الاستخبارات الروسية .. تنامي عمليات التجسس داخل ألمانيا
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_تشهد العلاقات الألمانية والروسية توتراً متصاعدا على خلفية أنشطة تجسسية وهجمات معلوماتية قامت بها روسيا على الأراضي الألمانية ، وذلك من أجل الحصول على معلومات إستراتيجية.ومن بين المعلومات التي تم استهدافها البريد الإلكتروني الشخصي للمستشارة الألمانية”أنغيلا ميركل” . واستهداف البوندستاغ ومئات السياسيين الألمان.بالإضافة إلى أن روسيا تدعم عدداً من قيادات اليمين المتطرف في ألمانيا وفيما يلي نوضح أبرز الممارسات الروسية في ألمانيا وأسبابها .
معسكرات تدريبية لليمين المتطرف على الأراضي الروسية
كشف تقرير صادر عن مجلة فوكس الألمانية في 5 يوينو 2020أن متطرفين يمينيين ألمان تلقوا تدريبات في معسكر تدريبي تابع لجماعات روسية متطرفة. ويستند التقرير على مصادر استخباراتية أكدت أن عددا من أعضاء جناح الشباب في “الحزب الوطني الديمقراطي” اليميني المتطرف والحزب اليميني الأصغر “الطريق الثالث” أكملوا تدريبا شبه عسكري وتمضى المجلة قائلة، إن السلطات الألمانية على علم بوجود هذه المعسكرات لكنه لا يمكنها ولأسباب قانونية منع المشتبه بهم من السفر إلى روسيا. وحسب فوكوس ترجح السلطات أن الرئيس فلاديمير بوتين على علم بوجود هذه المعسكرات لكنه يغض الطرف عنها.
استحواذ الاستخبارات الروسية على بريد ميركل الإلكتروني الشخصي
القراصنة الروس تمكنوا من الاستحواذ على كومبيوتر مكتب المستشارة لعدة أيام، كما ذكرت صحيفة “تاغسشبيغل” الصادرة في برلين في 8 مايو 2020. واستندت الصحيفة لمعلومات من مصادر قريبة من الدوائر الأمنية أكدت لها أن الهجوم على البرلمان بدأ بحيلة. إذ تلقى النواب رسالة إلكترونيًا زائفة زعمت أن مصدرها الأمم المتحدة، بمضمون يتعلق بالصراع بين روسيا وأوكرانيا. وبمجرد النقر على رابط التقرير المزعوم يتم الوصول لصفحة محملة ببرامج خبيثة وفقا لـ”DW” فى 18 مايو 2020. وأفادت وسائل إعلام ألمانية أن بين المعلومات التي نسخها قراصنة عام 2015 كانت معطيات من بريد ميركل الإلكتروني الشخصي. واستهدف ذلك الهجوم أيضا البوندستاغ (البرلمان الألماني.
هجمات إلكترونية روسية على الأجهزة الحكومية الألمانية
تحدثت “ميركل” عن إستراتيجية “الحرب الهجينة” في روسيا، التي تتضمن “الإرباك” و”ليّ الحقائق”، وقالت: “يتعين علينا أن ننتبه لهذه الحرب، التي لا يمكننا نسيانها بسهولة… هذا ليس مجرد عمل عشوائي، بل إستراتيجية تُطبق هناك”.وفي المقابل، أكدت المستشارة أنها تريد الاستمرار في السعي من أجل إقامة علاقة جيدة مع روسيا، موضحة في الوقت نفسه أن هذه الواقعة ستعطل تحقيق “تعاون مفعم بالثقة” بين البلدين. وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك عواقب محتملة ضد روسيا، قالت ميركل: “بالطبع نحتفظ دائما بحقنا في اتخاذ الإجراءات، حتى ضد روسيا” وفقا لـ”DW” فى 13 مايو 2020 . الاستخبارات الروسية وقف فريق “سنيك” أي “الثعبان” التابع للمخابرات الروسية وراء الهجوم الإلكتروني على شبكة الإنترنت الخاص بالحكومة الألمانية، بينها وزارتا الدفاع والخارجية في برلين، كما أعلنت ذلك دوائر رسمية ألمانية. وكانت وكالة الأنباء الألمانية قد ذكرت يوم أمس الأربعاء نقلا عن مصادر أمنية لم تحددها أن نفس مجموعة القراصنة الروس المتهمين بالوقوف وراء الهجوم على نظام المعلوماتية للبرلمان الألماني في 2015، اخترقت الآن شبكة حكومية أوسع تضم وزارتي الخارجية والداخلية وفقا لـ”DW” في 1 مارس 2018.
