لجنة الحوار الليبي طعنا لليبيا في مقتل
محمد علي المبروك خلف الله
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_لم أعد أفهم كيف تدار وكيف يخطط لليبيا وكيف يتحاور لأجلها وكل نتائج التخطيط والحوارات واضحة المآلات أنها تسحب ليبيا سحبا وتجرها جرا نحو الأسوأ ونحو المزيد من الصراعات ولاتنهض بليبيا إلى مستوى أعلى من الاستقرار . ولم أعد أفهم كيف يختزل مصير ليبيا عند جماعات لها صفات سياسية مثل مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة وحكومتين وبعض الشخصيات المتهمة بنظر الشعب الليبي بالفساد والانتماء لتيارات وجهات غير وطنية وتجاهل متعمد للشعب الليبي الذي يفترض أن يحدد هو مصيره ولايحدده له أفراد متهمين شعبيا بخيانة أوطانهم . في حالة غير مسبوقة من الجشع السياسي تدفع جماعة الحوار إلى مرحلة انتقالية خامسة دون النظر لصالح ليبيا وصالح شعبها أنما تمديدا للمناصب وتدويرا لأجسام خاملة تقتات على معاناة الشعب الليبي وتتعايش على أوضاعه المتدهورة التعيسة .إن مارسم لليبيا عبر لجنة الحوار يضع ليبيا على حافة هاوية وليس هو بالرسم الذي تخطه شخصيات وطنية وليس هو بالرسم الذي يرسمه العقلاء للحفاظ على أوطانهم ولا يخرج عن كونه رسم لجماعات سياسية غايتها تقسيم ليبيا إلى ثلاثة بلدان لحيازة مناصب وتمديدا لأجسامها السياسية وسوف أقف هنا عند أخطر مارسم لليبيا . قسمت ليبيا إلى ثلاثة أقاليم دون أدنى إحتياط لما قد يؤول إليه هذا التقسيم إلى تقسيم بلاد لطالما ظلت موحدة وكل إقليم من الثلاثة يختار من يمثله للمجلس الرئاسي أي أن كل إقليم له رئيسه المتفرد بإقليمه كما وزعت الوزارات على سبيل المحاصصة وكل إقليم له وزارات من حصته في الحكومة الجديدة . مما يعني تدعيم للجذور المناطقية ونزع للجذور الوطنية العامة في ليبيا وتركز للمصلحة المناطقية على حساب المصلحة الوطنية وبمرجح حتمي أن تضع ثلاثة أقاليم ولكل إقليم عضو في المجلس الرئاسي ممثلا عنه فإن كل إقليم سيرجع إلى كيانه الإقليمي ليكون حكومته لوحده إذا ماتصاعد الخلاف بين مرشحي باقي الأقاليم وهذا مآل قريب جدا وحدث فعليا بين انقسام ليبيا إلى حكومة في شرق ليبيا وحكومة في غرب ليبيا بسبب خلاف دب بين مجلس النواب والمؤتمر الوطني وهذا التدبير الغبي الذي أفرزته لجنة الحوار سيقسم ليبيا حتميا إلى ثلاث بلدان وهو بداية أن كل ممثل يحوز إقليمه لوحده ويشكل حكومته إذا حدث بينهم خلاف والخلاف بينهم حادث حادث لأن كل ممثل سيسعى لمنفعة إقليمه على حساب المصلحة العامة . تقسيم الوزارات على أساس المحاصصة وليس على الأساس العام والأجدر والخبرة وهذا سيوظف هذه الوزارات لخدمة مناطق وحرمان مناطق أخرى بسبب الضغط الاجتماعي الذي قد يتعرض له وزراء هذه الوزارات من مناطقهم وذلك للفاعلية المتخلفة للقبيلة والمنطقة في نفوس الكثير من الليبيين ولا وجود لفعالية وطنية في نفوسهم وسيزيد من حجم الفساد والنهب والاختلاس للأموال العامة الذي هو أصلا متعاظم في ليبيا لأن هؤلاء الوزراء سيحتمون بمناطقهم وبذراعهم المناطقي الممدود في الحكومة الجديدة وسيبتزون الأجهزة الرقابية والقضائية بمناطقهم والانفصال بمناطقهم كحكومات مستقلة لتمرير فسادهم ، بمعنى لا محاسبة للنهب المباح أصلا في ليبيا . لذلك فإن هذا التدبير الغبي الذي أفرزته لجنة الحوار هو بداية فعلية لتقسيم ليبيا وهو كمن يضع ثلاثة مصارعين في حلبة واحدة وعليهم القتال بين بعضهم والأمر خطير جدا على ليبيا ولايهدف لإنهاء الصراع بين طلاب سلطة يتسترون بالوطنية ويضعون ليبيا على حافة الهاوية والأمر في مضمونه هو سعي لتدوير ذات الحكومات التشريعية والتنفيذية وتمديدا لمناصب شخصية على حساب معاناة الشعب الليبي وعلى حساب وحدة الوطن الليبي المتدهور سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ولا أفهم عمق الأنانية المفرطة عند هؤلاء أن تصل معاناة شعب إلى حدا لايطاق وأن تصل الأوضاع المتدهورة في ليبيا حدا خطيرا تحت سلطاتهم ويسعون بتدوير أنفسهم حتى ولو بتقسيم ليبيا ولايستحون فيتنحوا مع الاعتذار لليبيين ولا حل مع طلاب سلطة يسبحون في بحر من الأنانية والشعب الليبي تحتهم غريق في الوحل إلا بالخروج في مظاهرات عارمة والمطالبة بانتخابات نيابية ورئاسية على الفور وتنحية كافة الأجسام العالقة المحبطة لليبيا ومحاسبة أفرادها على زمن ليبيا الذي ضيعوه .
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_