جثامين الأسرى من الجزائر إلى فلسطين
إبراهيم عطا – كابت فلسطيني
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_مشاهد وصول جثامين شهداء الجزائر، بعد الإفراج عنهم من قبل المستعمر الفرنسي، هزتني ولم تعد تفارق تفكيري منذ ذلك اليوم… فقد ذكرتني هذه المشاهد العظيمة بمشاهد تحرير الأسرى من السجون الصهيونية وشعرت وكأنهم فعلا أحياء وتخيلتهم يرفعون شارات النصر، ويرسمون على وجوههم ابتسامة الأبطال المحررين… شهداء الجزائر عادوا بعد أكثر من مئة عام من الغربة ومن الاعتقال في متاحف الاستعمار البغيض، عادوا كبارا وشامخي الهامات كالجبال، وقد استقبلتهم الجزائر المحررة المستقلة استقبال الأبطال العظماء، لان الجزائر هي فعلا بلد العظماء، وهي بلد الشموخ والعزة والكبرياء …هي بلد الشعب الذي يقدر التضحيات في سبيل الحرية والاستقلال، وهي بلد الشعب الأكثر قربا لفلسطين والفلسطينيين، والأكثر إحساسا بمعاناتاهم والأكثر استعدادا لمشاركتهم خندق النضال لدحر المحتلين الصهياينة عن أراضيهم ومقدساتهم وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك،… هذا المشهد العظيم والمؤلم في نفس الوقت، ذكرني أيضا أنه لدينا، نحن أهل فلسطين، المئات من جثامين الشهداء المحتجزين لدى العدو الصهيوني فيما يعرف بمقابر الأرقام…وذكرني أيضا أن لنا قيادة ضعيفة وخانعة، لا تحرك ساكنا تجاه تحرير هؤلاء الأبطال، ولا تعمل باتجاه الضغط على المحتل وبكل الوسائل، ليس فقط من أجل تحرير جثامين الشهداء المحتجزين لدى العدو، بل أيضا لتحرير آلاف الأحياء من المناضلين القابعين في زنازين الاحتلال منذ عشرات السنين، وبينهم المئات من النساء والأطفال… وقد تمنيت لو تكون لدينا قيادة مناضلة ومقاومة ترفع شعار “أننا قوم لا نترك أسرانا في السجون” مهما كلف ذلك من أثمان وتضحيات، وقيادة تهدد وتنفذ، وترد الصاع صاعين كلما اغتال العدو احد مناضليها أو مواطنيها… تحية إجلال وتقدير لكل شهيد ومعتقل وأسير ينتظر الحرية وصحوة الضمير…
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_