العزوف عن المقاومة والعبودية الآتية!
مشعل يسار
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_أسطوانة الإرهاب الدولي المزعوم استمرت قرابة 20 عاماً منذ أحداث أيلول 2001 في الولايات المتحدة. لكن الإرهاب كان له عنوان واضح. فهو لم يكن إرهابا صادراً عن أفراد مجرمين على وجه العموم كما زعموا وكذبوا ودجلوا وعجلوا في إرسال العديد من الناس إلى لقاء ربهم، بل كانت تدبره الاستخبارات في مختلف الدول تارة هنا وتارة هناك لتأكيد كذبتها. فصارت قصة الإرهاب الدولي كقصة راجح. والكل يعلم – وهو ما أقرت به هيلاري كلينتون وغيرها – أن صانعي القاعدة وداعش والنصرة وغيرها من التنظيمات الإرهابية كانوا استخبارات أميركا وإسرائيل ومعها الإنتليجنس سرفيس البريطانية العتيقة في الكار.ولكم انعكست الأعمال الإرهابية هذه وبالاً على حياة الناس العاديين من تقتيل وتقييد لحركتهم سواء اليومية أو خلال أسفارهم لا سيما في المطارات كل المطارات، حيث كانوا في فترات ما يجبرونك على أن تخلع ثيابك وحذاءك وقشاطك ويصورونك بالأشعة ويمنعونك من حمل زجاجة ماء أو بيرة إلا إذا اشتريتها في المطار بأضعاف سعرها. ومع ذلك ثمة كثيرون جداً صدقوا كذبة الإرهاب الدولي تلك ولم يعترض أحد على هذه الكذبة التي ابتكرتها مطابخ الاستخبارات المذكورة وروجت لها في باقي البلدان وأخذ الجميع كالببغاوات يكررها ويستعملها في داره ومطاره ليذل الناس ويحقّرها، ولم يفندها مفنّد ولم يتظاهر ضدها متظاهر ولم يفضحها متفذلك خبير، بل خضع الناس كلهم صاغرين لإرهاب الاستخبارات هذه ولمضايقات السلطات.واليوم تتكرر المسرحية المأساوية نفسها ولكن برفع درجة الاستهتار بحياة الناس مع كذبة الكورونا القاتلة بالجملة وقد سموها جائحة عالمية بمبادرة من منظمة الجوائح العالمية المرتشية كسلطات معظم البلدان هذه الأيام إذ أصبح الوباء وراءنا وسخّروا كل هيئات الإحصاء وعلموها الكذب إذا لم تكن قد تعلمته من قبل لأجل تأكيد صدق خداعهم وإدخال الكذبة في روع السذج كحقيقة دامغة لا لبس فيها. فقط العلماء في مجالات الطب الوبائي والفيروسات أنكروا كل هذا الدجل الغوبلزي الجماعي وأطلقوا عليه اسم العربدة العالمية.للأسف الشديد أننا سنصبح ضحية مضايقات وقيود وانتقاصات من حقوقنا الطبيعية جديدة تبدأ باختبارات فيروس كورونا PCR قبل الصعود إلى الطائرة التي بدأت الآن بعد العربدة التي دامت أكثر من شهرين وباستحداث جواز طبي إجباري إضافة إلى جواز السفر العادي يظهر أنك غير “مكورن” وسيتطور هذا إلى تلقيح إجباري وإلا لن تسافر إلى مكان في العالم وستبقى كبزاق الصخور في المكان الذي ولدت فيه، ويتلوه ما عرف بإدخال الرقاقة الإلكترونية إلى جسمك إما علناً أو سراً عبر التلقيح. وبهذا يحصلون على كل المعلومات عن حياتك ونشاطك تحركاتك وأمراضك وأصدقائك وصديقاتك وعشيقاتك، أي أنك تصبح رقماً بين أرقام وحسب في عالم البشر الذي سيمكن وصفه بأنه عالم البقر على الأرجح، يعلفونك إذا كنت حلّاباً ويذبحونك إن كنت غلاّباً…
هكذا كان يعامل العمال في روسيا القيصرية قبل ثورة أكتوبر. قرأت هذا في عدد من جريدة البرافدا صادر في تلك السنوات التي سبقت الثورة، فيناديهم مدير العمل بأرقامهم لا بأسمائهم.كل هذا على وقع الكلام المعسول المخصص للعقل المغسول الذي طالما سمعناه وشنفنا آذاننا به عن الحرية الفردية والجماعية وتمثالها وعن الديمقراطية في ظل الأنظمة الرأسمالية الليبرالية. والناس تستمع إلى كل هذا الهراء وبالأخص “المثقفون” منهم و”تشط ريلتها” لدى سماع هذا الكلام الجميل ظاهراً والقبيح باطناً، هذا الانتهاك الفاضح لكل الدساتير وشرعة حقول الإنسان لكل تاريخ المجتمع البشري.أيها الناس! لن يبقى لكم سوى أن تودعوا حريتكم وتقطعوا كل صلة لكم بماضيكم إن كنتم راضين عما يجري ولم تقاوموه بإدراككم، بأظافركم، بالسلاح تحملونه ضد الاستعباد الرأسمالي الزاحف من أعماق القرون الوسطى وما قبل الوسطى، وستتذكرون أن سبارتاكوس هم لكم ومنكم وأن مصيركم الأسود بات محسوما لقرون وقرون وربما إلى الأبد.أنتم لم تثوروا خلال السنوات العشرين الماضية على بدعة الإرهاب الدولي ومفتعليها وما أكثر ما نرى بينكم من يصدق الكذبة الجديدة الأفظع اليوم. وقد سبق لغوبلز أن قال إن الكذبة كلما كانت أفظع كان تصديقها من قبل العامة أضمن وأسرع!ليس من حل للبشرية سوى الاشتراكية التي تجعل كل ملكية وسائل الإنتاج ملكية لعامة الناس وليس لأفراد يتصورون أنهم آلهة ويتوقون إلى أن يبرهنوا للناس العاديين أن غضبهم هو غضب الآلهة. فإذا وقع على بني البشر فإنه سيكون قاسياً جداً ولن يوفر كالطوفان أحداً.
الحوار المتمدن