أسباب ومخاطر للتدخل الروسي في الانتخابات الألمانية
أعلنت الحكومة الألمانية الاثنين إنها تراقب بـ”اهتمام متزايد” مخاطر تدخل روسي أو حملة معلومات خاطئة مصدرها روسيا للتأثير على الانتخابات الأوروبية في العام 2019. وأعربت الاستخبارات الألمانية عن قلقها من إمكانية أن تحاول روسيا التأثير على سير الانتخابات ، من خلال نشر أخبار مزيفة في وسائل الإعلام وفقا لـ”فرانس24″ في 13 مايو 2019.و ومنذ حملة الانتخابات التشريعية الأخيرة في عام 2017، أعربت ألمانيا أكثر من مرة عن قلقها من محاولات روسيا خصوصاً التأثير بالحياة السياسية. الاستخبارات الروسية أصدرت وكالة الاستخبارات الألمانية الداخلية تحذيرا من مغبة الدعاية الروسية وتأثيرها على سلوك الناخبين في الانتخابات الألمانية وفقا لـ”DW” فى 9 ديسمبر 2018.وبحسب رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور السابق” هانز جورج ماسين”، فإن الدعاية والتضليل المعلوماتي والتجسس أو الإرهاب الإلكتروني، هي بعض من التهديدات المحتملة التي تضع الديمقراطية الغربية في خطر، وأن استخدام النت يجعل من التهديد أمرا سهلا. وقال ماسين في حوار مع الصحفيين في برلين، “إن العلاقة المتغيرة في المعلومات المتاحة بين مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، تُعد مدخلا مثاليا للتضليل المعلوماتي”. الاستخبارات الروسية…تشعل الحرب الباردة من جديد مع ألمانيا
اغتيال معارضين روس على الأراضي الألمانية
أعلنت وزارة الخارجية الألمانية طرد اثنين من موظفي السفارة الروسية في برلين، على خلفية مقتل مواطن جورجي في برلين أغسطس 2019.واتهمت ألمانيا روسيا بعدم التعاون مع التحقيق في قضية مقتل زيلمخان خانغوشفيلي، القائد السابق الذي قاتل في صفوف شيشان مناهضين لموسكو وفقا لـ”BBC فى 4 ديسمبر 2019. ووفقا لتقرير سابق لمجلة “شبيغل” هناك أدلة تؤكد مشاركة السلطات الروسية بنشاط في خلق هوية مزيفة للمشتبه فيه بارتكاب الجريمة. ومن بين هذه الأدلة وجود إشارات حذف الاسم الذي استخدمه المشتبه فيه من بنك الأوراق الثبوتيه الروسية. الاستخبارات الروسية وتتعالى الأصوات في برلين، لتغيير جذري في التعامل مع الأنشطة التجسسية الروسية في ألمانيا المتزايدة، باعتبارها إستراتيجية حربية وليست حالات معزولة. وهناك تعاون بين الأجهزة الأمنية في ألمانيا لتحديد كيفية الرد على روسيا . الاستخبارات الألمانية .. على المحك في مواجهة قرصنة المعلومات.
