الاتحاد الأوروبي وحلول مساعدة بيلاروسيا

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_يواجه ألكسندر لوكاشينكو الذي أعلن فوزه رسميا في الانتخابات الرئاسية ب80 بالمئة من الأصوات، ويحكم البلاد منذ 1994، ضغطا متزايدا في الداخل والخارج ورفض مرات عدة التنحي.اتخاذ موقف رادع من دول الاتحاد الأوروبي ضد رئيس بيلاروس هو إجراء تكتنفه كثير من الرهانات الدبلوماسية أو لنقل الحسابات السياسية في ظل تباين وجهات النظر بين موسكو والاتحاد الأوروبي بشأن التعامل مع ما يجري في بيلاروس، حيث تطالب بروكسل بوضع سبل كفيلة لدعم المطالب الديمقراطية في البلاد.

بوريل: وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لن يقروا في برلين عقوبات ضد بيلاروس

قال جوزيب بوريل الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي “سنناقش الوضع في بيلاروس. الكل ينتظر حلا سنقترحه. العقوبات سنناقشها، لكن هذا اجتماع غير رسمي، ولا يمكن اتخاذ قرارات بشأن مقترحات سياسية، لذا ستتم الموافقة عليها في وقت لاحق”

سفراء دول أوروبا لدى مينسك دعوا الحكومة الى التفاوض مع المعارضة

وفي حديث له مع يورونيوز قال محمد رجائي بركات خبير في الشؤون الأوروبية-بروكسل:  قبل ساعات قليلة من اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي لاتخاذ قرار إزاء ما يجري في بيلاروس، اجتمع سفراء دول الاتحاد الأوروبي المعتمدون لدى بيلاروس مع السيد/ فلاديمير ماكيي وزير الخارجية وأبلغوه ان الاتحاد الاوروبي غير راض عن ملاحقة السلطات في بيلاروس لأعضاء المعارضة وخاصة اعضاء المجلس التنسيقي للمعارضة ودعوا الحكومة الى التفاوض مع المعارضة”.

ما مدى تأثير العقوبات على مجريات الاحداث في بيلاروس؟

ومضى قائلا “من المتوقع أن يقرر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اتخاذ عقوبات فردية ضد الأشخاص الذين ساهموا في قمع المتظاهرين وكذلك الأشخاص المسؤولين عن تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة” مضيفا ” لا أعتقد أنه سيكون لهذه العقوبات أي تأثير على مجرى الأحداث حيث إنه يبدو ان دول الاتحاد الاوروبي لا تريد التدخل بشكل مباشر في الأحداث الجارية هناك لا سيما بعد الاتهامات التي وجهت للاتحاد الأوروبي بهذا الخصوص” موضحا في سياق آخر” تحاول دول الاتحاد الاوروبي الضغط بشكل غير مباشر على حكومة بيلاروس عن طريق طلب زيارة السجون للاطلاع على أوضاع المعتقلين وعدم تعرضهم للتعذيب”

مستقبل الاتفاقات الثنائية ما بين بروكسل ومينسك

وكان الاتحاد الاوروبي قد ابرم اتفاقيات مع بيلاروس في بداية شهر يناير ٢٠١٧ ضمن إطار سياسة الجوار الأوروبية ومن المعلوم أن الاتحاد الأوروبي يفرض على الدول الشريكة بند احترام حقوق الانسان ودولة القانون.وأضاف محمد رجائي بركات خبير في الشؤون الأوروبية ” من المستبعد أن يتخذ الاتحاد الأوروبي حاليا مواقف متشددة ضد بيلاروس كفرض عقوبات اقتصادية وغيرها”.

ماهي الخطوات الإضافية التي سيتخذها الاتحاد الأوروبي؟

وناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في برلين أثناء جلسة عمل التطورات في بيلاروسا، والخطوات الإضافية التي سيتخذها الاتحاد الأوروبي.كما تناول الاجتماع القضايا الاستراتيجية في مجال السياسة الخارجية والأمنية في أوروبا. وطالبت ليتوانيا دول الاتحاد الأوروبي بتفعيل استجابة أقوى إزاء ما يحدث في بيلاروس

ليناس لينكيفيسيوس، وزير خارجية ليتوانيا:

“يتعين علينا فرض عقوبات ضد حكومة بيلاروس ويجب أن يكون نطاق العقوبات كبيرا أيضا تماما كما حدث بعد انتخابات 2010 وبالتأكيد هذا أقل ما يمكننا القيام به.”قبل عشر سنوات ، فرضت دول الاتحاد الأوروبي عقوبات طالت 170 شخصًا من بينهم لوكاشينكو ، وثلاث شركات ، في أعقاب القمع العنيف للاحتجاجات الشعبية التي أعقبت انتخابات 2010 الرئاسية في بيلاروس.لكن في عام 2020 ، اعتماد دول التكتل لسيناريو مشابه جعل دول الاتحاد الأوروبي منقسمة على نفسها بشأن الكيفية اتي ستفرض بها العقوبات.

