إعادة الرؤى النقدية للمسرح الغنائي عند أبي خليل القباني

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_إلى أي مدى يمكن أن نعتبر الرؤى النقدية لتاريخ المسرح الغنائي مقبولة ويمكن الاعتماد عليها كما وردتنا؟سؤال يتجلى لنا عندما نحاول أن نتمعن في تاريخ الأعمال الفنية للمسرح الغنائي على الرغم من أنه من الفنون الهامة والقليلة نسبياً فالكتابات الواردة عن المسرح الغنائي علينا أن نعيد فيها النظر حالياً هذا الرأي جاء من خلال مراجعة خاصة لما كتب عن أعمال رائد المسرح الغنائي العربي أبو خليل القباني هذا الفنان السوري الذي يمكن تسميته بشابلن المسرح لأنه فنان استثنائي استطاع خلق مسرح غنائي رغم العقبات الاجتماعية والدينية فهاجر به ليخلق منه حالة فنية عروبية مختلفة  فظهرت عنه دراسات نقدية وتأريخية منذ سبعينات القرن الماضي لكنها رغم كثرتها تعتبر قاصرة عن تشكيل الحالة الفنية الموسيقية لهذا المسرح الغنائي فالكتابات التي وضعت عن بدايات المسرح العربي عموماً والغنائي خصوصاً كانت دعايات لهذا الفن الجميل دون النظر لحيثيات القيمة الفنية, بينما الكتابات النقدية اللاحقة كان النقاد يحتكمون إلى أذواقهم فيما يصدرونه من أحكام, فكانت آراءً متفرقة اعتمدت على المشاهدة أكثر من الدراسة المنهجية , نضيف على ذلك الاختلافات والإشكاليات التي لاحظناها في كتابات تلاميذ القباني ومن أخذ عنه وجاءت في صميم الحالة الفنية الموسيقية رغم كون الكتاب معاصرين له , فلماذا نجد كل هذا الاختلاف في تلك الكتابات؟ خاصة أسماء المقامات أو الإيقاعات ؟ مع العلم أن مدرسة القباني للمسرح الغنائي خرجت رواداً من الموسيقيين, أضافوا مناهج جديدة في الموسيقا وسار فنانون على هديها أعطوا بسببها سماتً للفنون والموسيقا العربية ضمن مسارحهم وموسيقاهم, فمنهم من قدم ألحاناً جديدةً و طرقاً وأساليب في التأليف الموسيقي والتلحين لم تكن معروفة قبلهم, ومنهم غير الفكر والأسلوب الفني بعمق في المسرح الغنائي, بحيث أصبحت الموسيقا بعدهم مختلفة, لأنهم قدموا قواعد جديدة وأعطوا منهجاً حديثاً , لم يتغير حتى ظهور السيد درويش .

إن إعادة النظر في الرؤى النقدية وإعادة تقييم وتقويم المسرح الغنائي للقباني بشكل صحيح ومختلف موضوع هام  سيقدم مادة خصبة للدراسات البحثية يمكننا أن نصل من خلالها لاستنتاجات هامة بين ما تم استنباطه من التراث وماتم تحديثه واستمراره على أن الصعوبة الحقيقية في هذا النوع من بحوث المسرح الغنائي تأتي لعدة أسباب  الأول غياب التدوين والتسجيل والثاني ما أبدعه القباني من ألحان وما استمده من الموروث أما الثالث فهو ضياع الألحان الدرامية أو اقتباسها من قبل غيره فالكثير من ألحانه ربما تناثرت بين كتب سورية لبنانية مصرية لذا تبقى الدعوى قائمة لإعادة النظر بالرؤى النقدية لأعمال المسرح الغنائي عامة ومسرح القباني خاصة .

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post نتيجة التخبُّط بين ثقافتين
Next post بلجيكا تعاني من مشكلة الأقنعة غير الصالحة