لورانس العرب و جاريد كوشنر، المليونير الفاشل

ابراهيم عطا :كاتب فلسطيني

يقولون انها اسوا موجة فياضانات تضرب السودان منذ اكثر من ١٠٠ عام، ويقولون انها اقوى موجة حر تضرب بلاد الشام منذ اكثر من ١٠٠ عام، ونقول انها أنذل موجة خيانة تضرب الامة العربية منذ اكثر من ١٠٠ عام…
نعم يا سادة، فقبل اكثر من ١٠٠ عام قام ضابط المخابرات البريطانية توماس لورانس بالسيطرة على عقول العربان وجندهم في خدمته تحت راية الثورة العربية لطرد بقايا القوات العثمانية، لتتقاسم بعدها بريطانيا العظمى الكعكة العربية مع فرنسا عبر اتفاقية “سايكس- بيكو”، والتي نتج عنها الانتداب البريطاني على فلسطين، والذي مهد بدوره الطريق لاقامة الكيان الصهيوني على اراضيها…
وما اشبه اليوم بالامس، وما اشبه ما قام به الجاسوس الانكليزي الملقب بلورانس العرب (عراب الثورة العربية ضد العثمانيين) بما يقوم به الجاسوس الامريكي الصهيوني كوشنر (عراب صفقة القرن الواحد والعشرين)، الأول لسرقة الثورة العربية والثاني لسرقة الثروة العربية…
وما اغرب ما تقوم به المملكة العربية اليوم من ترميم لمنزل العميل “لورانس العرب” بهدف تحويله الى احد المعالم السياحية الهامة، وما علاقة ذلك بما قدمته للصهيوني جاريد كوشنر على اراضيها والتي طمست تحتها الكثير من المعالم الاسلامية الهامة…
وبغض النظر عن القواسم المشتركة الكثيرة التي تجمع بين الولدين والتي من بينها الشذوذ الجنسي واشياء أخرى لا تهمنا، الا ان ما يعنينا هو تمكنهما برغم صغر سنهما من السيطرة على عقول زعماء وقادة اعتقدنا انهم فحولا كبار لا يمكن ان يجثوا أمام امثال هؤلاء الصهاينة الصغار …
جاريد كوشنر، المليونير الفاشل في الدراسة وعديم الخبرة في التاريخ و السياسة، ربما تأثر بشخصية العميل لورانس العرب ويريد دخول التاريخ من الباب عينه، أي من خلال لعب الدور نفسه وهو جرجرة الحكام العرب وتركيعهم لاستخدامهم في مصلحة بني قومه من الصهاينة لاقامة دولة أسرائيل الكبرى…
اليوم وبعد اكثر من ١٠٠ عام على السقوط المدوي في شرك العميل “لورانس العرب” الذي اشبع العربان وعودا ونكث بها بعد أن حقق اهدافه، فإن التاريخ يعيد نفسه ولكننا لا نتعظ، ونعيد الكرة ألف مرة، ويعيد كوشنر اللعبة التي تنطلي على الحكام العرب عبر وعود وعهود من المؤكد انه سينكث بها بعد أن يحصل منهم على الراية، وهذه المرة لن يرضوا باقل من راية السيادة والكرامة للامة العربية باكملها…
الا ان الشعوب العربية هي التي ستبقى السد المنيع امامهم والشوكة الأكبر في حلوقهم والصخرة الأثقل على صدورهم، الى أن يظهر قائد عظيم ينهض براية هذه الامة دفاعا عن عزتها وكرامتها ورافضا للخنوع او الركوع الا للواحد الاحد… وجمعة طيبة لكل الاحبة..ابو انس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post فيلسوف الروح مابين السما والأرض
Next post حاملي البطاقات البلجيكية لن يتمكنوا من إجراء مدفوعات إلكترونية