الموساد مازال يحوم فوق برلين، تعاون أمني و خلافات سياسية

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_تعتبر العلاقة  مابين ألمانيا و إسرائيل، علاقة خاصة، بسبب عوامل تأريخية، متعلقة في فترة النازية ماقبل الحرب العالمية الثانية و “الهولكوست “، وبسبب عقدة “الهولوكست” مازالت ألمانيا ملتزمة ب أمن إسرائيل” لكن رغم ذلك فإنها أيضا تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتدعم قيام الدولتين وإقرار السلام .

وساطة ألمانية لتبادل الأسرى بين تل أبيب وحزب الله وحماسالاستخبارات

تطرق تقرير  “دي تسايت” الألمانية إلى نهاية عام 2017. عندما زارت “زهافا شاؤول” والدة الجندي أورون، برلين، وطلبت تدخل الألمان في صفقة تبادل الأسرى،  . بالإضافة إلى أنه في شهر مارس  2018. زار وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس إسرائيل، واجتمع مع رئيس الحكومة الإسرائيلية  واتفقا على أن يكون لألمانيا دور في المفاوضات حول الصفقة. الخاصة بتبادل الأسرى، وأوعزت المستشارة الألمانية  لرئيس الاستخبارات الألمانية ، بتولي مهمة الوساطة، وكلّف بدوره اثنين من كبار المسؤولين في جهازه بالمهمة وفقا لـ”الشرق الأوسط ” فى6 مايو 2020.عادت  ألمانيا  وفقا لـ”اندبندنت عربية” فى 15 مايو 2020 إلى دور الوساطة بين حماس وأسرائيل  من أجل إبرام صفقة التبادل الإنسانية لتبادل الأسري، بعدما زار الرئيس الإسرائيلي “رؤوفين ريفلين” ألمانيا في يناير 2020. وكانت المخابرات الألمانية لعبت دورالوسيط في صفقة التبادل الأولى (صفقة شاليط) التي جرت عام 2011، وأفرجت خلالها إسرائيل عن (1027) أسيراً فلسطينياً، مقابل إطلاق سراح الجندي في الجيش الإسرائيلي جلعاد شاليط. وساهمت الوساطة الألمانية في تحريك الموقف بين إسرائيل وحزب الله فى عمليات لتبادل الأسرى ، حيث سلم الوسيط الألماني “جيرهار كونراد” لحزب الله عرضا يتضمن  فقط إطلاق سراح وتسليم جثامين عشرة لبنانييين من مقاتلي حزب الله مقابل أطلاق سراح الجنديين الإسرائيلين “ألداد ريجيف وإيهود جولدفاسر”. كما توسطت ألمانيا في عمليات تبادل بين إسرائيل وحزب الله كان أخرها عام 2004 وشملت مقايضة (400 ) أسير لبناني وعربي برجل أعمال إسرائيلي وجثث ثلاثة جنود أسرهم حزب الله عام 2000 وفقا لـ”DW” فى 27 مايو 2008 .

البرلمان الألماني يتبنى قرارات تجرم معاداة السامية

رحبت إسرائيل  في 16 مايو 2019 بقرار البرلمان الألماني ـ بوندستاغ ـ الذي يعتبر “حركة مقاطعة إسرائيل” معادية للسامية رافضا نشاطها وداعيا إلى مواجهتها. يذكر أن حركة المقاطعة تدعو إلى مقاطعة إسرائيل اقتصادياً وثقافياً وحتى جامعيا، وتطلب خصوصاً مقاطعة البضائع المنتجة في المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة. وتطالب حركة (BDS وهي اختصار لـ”المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات) بإنهاء الاحتلال في الضفة الغربية ومرتفعات الجولان والقدس الشرقية والمساواة التامة في الحقوق للمواطنين الفلسطينيين العرب في إسرائيل وبحق للاجئين الفلسطينيين وذريتهم في العودة.

مبيعات أسلحة ألمانية إلى إسرائيل

العلاقات بين ألمانيا وإسرائيل ذات نوعية خاصة، وستظل دوما مطبوعة بالهولكوست. وكان قد أظهر استطلاع للرأي لمعهد في ألينسباخ أنه في بداية الخمسينات كان هناك (11%) فقط من المستطلعة آراؤهم يؤيدون تعويضا ماليا لتل أبيب بسبب الهولوكوست نقلا عن DW في 14 مارس 2020 . وانطلقت المباحثات الرسمية الأولى بين الجمهورية الاتحادية وإسرائيل في 1952. في البداية تعلق الأمر باتفاقية التعويضات، ثم حصلت اتصالات سرية لصادرات أسلحة ألمانية لصالح إسرائيل. وعندما عُرف هذا في منطقة التوتر الشرق الأوسط في 1964 كان القلق كبيرا. وكان ذلك في النهاية بمثابة الدفعة الأخيرة لبدء علاقات دبلوماسية كاملة وفقا لـ”Dw” في 15 مايو 2018.أعلنت مجلة دير شبيغل الألمانية في 1 يوليو 2017 أن مجلس الأمن الوطني  في ألمانيا أقر صفقة لبيع ثلاث غواصات نووية لإسرائيل بقيمة 1.5 مليار دولار. ويقول  الخبير الألماني “اوتوفريد ناسوار” من مركز المعلومات للشؤون الأمنية عبر الأطلسي:”لقد زودت ألمانيا إسرائيل ما بين الفترة 1998 و2000 بثلاث غواصات تم تمويلها من قبل دافع الضريبة الألماني بنسبة 80 %”. وتتميز هذه الغواصات بقدرتها على حمل العتاد الثقيل وصواريخ بحر- بحر التي تستطيع إغراق السفن. كما أنها تستطيع حمل صواريخ بعيدة المدى، كما أوضح الخبير وفقا لـ”DW”.

