الاتحاد الأوروبي والعودة الطوعية للاجئين
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_لونجيل مهلالو، لاعب كرة محترف، من جنوب إفريقيا، يقيم اليوم بطريقة غير قانونية في بلجيكا. كان حلم هذا الشاب، أن يلعب في أحد المنتديات الأوروبية، فقرر قبل عام، السفر إلى إسبانيا، غير أن لحظ لم يحالفه، بسبب مشاكل مالية واجهت النادي الرياضي الذي كان على وشك أن يبرم معه عقدا. أما دائرة شؤون الإقامة والمهاجرين في بلجيكا، التي بها يقيم حاليا، فرفضت طلب اللجوء الذي تقدّم به. ناشد لونجيل مهلالو المنظمة الدولية للهجرة لمساعدته حتى يعود طواعية إلى وطنه ، جنوب إفريقيا. وفي مقابلة له مع يورونيوز، قال لونجيل مهلالو “عندما وصلت ، كانت ثلاثة أندية مهتمة بي لكن لم أتمكن من الانضمام إليها لأنه لم يكن لدي تصريح عمل ببلجيكا” مضيفا ” لم يكن لدي أوراق الإقامة، لكنني كنت أمضي وقتي في إجراء تدريبات رياضية فقط”.في تموز/يوليو، رزق لونجيل مهلالو بمولود جديد من زوجته التي لاتزال مقيمة في جنوب إفريقيا، ومضى قائلا: ” أعتقد أنني لا أستطيع أن أضيّع مزيدا من الوقت، فمولودي الجديد يحتاج مني أن أكون إلى جانبه، من أجل مساعدة عائلتي الصغيرة أيضا، وهذا بالنسبة لي أسن من استقدامهم إلى هنا، حيث لا أبغي أن يعيشوا حال التوتر التي أعيشها اليوم، وحالات الخوف التي تستوطنني يوميا”تساعد المنظمة الدولية للهجرة الأشخاص الذين يريدون العودة طواعية إلى ديارهم أما لونجيل مهلالو فهو قادر اليوم على الحصول على المساعدة المادية للعودة إلى جنوب إفريقيا.وتعتبر العودة الطوعية وإعادة الدمج، برنامجا تديره منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة. وهو برنامج مخصص للمهاجرين الذين يقررون العودة طواعية إلى بلدانهم الأصلية.يريد الاتحاد الأوروبي زيادة عدد العائدين من طالبي اللجوء ممن رفضت طلباتهم، وهكذا يُرفض ما يقرب من 370 ألف طلب سنويًا ، لكن ثلثهم فقط يعودون إلى بلدانهم الأصلية. يمكن للدول الأعضاء التي ترفض قبول اللاجئين تمويل برامج العودة هذه. لكنه مشروع محفوف بالمخاطر.ويعتقد ماسيمو فريغو ، مستشار قانوني بلجنة الحقوقيين الدولية: “إن برنامج العوداة طواعية سياسة من شأنها أن تخلق جدرانًا. وبناء الجدران لن يحل المشكلة ذلك أنه يخلق المزيد من الانشغالات القانونية والمزيد من العمل والمرافعات في المحاكم لأنه ستكون هناك صعوبات مع القانون الدولي والتزامات الدول الاعضاء في الاتحاد الأوروبي على حد سواء” مؤكدا من جانب آخر أن “هناك تدابير خطيرة للغاية لحماية حقوق الإنسان و لحماية مبدأ عدم الإعادة القسرية حيث تبرز الفكرة التي تقضي بأنه ينبغي عدم إعادة شخص ما إلى البلد الذي قد يتعرض فيه مقدم الطلب لخطر التعذيب أوان تكون حياته مهددة”.الحكومة البلجيكية هي شريك للمنظمة الدولية للهجرة ويرى بعض المسؤولين أنه من الممكن تحسين إجراءات العودة لمن يرغبها من اللاجئين.ويقول نيل بايتنز، من الوكالة الفيدرالية البلجيكية لاستقبال طالبي اللجوء : “أعتقد أن غالبية الذين يعودون طواعية هم من الرجال غير المتزوجين، لكننا نرى المزيد والمزيد من العائلات التي لديها أطفال تختار برنامج العودة الطوعية صوب بلد المنشأ، ويندرج ضمن فئة من يرغبون في العودة أيضا، الأشخاص المعرضون للخطر وممن يعيشون في الشوارع ممن لا وثائق لديهم” مؤكدا أنه ينبغي ” التحضير لإدماجهم بعد عودتهم حيث من المهم أن نأخذ الوقت الكافي لتزويدهم بالدعم ولإيجاد شركاء يساعدونهم في بلدهم الأصلي “.ستقوم المفوضية الأوروبية بتعيين منسّق يعمل مع الدول الأعضاء والدول الأخرى من أجل تسهيل إجراءات طالبي اللجوء ممن تقطعت بهم السبل في أوروبا وقرروا طواعية العودة إلى ديارهم. برنامج العودة الطوعية يعد جزءاً أيضا من جهود المنظمة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الأفريقية لمساعدة اللاجئين الذين تقطعت بهم السبل في دول المهجر على العودة إلى أوطانهم الأصلية
يورونيوز