة من المدن التي تأثرت بهذا المشروع، يسود جو من التفاعل والالتزام حيث يتناول المشاركون المواضيع الجوهرية المتعلقة بمستقبل الحزب.
صوت الشباب وأصوات المهمشين
من أبرز القضايا التي يتم التركيز عليها في هذه اللقاءات، هو منح الشباب المزيد من الفرص للتعبير عن آرائهم السياسية وتقديم رؤى جديدة للمستقبل.
أحد المشاركين الشباب في هيرستال يقول: “ما يمكن أن يتغير هو إعطاء الشباب المزيد من الفرص للتعبير عن آرائهم”. وهو ما يعكس الاهتمام الكبير بإشراك الأجيال الجديدة في صياغة القرارات الحزبية الهامة.
لكن الأمر لا يقتصر فقط على الشباب، بل يشمل أيضًا الأصوات التي غالبًا ما يتم تهميشها. أحد المشاركين الكبار في السن يضيف: “يتعين علينا أن نترجم أقوالنا إلى أفعال، ويجب أن نكون صادقين في مسعانا لتغيير الأوضاع.”
خيبة الأمل بعد الانتخابات
لم تخلُ الأجواء من خيبة الأمل الملموسة، خاصة بعد نتائج الانتخابات الأخيرة التي خلفت مرارة في نفوس العديد من الناشطين. “أرى أن حكومة أريزونا كارثة حقيقية. كل شيء يتم ضد الرعاية الاجتماعية”، تقول إحدى الناشطات التي تعبر عن شعورها بالإحباط بسبب ما تراه انفصالًا كبيرًا بين القيم التي يروج لها الحزب وبين السياسات المتبعة في الحكومة.
هذه النتائج المؤلمة تجعل الحاجه إلى إصلاح عميق في الحزب أكثر إلحاحًا، وهو ما يفسر الانخراط الواسع للمواطنين في نقاشات هيرستال والبلديات الأخرى.
ووفقًا للمشاركين في هذه الفعاليات، فإن الهدف هو “إعادة إطلاق المشروع الاشتراكي”، معتمدين على المبادئ التاريخية للحزب لكن مع تكييفها لمواجهة التحديات المعاصرة.
تجديد الحزب في ظل الأزمات الاجتماعية والسياسية
وفي هذا الإطار، أكدت الناشطة الاشتراكية ليندا رايندرز على أهمية العمل الجماعي، مشيرة إلى أن الحزب بحاجة ماسة إلى تجديد نفسه بما يتماشى مع القيم الأساسية له. وأضافت: “من المهم أن نبدأ على أسس تُمكّننا من التطور بشكل أفضل، والأهم من ذلك، مساعدتهم على تحسين حياتهم الاجتماعية والاقتصادية”.
في الوقت نفسه، دعا فريدريك ديردن، عمدة هيرستال، إلى اليقظة في ظل تصاعد الشعبوية على مستوى الاتحاد الأوروبي، قائلاً: “لا نشهد صعودًا واضحًا، ولكن ربما من خلال لهجات في بعض الأحزاب. أعتقد أننا يجب أن ننتبه لهذا الأمر.” وهو ما يبرز القلق المتزايد بشأن الاتجاهات السياسية السائدة في الوقت الراهن.
إمكانية تغيير الاسم: هل يعيد الحزب الاشتراكي تعريف هويته؟
ورغم أن الحزب الاشتراكي يسعى إلى إصلاح عميق، إلا أن الحديث عن إمكانية تغيير اسمه التاريخي بات مطروحًا. هذه الخطوة قد تكون جزءًا من عملية إعادة التصميم الشاملة التي ستستغرق عامين كاملين، مما يشير إلى أن الحزب على وشك إعادة تشكيل هويته بشكل جذري.
وكالات
Average Rating