إيفان كوركوك، وزير الخارجية السلوفاكي:

“من المهم أن نرد على أولئك الأفراد في نظام بيلاروس الذين تورطوا وانخرطوا في أعمال عنف ضد المتظاهرين وقاموا بتزوير الانتخابات. وأود أيضًا أن أقول إنه ينبغي علينا مساعدة المتظاهرين السلميين”

الاتحاد الأوروبي لا يعترف بنتائج الانتخابات

هذا و أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في وقت سابق أن الاتحاد الأوروبي لا يعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية في بيلاروس، وذلك في أعقاب قمة طارئة لقادة الدول الأعضاء في التكتل. وشدد ميشال حينها على أن الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب الشعب البيلاروسي، وأعلن أن التكتل يتّجه إلى فرض عقوبات على عدد “كبير” من مسؤولي نظام الرئيس ألكسندر لوكاشنكو.من جهتها ذكرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين، أن الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم الانتقال الديمقراطي السلمي للسلطة في بيلاروس.

وأضافت: “نحن نقف مع شعب بيلاروس الذي يريد الحريات الأساسية والديمقراطية”.

ألمانيا تهدد بتوسيع نطاق عقوباتها ضد مسؤولين بيلاروسيين

كما هددت ألمانيا التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي، بتوسيع نطاق عقوباتها ضد مسؤولين بيلاروسيين، بعد العنف الذي قوبلت به التظاهرات المطالبة بتنحي لوكاشنكو في أعقاب إعادة انتخابه المثيرة للجدل.وأعلن المتحدث باسم المستشارة الألمانية ستفين شيفرت “ننظر باحتمال تمديد العقوبات على مسؤولين آخرين” في البلاد ما لم يتحسن الوضع على الأرض.

لائحة بأسماء الأشخاص المتهمين بتنظيم وتنفيذ عمليات القمع في بيلاروس

وقرر الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على بيلاروس على خلفية القمع خلال اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد. وقرروا وضع لائحة بأسماء الأشخاص المتهمين بتنظيم وتنفيذ عمليات القمع في بيلاروس، وعرضها على الدول الأعضاء لإقرارها.ولا تزال بيلاروس خاضعة لحظر بيع أسلحة ومعدات يمكن أن تستخدم في القمع. ويمنع على أربعة مسؤولين منذ عام 2016 السفر إلى الاتحاد الأوروبي مع تجميد أصولهم فيه. وستضاف أسماء جديدة إلى هذه اللائحة.

وأوضحت أن المفوضية الأوروبية ستقدم 53 مليون يورو لدعم شعب بيلاروس. وفي حين أن ثلاثة ملايين يورو سوف تذهب لضحايا القمع ودعم المجتمع المدني، فإن نصيب الأسد سوف يكون لدعم طارئ فيروس كورونا. تشجيع إقامة حوار مع المعارضة

كما حض القادة الأوروبيون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الضغط على لوكاشنكو، حليفه الرئيسي، من أجل تشجيع حوار مع المعارضة.وتلقى لوكاشنكو الذي يواجه أكبر موجة احتجاجات ضده منذ توليه السلطة عام 1994، دعم حليفته موسكو رغم التوترات المتكررة بين الطرفين.

الكرملين: نرفض جميع محاولات التدخل الخارجي في شؤون بيلاروس الداخلية

شدد الكرملين على رفض جميع محاولات التدخل الخارجي في شؤون بيلاروس الداخلية. وحذر من أن تؤدي التدخلات إلى تصعيد الأزمة بعد الانتخابات. الحكومة الألمانية أوضحت من جانبها أن اتصال بوتين وميركل شدد على ضرورة عودة الهدوء، وطالبت سلطات بيلاروس بنبذ للعنف، والإفراج عن السجناء السياسيين.وعن موقف الكرملين في حال طبقت عقوبات على بيلاروس؟ قال لنا محمد رجائي بركات خبير في الشؤون الأوروبية : “لا أعتقد أن الكرملين سيتبنى موقفا متشددا إزاء الاتحاد الأوروبي نظرا لانعدام تأثيرالعقوبات على مجرى الأحداث هناك، إلا في حال تغيير الموقف الأوروبي وتشدده وأستبعد ذلك”.