التعاون الإستخبارى بين دول الاتحاد الأوروبي و تل أبيب 

عزز الاتحاد الأوروبي علاقات التعاون مع “إسرائيل”، لتصل إلى توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية بينهما. كما يلتزم الاتحاد الأوروبي التزامًا طويل الأمد حيال رؤية قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، من جهتها تسعى فرنسا ومعها إيطاليا لتطوير الدور الأوروبي، وجاء ذلك من خلال دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لانعقاد جلسة لمجلس الأمن، كما أكد المندوبان، الفرنسي والايطالي، في تصريح مشترك عنوانه “لا نوافق” على قرار الرئيس الأميركي، والتأكيد على أن القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين المحتلة وفقا لـ”يورونيوز” في 12 يوليو 2018. الاستخبارات الألمانية و “الموساد”.. تعاون أمني و خروقات من الداخل!

أعرب الاتحاد الأوروبي التضامن مع الدنمارك، وقالت المتحدثة السابقة باسم المفوضية الأوروبية “مايا كوسيانيتش” للصحفيين: “نأسف لأي تهديد لأمن الاتحاد الأوروبي، ونتعامل مع كل حادث بجدية بالغة، لذلك نعرب عن تضامننا مع الدولة المعنية، وهي في هذه الحالة الدنمارك”. وذلك بعد تأكيد أكدت وسائل إعلام إسرائيلية إن الموساد هو من أبلغ نظيره الدنماركي بالمؤامرة الإيرانية، لاغتيال 3 من رموز المعارضة في كوبنهاغن. وإن “المعلومات بشأن التنبيه الإسرائيلي سربت لعدد صغير من الصحفيين”، ثم انتشرت على نطاق أوسع لاحقا وفقا لـ”سكاى نيوز عربية” في 1 نوفمبر 2018. كثفت الاستخبارات الألمانية والموساد من تعاونهما الأمني لاسيما بعد حادثة أولمبياد ميونيخ عام 1972 ووجود اتهامات بالتقصير الأمني. ولعبت ألمانيا دورا مهما في التوسط لإطلاق سراح مئات الأسرى لدى حماس وحزب الله حيث أحرز الوسطاء الألمان  تقدما في المفاوضات بين الأطراف. كما ساهموا في تذليل العقبات لإتمام عمليات تبادل الأسرى  الإسرائيليين . الاستخبارات الألمانية .. على المحك في مواجهة قرصنة المعلومات يرى الخبير في العلاقات الألمانية الإسرائيلية “إلداد باك” عن اعتقاده أن  الاتجاه في ألمانيا منذ (20 ) عاماً يميل نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، والتطبيع يعكس عموماً دلالة إيجابية، لكنه هنا يعني العكس، أي إنهاء وضع العلاقة الفريدة من نوعها مع إسرائيل وفقا لـ”الشرق الأوسط” في  26 أبريل 2017. ذكرت خدمة أبحاث الكونجرس (CRS) فى دراسة  بعنوان (العلاقات الألمانية مع إسرائيل الخلفية والتأثيرات أن ألمانيا تحافظ على علاقة قوية مع تل أبيب عبر رعاية مجالات التعاون الدفاعي والاستخباري. وأشارت إلى أن التعاون الاستخباري يعد حجر زواية في علاقتهما، فعلى الرغم من معارضة ألمانيا أو ادعائها الحياد في بعض المواقف الدولية الخاصة بإسرائيل فإن برلين تساعدها سرًا بالمعلومات والإمدادات الدفاعية. وعلى الرغم من تداول الأخبار الدالة على وجود تعاون استخباري بين البلدين فأن الاتفاقيات والتعاملات الخاصة بهذا الملف سرية ، وأن بين البلدين  لديهما تاريخ طويل وقوي من التعاون السري.

الخلاصة

تبقى برلين ملتزمة بأمن إسرائيل، وتبقى الاستخبارات الألمانية تحظى بثقة الإسرائيليين، لتكون هي الطرف المفاوض في أي عملية لتبادل الأسرى أو الجثامين مابين إسرائيل والفلسطينيين أو مع حزب الله اللبناني، رغم حضر ألمانيا إلى الأخير.لكن رغم ذلك سياسيا، لايمكن إلى ألمانيا التخلي عن المعايير الأوروبية أو المعايير الدولية والاتفاقيات الموقعة أمميا مابين الإسرائيليين والفلسطينيين، خطة حكومة تل أبيب الأخيرة، بضم غور الأردن وأجزاء من الضفة الغربية، رفضته برلين، وحاولت أن تجد موقف أوروبي موحد للحد من الخطط الإسرائيلية في التوسع.التعاون الأمني مابين  الاستخبارات الألمانية والإسرائيلية، مازال قائما، وكلاهما يحتاج الأخر، داخل أوروبا أو في منطقة الشرق الأوسط، خاصة عندما يتعلق الأمر، في حزب الله، والتنظيمات المتطرفة  في منطقة الشرق الأوسط. تبقى العلاقات مابين البلدين تسير على وتيرة واحدة، ربما لا تشهد تطورا، لكن على مستوى الاستخبارات، ربما تشهد تصاعد وتعاون امني أوسع، في زمن تصاعدت فيه الهجمات الالكترونية، السايبر، وكذلك تهديد الجماعات المتطرفة.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الاستخبارات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post من إيديولوجية الرأسمال المتوحش إلى إيديولوجية الرأسمال المؤنسن برهانات الاقتصاد الصحي
Next post هل فات الأوان؟