مواجع الفراق والوحدةِ في زمن الكورونا
جهاد الدبس – كاتب لبناني مقيم في بلجيكا
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_الموتُ في زمنٍ يَزيد من مواجع الفراق والوحدةِ والألمُ … لايجوزُ القيام بمراسيم الجنائز التقليدية وتقديم التعازي لأهالي الموتى . وأما الحجر الصحي فهو مصير عائلة الفقيد الذي فارق الحياة ووقع ضحية الفايروس اللعين الذي أصاب العالم أجمع فالنصر الأول لهذا الفيروس الملعون هو النصر المؤقت على العلم أولاً !!! الذين لا يزالوا قائمين على البحث عن دواء أو عقار للقضاء عليه. وأما النصر الثاني فهو النصر على المرجعيات الروحية بجميع أديانها التي تؤمن بان الموت هو عدالة الله على الأرض . لكن المرجعيات للأسف الشديد تخشى الموت ، تناسوا احترام طقوس مراسيم دفن موتاهم بطريقة ترضي الله وعباده . أتخشون فيروس لم يرى بالعين المجردة !! لم يستطيع العيش إلا في خلية حية!!! أتخشون الموتى قد يعطسون في وجوهكم وينتقل الفايروس اللعين لعروشكم!!! تباً لتلك القوانين التي لا تحترم الإنسان والإنسانية ولا تحترم الحي فكيف بنا أن نحترم موتانا !!!! ماذا يحدث في هذا الوطن الذي مرَّ الدهرُّ والظلم عليه !!! ما هذا البلد؟ هل هو غضب الله أم غضب الأرواح والدماء التي أسفكت فيه !!! لماذا هذا الجمود الروحي والإيماني الذي أنسانا لهذا الحد تعظيم طقوس موتانا وأحبتنا وأهالينا وطريقة دفنهم بطريقة دينية روحية إنسانية !!! أيعقل أن تُدفن الموتى من دون مراسيم دينية كانت أَم فقهية !!ونحن لم نحترم قوانين ديننا الحنيف ،والكل يردد إن الموتى يجب إكرام دفنهم !!! أين الكرامة أيها العالم وفي بلدٍ يعتبر نفسه بأنه خير أمةً أُخرجت للناس . في فكر الغرب الذي يعتبرهم البعض كفّاراً !!!! يضعون الموتى في توابيتٍ ويصلى عليهم في الكنائسِ قبل الدفن وهم ضحايا الفايروس اللعين !!!! وإن كنتم في بلدٍ إسلامي تطبقون تعليمات الدين الحنيف وقوانين الصحة العالمية !!! فالعلم أثبتَ أن الفيروس ينتقل عن طريق الرطوبة في الهواء … أليس هذا الفيروس اللعين كشف سترنا وعيوبنا ؟ وعزى بؤسنا وعرى قبحنا وفضح جهلنا !!! ألا من الأجدر بنا أن نتعلم من الغرب في احترام طقوس دفن ضحايا الفيروس اللعين ألا نستطيع تقديم الضمانات الصحية والاجتماعية والإنسانية التي يقدمها الكفّار على حد قول الجهلاء ، وتقديم المساعدات إلى الفقراء في بلدٍ أصبح ضحيةً السرّاق بالإضافة الى النهب والسلب لكل من هب ودب . إلى متى يبقى الفقراء وضحايا الفساد يعيشون على الصدقات محرومين من ثرواتهم في بلدٍ يفشى به الوباء والصراع على الكراسي تطغى على الإعلام ورجل الدين يبصقُ في افواهِ الساذجين والجهّلاء ، كلقاح ضد الوباء ، أين العِلمُ أيها العقلاء !!! السلام على جميع ضحايا الفيروس اللعين الذي لَقَّنَّ العِلمُ وأعطاه درساً لن ينساه. شكراً لكَ أيها الفيروس اللعين الذي كشفت العيوب، وَعَرَّفتنا من هو العدو ومن هو الصديق في زمنٍ يفتقرُ إلى الإنسانية
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_