هجمات إلكترونية روسية على البرلمان الألمانى -الإستخبارات الروسية
أكدت المستشارة الألمانية “أنغيلا ميركل ” ميركل إن المحققين تمكنوا من تحديد مشتبه به في عملية القرصنة عام 2015 على البرلمان الألماني “البوندستاغ” وتابعت “للأسف، النتيجة التي توصلت إليها هي أن هذا الأمر ليس بجديد”، لافتة الى أن “التضليل على الإنترنت وتحريف الوقائع هما جزء من إستراتيجية روسيا”. واصفة تكتيكات التجسس هذه بأنها “مزعجة”. وفقا لـ”يورونيوز” في 15 مايو 2020. الاستخبارات الروسية أكد جهاز الاستخبارات الداخلية الألمانية في 13 مايو 2016 وفقا لـ”مونت كارلو” أن لديه “أدلة” تشير إلى وقوف السلطات الروسية وراء حملة هجمات معلوماتية كان أكثرها نشاطاً وشراسة تلك التي عرفت باسم “سوفاساي/ا ب ت 28” واستهدفت خصوصا الغرفة السفلى في البرلمان الألماني. وأضاف الجهاز في بيان أنه يملك “أدلة على إدارة الدولة الروسية” للعملية التي نشرت برمجيات طروادية في أجهزة كمبيوتر. كما تحدث البيان عن “هجمات معلوماتية أجرتها الاستخبارات الروسية” من اجل “الحصول على معلومات إستراتيجية”.
أسباب تنامي أنشطة روسيا على الأراضي الألمانية – الاستخبارات الروسية
كشفت تقرير لـ”صحيفة الشرق الأوسط” فى 6 يونيو 2020 عن تقارير إعلامية عن تلقي نائب في البوندتساغ (البرلمان الألماني) من حزب «البديل لألمانيا» دعماً روسياً للفوز بالانتخابات. وبحسب تلك التقارير، فإن موسكو أرادت بدعمها لـ”ماركوس فرونماير” الذي دخل البرلمان فعلاً، أن يكون لها نائبها الذي تتحكم به بشكل كامل في البوندستاغ . وذكرت التقارير عن أوراق روسية مسربة، أن موسكو أرادت من النائب أن يدفع باتجاه علاقات روسية – ألمانية أفضل، وكذلك يدفع باتجاه رفع العقوبات الأوروبية المفروضة على موسكو بسبب ضمها القرم. ولم يكن هذا النائب وحده الذي ارتبط بروسيا، فأكثر من سياسي في البديل لألمانيا سافر إلى القرم ، وعاد ليدافع عن سياسة موسكو في أوكرانيا، ويطالب برفع العقوبات الأوروبية عن روسيا.
الخلاصة
تصاعد التوتر بين روسيا ودول أوروبا وألمانيا على وجه الخصوص بعد عمليات وأنشطة تجسسية ومحاولات اغتيالات على الأراضي الأوروبية، وتنفيذ مخططا للاعتداء على سياسيين أوروبيين من قبل روسيا، كتسميم الجاسوس الروسي السابق “سيرجي سكريبال” وابنته على أراض بريطانية العام 2018. ومن الواضح أن روسيا تعتمد تلك الممارسات والأنشطة في أوروبا كورقة ضغط لتحسين العلاقات مع دول أوروبا ولاسيما ألمانيا. وكذلك لرفع العقوبات الأوروبية المفروضة على موسكو بسبب ضمها القرم. يرى خبراء الغربيون أن الاستخبارات الروسية تتبع “إستراتيجية إرباك” واسعة ضد الديموقراطيات الغربية، تشمل التدخل في الانتخابات ودعم الاتجاهات الشعبوية في الغرب واستهداف الوكالات الدولية ونشر الأخبار الكاذبة والمضللة . إن إستراتيجية الإرباك والممارسات الاستخبارية الروسية بالإضافة الانتقادات الألمانية تضع الحكومة الألمانية في موقف محرج خاصة بعدما تم الكشف عن نشاطها الاستخباري المكثف في ألمانيا.وترتبط ألمانيا عادة بعلاقات تجارية وثيقة مع روسيا، وجاءت الأنشطة التجسسية الروسية في ألمانيا في وقت تمد فيه روسيا خط أنابيب رئيسيا للغاز الطبيعي يصل إلى ألمانيا ويعرف باسم نورد ستريم 2. فمن المحتمل أن تلحق تلك الممارسات المزيد من الضرر بالعلاقات الروسية الألمانية .ومن المحتمل أن يتم طرد بعض السياسيين الروس المتوجدين في ألمانيا وهو قرار ليس بالجديد ففي 5 ديسمبر 2019 بعد تورط دبلومسيين في قضية اغتيال مقاتل شيشاني و أعلنت الحكومة الألمانية طرد الدبلوماسيين الروسيين .
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات