لن أنتظرك مجدداً
الشاعرة رشا الحجي
في إحدى زوايا القلب …
تحديداً بين ثنايا الروح …
في ليلة ظلماء أبصرت نوراً من هناك يشع …
أخذت أبحث عن مصدره
وأقلب ثنايا روحي واحدةّ تلو الأخرى لأجد الصبر ينير قلبي ويتربع في إحدى أوسع زواياه …
لم أكن أعلم أنني صبورةٌ لهذه الدرجة ولم أكن أدري أنني أستطيع أن أتغلب على كل ما من شأنه أن يتلاعب بميزان حياتي ويتغلب على تفكيري …
غالباً يكتشف الإنسان أحد أهم صفاته في لحظات ضعفه أو قوته ..
سألتُ نفسي قبلاً ترى ما الذي فعلته حتى أعاقب بك ؟
أليس الحب هو المعني بتغيير قوانين حياتنا للأفضل ..
ألم يكن الحب في جميع القصص التي روتها جدتي وراء كل تحسن ووراء كل سعادة …
لم مر العيد علي هكذا إذاً غريباً ..كئيباً… فارغاً .. آآآآه منك … أثبت لي اليوم أن كل نظرياتي عن الحب خاطئة وأن جدتي كاذبة ..
وأنه من المفروض علي أن أتعود على الفراغ ..
نعم …..
وبكل ثقة لن أعود للانتظار بعد اليوم …
مع الأسف لقد جعلتني أفقد تلك المتعة بانتظارك …
علي التعود على مرور يومي دون صوتٍ أو رسالة أو حتى وجهٍ يطلُ علي …
يجب أن أعتاد الوحدة حتى لا أحزن كثيراً عندما تغيب مجدداً …
ولم الوحدة ….!
الحياة واسعة جداً لكنني أنا من أضيقها على نفسي ..
ضيقتها عندما ظننتُ أن سعادتي مرتبطةُ بك ولكن سأغير مكاني عساني أجد النور من جديد …
لا تتعجب يا صديقي ..!
لقد مر الوقت وأنا أعدُ دقائق الانتظار
وظننتُ مع مرور الوقت أنني تجاوزت ذلك ولكن لم أكن أعلم أنني ما زلتُ عالقةً في ذلك اليوم
وتلك الساعة تحديداً.
الساعة التي شعرتُ فيها أن كل شيء كان حلماً لا يصدق ..
ياليتك قلت لي أنك ستغيب . .
يا ليتك لمحت …
لكان أجمل من غيابك هذا …
أيقنت الآن يا صديقي أن الحب ليس للحبيب الأولِ
إنما الحب لمن إذا وعد وفى وإذا طلبته أتى وأعطى دون مقابل …
بفضلك سأتجاوزك و أتجاوز شعوري بأن العيد هو أنت وأن كل من دونك أيام …
لن أعود للبحث عن السعادة بين حروف اسمك …
لن أشبهك للصبح في أول شروقه…
أراك تشرق وكل من حولك يغيب ..
سأعيش السعادة ولو تظاهرت ….
سأقلب موازيني و أجعل مزاجي مناسباً للظروف وأبتسم …
كنت وللأسف أؤمن بشدة أن صلة الروح لا تقل شأناً عن صلة الرحم بل وتفوقها أحياناً…
أما اليوم فإن احترامي لذاتي يفوق أي توقع سأبتعد عن كل شيء وعن أي شخص حتى وإن كنت أنت
ولن أنتظرك مجدداً ….
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_