بوتين: قوة شرطة روسية مستعدة لدعم رئيس بيلاروس

وفي سياق متصل دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كل الأطراف في بيلاروس، التي تشهد حركة احتجاجية غير مسبوقة منذ الانتخابات الرئاسية في 9 أغسطس، إلى “إيجاد حل للأزمة”. وقال الرئيس الروسي “نحن متأكدون بأن كل المشاركين في هذه العملية يتحلون بالحكمة، بعيداً عن أي تشدد، لإيجاد حل” للأزمة. وذكر بوتين أيضا بان الأزمة في بيلاروس هي “شأن المجتمع والشعب البيلاروسي” مضيفا انه من وجهة نظره “نحن نتصرف بطريقة أكثر تحفظا وحيادية من الكثير من الدول الأخرى … سواء الأوروبيين أو الأميركيين”.

نفوذ الاتحاد الأوروبي في بيلاروس

وحول المساعدة الأمنية التي وعد بيلاروس بها وأعلن عنها في منتصف اغسطس نظيره الكسندر لوكاشنكو قال الرئيس الروسي ان بلاده “لديها التزامات” تجاه بيلاروس وستنفذها. وأضاف “لكننا اتفقنا بانني لن أستخدم تلك القوة الى حين يكون الوضع خارجا عن السيطرة وحين تتجاوز بعض العناصر المتطرفة بعض الضوابط مثل إحراق سيارات ومنازل ومصارف أو محاولة الاستيلاء على مبان إدارية”.من جانبها نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزير الخارجية الروسي #سيرغي_لافروف قوله، إن من المستحيل إثبات عدم فوز رئيس بيلاروس #ألكسندر_لوكاشنكو في انتخابات التاسع من آب في غياب المراقبين الدوليين.

وأضاف أن موسكو تدعو إلى إجراء حوار وطني حقيقي واسع النطاق في بيلاروس بعدما أدت انتخابات الرئاسة المتنازع على نتائجها إلى احتجاجات واضطرابات دامت أسبوعين. وفي حديث لها مع يورونيوز قال كريستي رايك من المركز الدولي للدفاع والأمن-إستونيا.

“إن نفوذ الاتحاد الأوروبي في بيلاروس محدود للغاية ، على عكس نفوذ روسيا ، لذلك على المدى القصير ، قد لا يكون للاتحاد الأوروبي أي تأثير على ما يجري. ومع ذلك ، أود أن أقول إن الدعم الإنساني المعنوي والعملي للمتظاهرين في بيلاروس والمجتمع المدني مهم للغاية “.يطلب الاتحاد الأوروبي من الرئيس لوكاشينكو إجراء انتخابات شفافة جديدة ، رغم أن هذا ليس خيارًا في الوقت الحالي للنظام الحاكم.

ديفيد ماك أليستر، عضو البرلمان الأوروبي ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في برنامج السياسة الأوروبية:

“نحن مع الديمقراطية وسيادة القانون والانتخابات الحرة والنزيهة، ولهذا يجب أن تتم هذه الانتخابات الجديدة تحت إشراف المنظمات الدولية والأفضل برأيي أن تكون تحت إشراف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لأن هذه المنظمة لا تضمّ الدول الأوروبية فحسب ، بل تضم أيضًا الولايات المتحدة وكندا وبيلاروس وروسيا “.

ليلينا ميليتش من مركز الدراسات الأوروبية الأطلسية- بلغراد:

“أعتقد أن ما فعله الاتحاد الأوروبي بشكل صحيح هو رفض نتائج الانتخابات في الوقت المناسب. أعتقد أن محاولة الوساطة بين أحزاب المعارضة والمؤسسات الانتخابية والنظام القائم سيكون أمراً جيداً لأن الوساطة ستضفي الشرعية على المعارضة وهناك مطالب تسير صوب هذا المضمار “.وبدأت الاحتجاجات في جميع أنحاء بيلاروس في الـ9 من آب/أغسطس، وذلك عقب الانتخابات الرئاسية، التي فاز بها رئيس الدولة الحالي، ألكسندر لوكاشينكو.ووفقاً للجنة الانتخابات المركزية، حصل لوكاشينكو على 80.1% من الأصوات. وقامت القوات الأمنية بتفريق الاحتجاجات، مستخدمة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي.

يورونيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post محاكمة منفذي هجوم شارلي إيبدو 2015 بفرنسا
Next post تطوير كمامة إلكترونية” للوقاية من كورونا